قال تقرير نشرته صحيفة Independent البريطانية يوم الثلاثاء 23 فبراير/شباط إن الأمريكي رايان سيفلي استطاع إنقاذ 98 سائقاً ونحو 400 آخرين خلال العاصفة الجليدية الهائلة التي ضربت ولاية تكساس.
بعد أن واجه المواطنون في الولاية الأمريكية العاصفة الثلجية وكادوا يلقون حتفهم، وتسببت درجات الحرارة الأدنى من الصفر والعواصف الثلجية العنيفة في نقص المياه، وإمدادات الغذاء، وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، استطاع سيلفي أن يقدم خدماته للمواطنين هناك.
إنقاذ العشرات من المواطنين
هذه جيل فينتيميليا، البالغة من العمر 74 عاماً، قد واجهت أزمة تتعلق بنقص المياه في منزلها بمدينة أوستن بسبب العاصفة الجليدية التي ضربت ولاية تكساس، لذلك توجهت هي وكلبها إلى منزل والديها على الجانب الآخر من المدينة. وفجأة، علقت سيارتها في الجليد المتراكم على طريق زلق.
لم تتمكّن سيارتها البيضاء من طراز Honda Fit من الحركة، وعندما نظرت إلى الأعلى، رأت حوالي 30 سيارة أخرى عالقة أيضاً، وأعاقها انقطاع الكهرباء والاتصالات عن الاتصال بـ 911.
لكن بعد دقائق من ذلك ظهر لها شخص غريب، وقال لها: "الرجل قادم ليأخذك بعدما ينتهي من السيارة التي يعمل على إنقاذها الآن!". كان هذا الرجل هو رايان سيفلي، وقد جاءها بشاحنته الصغيرة التي يحب أن يسميها "الوحش".
ساعد النساء في انتشال سياراتهن
سيفلي، البالغ من العمر 40 عاماً، حين وصل للسيدة ربط سيارتها بشاحنته باستخدام حزام متين، ثم سحب جيل التي ظلت في سيارتها مع كلبها، ومضى بها مسافة ثلاثة أميال تقريباً إلى منزل والديها.
يذكر أن سيفلي أجرى أول عملية إنقاذ في 14 فبراير/شباط 2021، أثناء اشتداد العاصفة. إذ كان في طريقه إلى متجر صغير لجلب الإمدادات الأساسية وتخزينها، وفي الطريق رأى مجموعة من المركبات عالقة على جانب الطريق.
إذ قال: "تحوّل الأمر من مساعدة شخص واحد، إلى مساعدة ثلاثة أشخاص، إلى خمسة أشخاص، وعندما وصلت إلى رقم 434 سيارة توقفت عن العد. والكثير من الناس ما زالوا عالقين".
إنقاذ الأشخاص وسحب السيارات
جهود الإنقاذ التي يتطوّع سيفلي بها امتدت إلى ما يتجاوز سحب السيارات؛ فعندما رأى مدى خطورة الطرق، بدأ في توصيل العاملين بالرعاية الصحية من وإلى العمل، وعمل بمفرده على نقل الأشخاص الذين ليس لديهم كهرباء أو مياه إلى وجهات تتوفر بها المرافق.
سيفلي لا يسعى من إنقاذ المواطنين إلى الحصول على المال لكن البعض يعطونه نقوداً أو يحولون له مبالغ مالية كمساعدة في دفع تكلفة وقود السيارة. يقول سيفلي إنه كان يساعد الآخرين لأنه يعرف شعور الحاجة إلى المساعدة.
كاد سيفلي أن يفقد حياته في مارس/آذار 2021 في حادث دراجة نارية، حيث حطم الحادث له عظام الحوض وألحق أضراراً بالغة بالجانب الأيسر من جسده، مما تطلب جراحة مكثفة، كما عانى من إصابة دماغية رضحية. ولم يتمكن من العودة لعمله بعد الإصابة.
جذب انتباه وسائل الإعلام
من ناحية أخرى جذبت مهام الإنقاذ التي قام بها سيفلي انتباه وسائل الإعلام المحلية، وفي مقابلة مع موقع KVUE التابع لشبكة ABC، ذكر الرجل رقم هاتفه المحمول، وعرض مساعدة أي شخص في نطاق أوستن.
سيفلي في البداية كان يجد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة عبر قيادة شاحنته حول المناطق الجبلية والتوقف بالقرب من المستشفيات، أما الآن فيتصل سكان أوستن به مباشرة من جميع أنحاء المدينة. قال مؤخراً: "أتلقى أكثر من 300 رسالة نصية" يومياً.
الرجل الأمريكي كذلك قال إن عدد المكالمات الهائل مرهق منذ أن أعلن رقم هاتفه على الملأ، لكنه أضاف: "يكسبني ذلك شعوراً جيداً حقاً". ذلك لأن المكالمات لم تأت فقط من أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة، فقد تواصل معه كذلك عددٌ من الأشخاص وطلبوا التطوع.
شبكة من رجال الإنقاذ
سيفلي لجأ إلى تشكيل شبكة من المنقذين حتى إذا طلب أحدٌ المساعدة وكان سيفلي مشغولاً بمساعدة شخص آخر، يعطي العنوان لواحد من بين عشرات المتطوعين الذين يقودون الشاحنات.
حتى إن أندرو بوست أحد هؤلاء المتطوعين، عندما سمع عن جهود الإنقاذ التي يقوم بها سيفلي كان يبحث بالفعل عن فرص تطوع للأشخاص الذين يقودون سيارات الدفع الرباعي.
إذ كان بوست- الذي انقطعت عنه إمدادات الكهرباء ويقيم مع صديق- يقطع الأشجار من الطرق، وينقل الناس ويوصل الطعام. ومع ذلك أراد فعل المزيد.
في الوقت نفسه تخطط مجموعة المتطوعين، بقيادة سيفلي، لمواصلة إنقاذ الناس طالما هناك حاجة لجهودها وأكد الرجل أنه سيستمر في عمله ولن يتوقف.