أعلن حزب الأصالة والمعاصرة، أكبر أحزاب المعارضة المغربية (102 مقعد من إجمالي 395 مقعداً)، الخميس 18 فبراير/شباط 2021، عزمه على اختيار رئيس جمعية "الصداقة المغربية الإسرائيلية"، سيمون ساكيرا، ضمن مرشحيه في الانتخابات المحلية المقبلة.
قرار حزب الأصالة والمعاصرة المغربي يأتي بعد أسابيع من توقيع اتفاق "التطبيع" بين الرباط وتل أبيب، وهو ما من شأنه أن يزيد من حدة غضب الجمعيات المحلية المناهضة للتطبيع مع إسرائيل.
بينما من المقرر أن تجرى انتخابات المجالس الجهوية والبلدية (المحلية) في المغرب خلال العام الجاري، لكن لم يُحدَّد لها تاريخ دقيق بعد.
حزب الأصالة والمعاصرة يبرر قراره
أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، عبداللطيف وهبي، قال إن حزبه "قرر ترشيح ساكيرا في الانتخابات الجهوية المقررة هذا العام".
غير أنه رفض ربط قرار حزبه بسياق تطبيع بلاده مع إسرائيل، قائلاً: "هذا مواطن يهودي مغربي، ومن حقه أن يترشح للانتخابات، ولا علاقة للموضوع بالتطبيع".
إذ يضم المغرب 12 جهة (إقليماً)، يضم كل واحد منها عدداً من المدن، وبينما يتم انتخاب مجالس جهوية للجهات، يتم انتخاب مجالس بلدية للمدن. والمجالس الجهوية والبلدية معنيَّة بتقديم الخدمات للمواطنين وإعداد مخططات التنمية وتهيئة مشاريع البينة التحتية.
ساكيرا وُلد بمدينة الدار البيضاء شمالي المغرب عام 1952، قبل أن يهاجر إلى إسرائيل في عمر الـ15، وهو أيضاً رئيس "فيدرالية اليهود المغاربة المقيمين في فرنسا".
انتقادات من هيئات مناهضة للتطبيع
من جانبه، انتقد "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" (غير حكومي) خطوة حزب الأصالة والمعاصرة، وقال في بيان، إن هدفها "تمرير المكون الصهيوني بالمؤسسات الدستورية المنتخبة" للبلاد.
إذ اعتبر المرصد أن الهدف من هذا الترشيح "يأتي في إطار عملية كبرى لقرصنة المكون العبري بالدستور منذ 10 سنوات، عبر عدد من التحركات المتعددة المحاور سياسياً وإعلامياً ودبلوماسياً".
كما أكد المرصد أن ما وصفه بـ"صهينة" المكون العبري "عملية جد خطيرة على بنية النسق السياسي المغربي وعلى موقع وموقف ومسؤوليات الدولة المغربية تجاه شعبها وتجاه الأمة وتجاه فلسطين والقدس، التي يرأس المغرب لجنتها منذ أكثر من 45 سنة".
من أشد الداعمين للتطبيع بين المغرب وإسرائيل
يعتبر اليهودي المغربي سيمون ساكيرا من أكبر الداعمين لتطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب، إذ أكد في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية، أن العهد الجديد بسجل العلاقات بين المغرب ودولة إسرائيل، في سياق الزيارة التي قام بها للمملكة وفد أمريكي-إسرائيلي رفيع المستوى، يفتح "آفاقاً واسعة" للسلام في الشرق الأوسط.
كما أوضح ساكيرا، أن هذه الخطوة الجديدة ستمكّن من "فتح أبواب التقارب" بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وشدد على أن "المغرب له مكانة ليضطلع بها في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبلدان أخرى بالمنطقة"، مذكِّراً بأنه "بفضل جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، تمكنّا من إنجاز السلام مع مصر، والدليل أنه لم يسقط أي قتيل على الحدود منذ أربعين عاماً".
كما أشار الكاتب العام للفيدرالية الفرنسية ليهود المغرب إلى أنه بفضل هذه المرحلة الجديدة في سيرورة العلاقات المغربية-الإسرائيلية، "سيكون كل شيء يسيراً"، فالأمر يتعلق بـ"حلم يصير حقيقة".
فقد أعلنت إسرائيل والمغرب، في 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي، استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقفها منذ عام 2000.
قبل أن يوقع في الـ22 من الشهر ذاته، رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني، "إعلاناً مشتركاً" بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أمريكي للعاصمة الرباط.