أكد وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، أن "كثيرين" في السعودية يرغبون في التطبيع مع إسرائيل، معرباً عن أمله في أن تنضم المملكة إلى "اتفاقات أبراهام" التي أُبرمت في ظل إدارة دونالد ترامب، والتي أفضت لتطبيع دول عربية علاقاتها مع تل أبيب.
جاءت تصريحات بومبيو، الذي شغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية ووزير الخارجية في إدارة ترامب، في تسجيل مصوّر موّجه إلى "حركة مكافحة معاداة السامية"، التي ستمنحه "جائزة القيادة العالمية"، الإثنين 1 مارس/آذار 2021، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كانت أربع دول عربية هي: الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والمغرب، والسودان، قد وافقت خلال رئاسة ترامب على التطبيع مع إسرائيل.
كما سرت تكهنات في الصحافة الإسرائيلية بشأن دول عربية أخرى قد تكون مهتمة بإقامة علاقات مع إسرائيل، في وقت يعد فيه تطبيع العلاقات مع السعودية مكسباً مهماً لتل أبيب.
بومبيو قال أيضاً في التسجيل إنه "ثبت أن توقع المستقبل صعب بالنسبة إليّ"، مشيراً إلى اعتقاده بأن "الكثير" من الدولة الأخرى ستسعى لإقامة علاقات مع إسرائيل، وأضاف: "آمل أن تجد المملكة العربية السعودية طريقها للانضمام إلى اتفاقات أبراهام. أعلم أن كثيرين داخل هذا البلد يريدون أن يتحقق ذلك".
كانت مصادر إسرائيلية قد ذكرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقيا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة نيوم السعودية المطلة على البحر الأحمر.
أثار الاجتماع الذي نفته الرياض تكهّنات في إسرائيل حيال إمكانية اقتراب التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع الرياض.
لكن المملكة شددت علناً على سياستها الثابتة منذ عقود بعدم إقامة علاقات مع إسرائيل قبل التوصل إلى اتفاق لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
في نفس الوقت، لم تظهر الرياض رفضاً كاملاً لإقامة علاقات مع تل أبيب، إذ قال وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول 2020 إن تطبيع بلاده وإسرائيل من المتصور حصوله في النهاية.
مقتل سليماني
من ناحية ثانية، تحدث بومبيو عن قتل الولايات المتحدة لقائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بغارة جوية في بغداد العام الماضي.
رأى بومبيو أن قتل واشنطن لسليماني ساعد على التوصل إلى "اتفاقات أبراهام"، إذ إن العملية ساهمت في بناء الثقة بين واشنطن وحلفائها العرب، على حد قوله.
أضاف بومبيو في هذا الصدد: "عندما رأى قادة في العالم العربي أن الولايات المتحدة مستعدة للقيام بذلك، مواجهة إيران وقيادة الحرس الثوري الإيراني من خلال استهداف قاسم سليماني شخصياً، أدركوا أن لديهم صديقاً".
كذلك اعتبر بومبيو أن القادة في العالم العربي "علموا أنه بإمكانهم (…) إقامة سلسلة اتفاقيات مع دولة إسرائيل، هذه ليست مسائل غير مرتبطة، إنها مرتبطة بشكل عميق، لا يمكن أن تحدث إحداها دون الأخرى".
يُذكر أن مقتل سليماني أشعل توتراً كبيراً بين واشنطن وطهران، حيث استهدفت الأخيرة مواقع لقوات أمريكية بالعراق رداً على اغتيال الجنرال الإيراني.