خبيرة بريطانية تُحذِّر من التهاون في الالتزام بقيود كورونا.. الإصابات قد تزداد مرة أخرى

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/28 الساعة 23:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/28 الساعة 23:04 بتوقيت غرينتش
لقاح كورونا Johnson & Johnson من جرعة واحدة/ رويترز

"الناس قد يكونون أقل التزاماً بقواعد تجنب الإصابة بفيروس كورونا بعد تلقيهم اللقاح"، هذا ما خلصت إليه عالمة سلوكية بارزة، وفقاً لما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، يوم السبت 27 فبراير/شباط 2021، مُحذرة من التهاون المحتمل في الالتزام بقيود الإغلاق، الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة أعداد المصابين مرة أخرى.

إذ استشهدت البروفيسور سوزان ميتشي، مديرة مركز تغير السلوك بكلية لندن الجامعية، بأدلة من عمليات إطلاق لقاحات سابقة، واستطلاعات وطنية حديثة تشير إلى أن الناس سيكونون أقل التزاماً بالقواعد، وأدلة من إسرائيل، التي لديها أعلى معدل تطعيم ضد كوفيد-19 في العالم، تشير إلى أن هذا قد يكون هو الحال.

ميتشي، وهي عضو لجنة خبراء المجموعة الاستشارية العلمية لحالات الطوارئ التابعة للحكومة البريطانية، قالت لبرنامج Today الذي يُبث عبر محطة BBC Radio 4: "ما يدعو للقلق هو أنه مع بدء برنامج التطعيم وحصول المزيد من الناس على التطعيم بأنفسهم ورؤيتهم أشخاصاً آخرين في مجتمعهم يتلقون التطعيم، قد يتخلى الناس عن حذرهم".

حملات التطعيم السابقة

فيما أكدت أنه يُستدل على ذلك من حملات التطعيم السابقة ضد داء "لايم" والإنفلونزا، حيث كان من يتلقى التطعيم أقل احتمالاً للالتزام بالسلوكيات الوقائية، إلى جانب الدراسات الاستقصائية البريطانية من ديسمبر/كانون الأول والتي قال فيها 29% من الأشخاص إنهم بعد تلقي التطعيم سوف يلتزمون بشكل أقل صرامة، وقال 11% إنهم لن يتبعوا القواعد بعد الآن.

كما استشهدت بتقييم إسرائيل لطرح لقاح كوفيد-19 – وهو الطرح الأسرع في العالم- حيث بدا أن هناك زيادة في الإصابات أثناء بدء الطرح. وقالت سوزان: "فسر المحللون ذلك على أنه ربما يشير إلى أن الناس لم تلتزم كثيراً بالقواعد".

إلا أن ميتشي أشارت إلى وجود "مستويات عالية جداً من الالتزام" في المملكة المتحدة، وأنه لم يكن هناك توقع بحدوث انخفاض كبير في التباعد الاجتماعي.

مقدار المناعة المطلوبة

لكنها استدركت: "قد يعتقد الناس أنهم أكثر مناعة مما هم عليه. إلا أننا ما زلنا نفتقر إلى مقدار المناعة المطلوبة التي تمنحها اللقاحات المختلفة، ولا نعرف كم المدة التي سيستغرقها وصولنا إلى ذلك، وهناك أيضاً علامة استفهام حول الانخفاض في معدل العدوى"، مضيفة: "نحن نفتقر إلى الأدلة المتعلقة بالأشياء الأساسية جداً، مثل نظافة اليدين وارتداء الأقنعة".

كذلك رأت ميتشي التي تعمل أيضاً كأستاذة علم النفس الصحي في يونيفرسيتي كوليدج لندن، أنه "ينبغي إيصال رسالة مفادها أننا بحاجة ماسة لتطعيم السكان، حتى نتمكن من البدء في رفع القيود، ولكن هذا لا يعني في هذه اللحظة أن الناس يمكنهم تحمل تكلفة التخلي عن حذرهم بأي شكل من الأشكال".

يذكر أن ميتشي هي واحدة من العديد من الأكاديميين الذين يناصرون تعاوناً عالمياً جديداً يسمى "بيسي"- التدخلات السلوكية والبيئية والاجتماعية والنظم- التي تدفع بهذا العلم إلى دائرة الضوء.

السلوكيات الفردية

من بين الموضوعات المستهدفة للدراسة السلوكيات الفردية، التباعد الاجتماعي وغسل اليدين وارتداء الأقنعة. أنظمة مثل اختبار التتبع والعزل، والعوامل البيئية، بما في ذلك التهوية الداخلية.

بدوره حث البروفيسور جوناثان فان تام، نائب كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، الجمهور على عدم الانغماس في شعور زائف بالأمان مع تسارع وتيرة طرح اللقاح.

فقد أظهر تام، خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة 26 فبراير/شباط 2021، ما سماه شرائح "واقعية للغاية" تبين ارتفاعاً في حالات الإصابة بفيروس كورونا في أجزاء من البلاد، بما في ذلك منطقة ميدلاندز وأجزاء من الساحل الغربي لإنجلترا.

20 مليوناً في بريطانيا تلقوا الجرعة الأولى للقاح

في سياق آخر، أظهرت بيانات رسمية، الأحد 28 فبراير/شباط 2021، أن أكثر من 20 مليوناً في بريطانيا تلقوا الجرعة الأولى من لقاح كوفيد-19، ونحو 800 ألف الجرعة الثانية منه، مع تحقيق البلاد لمزيد من التقدم فيما يتعلق بطرحها أسرع برنامج تطعيم في أوروبا.

حيث قال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن هذه النقطة التاريخية تمثل "إنجازاً وطنياً هائلاً"، مشيداً بالنظام الصحي في البلاد والعاملين والمتطوعين والقوات المسلحة، داعياً الجميع إلى أخذ التطعيم بمجرد دعوتهم لذلك. وقال: "كل جرعة تمثل فارقاً في معركتنا مع كوفيد-19".

جدير بالذكر أن بريطانيا عانت من أعلى حصيلة وفيات بسبب مرض كوفيد-19 في أوروبا، نحو 122849 وفاة حالياً، وأثقل صدمة اقتصادية بين الدول الغنية الكبرى، بحسب البيانات الرسمية.

لكن وتيرة حملة التطعيم بها أثارت احتمال حدوث رفع تدريجي لإجراءات الإغلاق، التي تفرضها حالياً، من الآن وحتى نهاية شهر يونيو/حزيران المقبل.

بينما تعهد وزير المالية ريشي سوناك، الأحد، بمساعدة الاقتصاد ما دامت القيود مستمرة.

تحميل المزيد