نقلت صحيفة The Guardian البريطانية في تقريرها الذي نشرته يوم الثلاثاء 23 فبراير/شباط 2021 عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين دعوتها إلى إنقاذ مجموعة من لاجئي الروهينغا الذين تقطعت بهم السبل على أحد القوارب في بحر إندامان جنوبي ميانمار.
اللاجئون كانوا على متن قارب وقد ضلوا السبيل في البحر دون أن يكون معهم طعام أو ماء ويعانون الجفاف الشديد، وهناك تخوفات من أن يموتوا دون أن يلتفت إليهم أحد.
لاجئون يواجهون الموت في البحر
صرخات المفوضية السامية تضمنت الكثير عن التفاصيل المأساوية التي تخص المهاجرين، إذ قالت إنها لا تعرف مكان القارب بالضبط ولكنها توصلت إلى أن بعض ركابه لقوا حتفهم، مضيفة أن القارب غادر جنوب بنغلاديش قبل نحو عشرة أيام وتعطل محركه.
مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ الأرواح ومنع وقوع المزيد من المآسي، كما عرضت دعم الحكومات بتقديم مساعدات إنسانية لمن يتم إنقاذهم.
في المقابل قال مسؤول كبير في خفر السواحل الهندي لوكالة رويترز إنهم تعقبوا القارب حتى منطقة قبالة جزر أندمان ونيكوبار.
وفاة 8 أشخاص
يذكر أن ثمانية أشخاص على الأقل لقوا حتفهم على متن القارب، وفقاً لكريس ليوا، مديرة مشروع أراكان، المعني بمتابعة أزمة الروهينغا، إذ قالت إن سفناً من البحرية الهندية كانت قريبة من القارب ووفرت لأفراده الطعام والماء. وأضافت: "لكننا ما زلنا لا نعرف ماذا سيفعلون بعد ذلك".
في المقابل فإن متحدثاً باسم البحرية الهندية لم يكشف أي تفاصيل عن الموقف لكنه قال إن بياناً سيصدر لاحقاً.
وفقاً للمفوضية انطلق القارب من منطقة كوكس بازار الساحلية في بنغلاديش، حيث يعيش حوالي مليون من الروهينغا في ظروف مزرية في مخيمات اللاجئين المترامية الأطراف.
تزامناً مع ما حدث من وفاة أشخاص على متن القارب، فقد أوقفت محكمة ماليزية مؤقتاً ترحيل 1200 مواطن من ميانمار كان من المقرر إعادتهم إلى بلادهم على متن قوارب مقدمة من جيش ميانمار.
كان من بين هؤلاء المهاجرين أفراد من أقليات مستضعفة أُرسلوا إلى قاعدة عسكرية على ساحل ماليزيا الغربي لإعادتهم إلى وطنهم على متن ثلاثة قوارب.
في الوقت نفسه فقد واجهت هذه الخطوة انتقادات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ودعتا إلى منح مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة حق الوصول إلى المحتجزين لتقييم إن كان أي منهم من طالبي اللجوء.
مسجلون وفي حاجة لحماية دولية
من جانبها تقول الأمم المتحدة إنها تعلم أن ستة منهم على الأقل مسجلون لديها وإنهم بحاجة لحماية دولية.
كان مئات الآلاف من الروهينغا قد فروا إلى بنغلاديش عام 2017 بعد حملة قمع دامية شنتها قوات الأمن عليهم في ميانمار. وقالت السلطات في بنغلادش يوم الإثنين 22 فبراير/شباط 2021 إنها لم تكن على علم بأي قوارب غادرت المعسكرات، وفقاً لبيان رسمي.
في حين قال رفيق الإسلام، مفتش الشرطة في كوكس بازار: "لو كنا على علم بهذا، لكنا منعناهم".
لكن منظمة العفو الدولية كشفت في بيان أن عدداً كبيراً من الناس لقوا حتفهم بالفعل بسبب رفض بعض الدول مساعدة أفراد الروهينغا في البحر، مشيرة على لسان سعد حمادي الناشط في منظمة العفو الدولية في جنوب آسيا، إلى أنه لا بد من تجنب تكرار هذه الحوادث المخزية.
حمادي أشار الى أنه وبعد سنوات من عيشهم طي النسيان في بنغلاديش وبعد انقلاب ميانمار، لا يرى الروهينغا خياراً أمامهم سوى هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر، على حد قوله.