قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الأربعاء 3 مارس/آذار 2021، إن الولايات المتحدة "لن تتورع" عن الرد على الهجمات التي تستهدف قواتها إذا لزم الأمر، وذلك بعد هجوم صاروخي على قاعدة عين الأسد الجوية التي تستضيف قوات أمريكية وعراقية ومن التحالف الدولي.
وحسب مصدر أمني عراقي، فقد استهدف تفجير بعبوة ناسفة، رتل شاحنات للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، غرب العاصمة بغداد، في ثاني هجوم من نوعه الأربعاء، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول" للأنباء.
تطور مقلق
المتحدث باسم "البنتاغون"، جون كيربي، صرح في إفادة صحفية قائلاً: "فلنتعامل مع هذا بالشكل الصحيح. لنترك شركاءنا العراقيين يحققون في هذا، ونرى ما يتوصلون إليه"، واصفاً الهجوم بأنه "تطور مقلق".
قبل أن يضيف: "بعد ذلك، إذا استدعى الأمر الرد، فأعتقد أننا أظهرنا بوضوحٍ أننا لن نتورع عن ذلك. لكننا لم نصل إلى هذا بعد"، رافضاً بشكل قاطع، التكهن باحتمال الرد على الهجوم.
من جهته، قال وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب، إنه "فزع" من الهجوم على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق والذي عرّض للخطر مجدداً أرواح جنود عراقيين ومن التحالف.
وأضاف راب على تويتر: "هذه الهجمات تقوّض استقرار العراق، وينبغي أن تتوقف فوراً".
تفاصيل الانفجار
حاتم الجابري، النقيب في شرطة بغداد، قال لوكالة "الأناضول"، إن "عبوة ناسفة، زرعها مجهولون، انفجرت لدى مرور شاحنات تحمل معدات لوجيستية للتحالف الدولي، على طريق قضاء أبو غريب السريع غرب بغداد".
وأضاف الجابري أن "الانفجار ألحق أضراراً مادية بإحدى شاحنات الرتل دون وقوع إصابات بشرية".
فيما لم يصدر أي تعقيب من قوات التحالف الدولي حول الحادثة حتى الساعة الـ18:15.ت.غ.
ويُعد هذا الهجوم هو الثاني من نوعه الأربعاء، والـ29 من نوعه في غضون 10 أسابيع؛ حيث وقعت هجمات مماثلة على أرتال للتحالف الدولي، وسط وجنوبي البلاد.
إذ وقع انفجار مماثل في محافظة الديوانية، الأربعاء، ما ألحق أضراراً بإحدى شاحنات الرتل، وفق مصدر أمني لـ"الأناضول".
اتهامات لإيران
إذ تتهم واشنطن فصائل عراقية مسلحة مرتبطة بإيران بالوقوف وراء هذه الهجمات، وأخرى تستهدف سفارتها وقواعدها العسكرية، التي ينتشر فيها الجنود الأمريكيون بالعراق.
وينتشر في العراق نحو 3000 جندي من قوات التحالف الدولي، بينهم 2500 جندي أمريكي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في البلاد.
وتطالب القوى السياسية العراقية بخروج القوات الأمريكية من البلاد استجابة لقرار البرلمان العراقي، في 5 يناير/كانون الثاني 2020، مغادرة القوات الأجنبية البلاد.
قاعدة عين الأسد
وقاعدة عين الأسد تقع في ناحية البغدادي 90 كم غربي مدينة الرمادي (عاصمة الأنبار)، وتعد أكبر قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية في العراق. وتتعرض المنطقة الخضراء، التي تضم سفارة واشنطن في بغداد، والقواعد العسكرية التي تستضيف قوات التحالف الدولي لهجمات صاروخية، منذ مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، بغارة أمريكية، مطلع العام الماضي.
ويقول رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إن الهجمات الصاروخية تستهدف إحراج الدولة.
فيما كانت فصائل شيعية مسلحة، بينها كتائب "حزب الله" العراقي، هددت باستهداف القوات والمصالح الأمريكية بالبلاد، في حال لم تنسحب امتثالاً لقرار البرلمان القاضي بإنهاء الوجود العسكري فيها، وتتهم الولايات المتحدة كتائب "حزب الله" وفصائل عراقية مسلحة مقربة من إيران، بالوقوف وراء هجمات صاروخية متكررة تستهدف سفارتها الموجودة وقواعدها العسكرية.
وفي وقت سابق، كشف تقرير نشرته صحيفة Daily Mail البريطانية، بعض اللقطات الجديدة التي وُصفت بالمروعة والتي أعقبت استهداف إيران قاعدة أمريكية في العراق بعد مقتل القائد العسكري قاسم سليماني.
إذ قال الجنرال فرانك ماكنزي، من سلاح مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، لشبكة CNN الإخبارية الأمريكية، إن واشنطن كانت لديها خطة للانتقام في حال أسفر هذا الهجوم عن مقتل أي أمريكي، وإنه لولا عمليات الإجلاء التي نُفّذت قبل الهجوم الصاروخي الإيراني، لكان أكثر من 100 جندي أمريكي لقوا مصرعهم، على حد قوله.