لمّح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الأحد 28 فبراير/شباط 2021، إلى احتمال ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة عام 2024، كما هاجم الرئيس الحالي جو بايدن، وكرر مزاعمه الزائفة بفوزه بانتخابات 2020، فضلاً عن مهاجمته لبعض الجمهوريين.
خطاب ترامب لأنصاره
جاء ذلك في أول ظهور كبير لترامب منذ مغادرته البيت الأبيض قبل نحو ستة أسابيع، حيث ألقى خطابه أمام أنصاره في في مؤتمر "العمل السياسي المحافظ"، وهو الملتقى السنوي للمحافظين الأمريكيين الذي افتُتح يوم الجمعة الفائت في أورلاندو.
لقي ترامب حفاوة كبيرة عندما صعد إلى المنصّة من قِبل مؤيديه الذين لم تضع سوى قلّة منهم كمامات، رغم انتشار فيروس كورونا.
وتعهد الرئيس السابق بمساعدة الجمهوريين في السعي لاستعادة الأغلبية، التي خسروها خلال رئاسته، في مجلسي النواب والشيوخ خلال انتخابات الكونغرس العام المقبل، كما قدم نفسه مرشحاً محتملاً للانتخابات الرئاسية المقبلة.
في هذا الصدد قال ترامب: "بمساعدتكم، سنسترد مجلس النواب، وسنفوز بمجلس الشيوخ ثم سينجح رئيس جمهوري في تحقيق عودة مظفرة إلى البيت الأبيض"، وأضاف مبتسماً: "أتساءل من سيكون (هذا الرئيس)؟ من سيكون؟".
وكالة رويترز قالت إن 55% من المشاركين في المؤتمر قالوا إنهم سيؤيدون ترامب في انتخابات 2024 في حين جاء رون ديسانتس حاكم فلوريدا في المركز الثاني بنسبة 21%.
مهاجمة جمهوريين وبايدن
لا يبدو أن ابتعاد ترامب عن واشنطن قد بدد غضبه من بعض الجمهوريين الذين صوتوا لمساءلته في محاولة باءت بالفشل في الكونغرس، لتحميله مسؤولية التحريض على هجوم عنيف شنه أنصاره على مبنى الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني 2021.
ذكر ترامب بعضهم بالاسم، ومنهم عضوا مجلس الشيوخ ميت رومني، وبات تومي، وعضوا مجلس النواب، آدم كينزنجر، وليز تشيني، وأشار إلى أنه سيدعم المرشحين الذين سينافسونهم في انتخابات الحزب، وقال ترامب: "تخلصوا منهم جميعاً".
أيضاً كرر ترامب، مرة أخرى، مزاعمه بأنه خسر انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أمام بايدن، وقال عن الديمقراطيين: "في الواقع، أنتم تعلمون أنّهم خسروا الانتخابات"، وأضاف: "لكن من يدري، من يدري؟ ربما أقرّر أن أهزمهم للمرّة الثالثة".
كما وضع الرئيس الجمهوري السابق حدّاً للشائعات، حول عزمه إنشاء حزب سياسي جديد، قائلاً: "لن أطلِق حزباً جديداً. لدينا الحزب الجمهوري. سوف يتّحد ويكون أقوى من أيّ وقت مضى".
في الوقت نفسه، وجه ترامب انتقادات لاذعة للرئيس بايدن، وقال إنّ الديمقراطي أنهى للتوّ "الشهر الأوّل الأكثر كارثيّة" لأيّ رئيس جديد في السلطة، كما شنّ هجوماً على المهاجرين، منتقداً سياسات بايدن في مجال تغيّر المناخ والطاقة ونزاهة الانتخابات.
علاوة على ذلك، وصف ترامب في خطابه المتشائم أمريكا بأنّها أرض مقسّمة، مشدّداً على أنّ "أمننا وازدهارنا وهوّيتنا كأمريكيّين على المحكّ".
الظهور الجديد لترامب أعطى مؤشراً لنفوذ الرئيس السابق داخل الحزب الجمهوري، لا سيما بعدما اندلعت حرب داخل الحزب الجمهوري بسبب اقتحام أنصار ترامب لمبنى "الكابيتول".
سعى بعض الجمهوريين، ومنهم زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، إلى طي صفحة ترامب، في حين أكد آخرون، ومنهم لينزي غراهام، أن مستقبل الحزب يتوقف على طاقة القاعدة المؤيدة لترامب.
في هذا السياق، اعتبر ترامب أن الحزب الجمهوري متحد خلفه، مؤكداً أن المعارضة تأتي من "حفنة من المأجورين السياسيين في واشنطن".