زار رئيس الوزراء الليبي الجديد، عبدالحميد دبيبة، العاصمة المصرية القاهرة، الخميس 18 فبراير/شباط الجاري، في زيارة قالت عنها الخارجية المصرية إنها الزيارة الأولى له منذ انتخابه رئيساً للحكومة.
لكن الواقع أنها لم تكن زيارته الأولى، إذ أجرى دبيبة زيارة سرية لأنقرة التقى فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 10 فبراير/شباط الجاري، وحسب مصادر "عربي بوست" فإن الزيارة طرح فيها دبيبة رؤية حكومته الجديدة وأنها حكومة اقتصادية بامتياز، تقف على الحياد مع الخلافات الإقليمية، وأنه مثلما تسعى لمصالح مشتركة مع تركيا فإنها ستفتح ملفات اقتصادية مع مصر، وستجري مشاورات مع أمريكا، في الوقت الذي لن تقطع فيه تعاونها مع روسيا. وبعد يوم من زيارته أنقرة توجه دبيبة إلى العاصمة القطرية الدوحة.
ماذا جرى في القاهرة؟
قالت الرئاسة المصرية، في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك، إن دبيبة بحث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، "الجهود الليبية خلال الفترة المقبلة، لقيادة المرحلة الانتقالية".
وأضاف البيان أنه جرى التوافق على "تبادل الزيارات على مستوى المسؤولين التنفيذيين لنقل الخبرة والتجربة إلى الجانب الليبي، والتشاور بشأن جميع القطاعات محل التعاون بين القاهرة وطرابلس، خاصةً على مستوى الخدمات واستعادة الأمن، إلى جانب التعاون الاقتصادي، وكذلك تأهيل الكوادر الليبية في مختلف المجالات المختلفة بمصر".
وقالت مصادر لـ"عربي بوست"، إن الجانبين اتفقا على تفعيل بعض الاتفاقات للصناعة وإعادة الإعمار.
ولم يتطرق دبيبة في زيارته، إلى أية أمور سياسية، بل جاء محمَّلاً بفكرة اقتصادية العلاقات بين البلدين، وخلال اللقاء سأل عباس كامل، رئيس المخابرات المصرية، رئيسَ الوزراء الليبي الجديد عن رؤية الحكومة للتحركات العسكرية وملف المرتزقة والمؤسسة العسكرية بشكل عام، "في إشارة إلى حفتر"، وهو الأمر الرجل بأن الملف العسكري برمته هو اختصاص اللجنة العسكرية 5+5 التي تشرف عليها الأمم المتحدة مع رغبة الحكومة في وقف جميع العمليات العسكرية بأنحاء ليبيا.
الزيارة كانت سرية..
تقول مصادر "عربي بوست"، إن الزيارة كان من المفترض أن تكون سرية، على غرار تلك التي قام بها إلى تركيا، فضلاً عن أن دبيبة لم يكن يصطحب معه فريقاً إعلامياً لتغطية اللقاء، لكن المخابرات المصرية سارعت بتسريب أنباء عن الزيارة، للترويج لها على أنها أول جولة خارجية يقوم بها دبيبة، وهو عار عن الصحة.
من القاهرة إلى طبرق..
وتوجه دبيبة، الجمعة 19 فبراير/شباط، إلى مدينة طبرق (شرق)، في أول زيارة يُجريها للمدينة الخاضعة لسيطرة خليفة حفتر.
ووفق وسائل إعلام محلية، تأتي زيارة دبيبة لطبرق ضمن جهود نزع فتيل الأزمة الليبية، وتهيئة الظروف أمام الانتخابات العامة المقررة أواخر العام الجاري.
وتُعدُّ طبرق من المدن القابعة تحت سيطرة ميليشيا حفتر، وهي مقر انعقاد مجلس النواب الذي يرأسه عقيلة صالح.
وتشهد ليبيا هذه الأيام انفراجة في أزمتها، بعد انتخاب ملتقى الحوار الليبي، في 5 فبراير/شباط الجاري، سلطة تنفيذية موحدة، على رأسها دبيبة لرئاسة الحكومة، ومحمد المنفي لرئاسة المجلس الرئاسي، مهمتها الأساسية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.
ووفق مخرجات حوار جنيف، ما زال أمام دبيبة 8 أيام لتقديم تشكيلة حكومته إلى مجلس النواب، من أجل منحها الثقة، وفي حال تعذَّر ذلك يتم تقديمها لملتقى الحوار السياسي.
وقبل أسبوع أجرى المنفي زيارة للمنطقة الشرقية في ليبيا، بدأها من مدينة بنغازي حيث التقى حفتر، ثم مدينتي طبرق والبيضاء التي التقى فيهما نواباً ومسؤولين، ثم مدينة القبة، للقاء عقيلة صالح.