جرح بجبهته، وقطع فوق عينه اليمنى، وكسر في الأنف وعظام الوجنة، وقطع بمنطقة الخد الأيسر، وكسور فوق أذنه اليمنى، وكسر في عظم جمجمته يمتد خلف العينين.
كشف تقرير نشره موقع The Conversation الأسترالي، الأربعاء 17 فبراير/شباط 2021، أن انجذاب الجمهور لمشاهدة المومياوات المعروضة بمتاحف الآثار حول العالم يعود إلى حجم التفاصيل المثيرة والمبهرة التي تقف خلف قصص كل مومياء خاصة في الحضارة المصرية.
في دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة القاهرة ووزارة الآثار المصرية، مستخدمين تقنيات الأشعة المقطعية الحديثة، استطاعوا كشف كثير من التفاصيل الجديدة عن إحدى المومياوات الشهيرة في مصر وتخص أحد ملوك الفراعنة ويدعى سقنن رع الثاني.
تفاصيل جديدة تخص مومياء سقنن رع
سقنن رع الثاني يعرفه التاريخ الفرعوني باسم "الشجاع"، وقد استطاع حكم جنوب مصر من نحو 1558 إلى 1553 قبل الميلاد. لكن سلطته انتهت بشكل مفاجئ بعد أن مات ميتة عنيفة، لم يكن معروفاً ساعتها سببها.
إذ كُشف عن رفات سقنن رع، لأول مرة في عام 1881، وتشير الفحوصات التي أُجريت في عامي 1886 و1906 إلى أنه تعرَّض لإصابات عنيفة بالرأس.
لكن في منتصف القرن الماضي قالت الأشعة السينية التي استُخدمت للكشف عن المومياء والبحث في مكوناتها، إن الحاكم الفرعوني أصيب بخمس إصابات منفصلة في رأسه، علاوة على ذلك، فإن تحنيطه قد تم بسرعة كبيرة عكس بقية المومياوات، حيث لم تُستخدم أملاح للحفاظ على جسم الحاكم الفرعوني ثم تُرك المخ في مكانه، ولم يُستعَن بالكتان لملء الجمجمة وحفظها.
ضربات تعرَّض لها حتى الموت
من جانبه أوضح موقع yahoo news في تقريره حول الموضوع، الأربعاء، أن الدراسات كشفت أن الإصابات العنيفة في مومياء سقنن رع ربما تكون نتيجة ضربات تعرَّض لها وأفضت إلى موته في معركة، أو إعدام على يد ملك هكسوسي غزا شمال البلاد.
كما أشارت إحدى النظريات إلى أنه ربما قُتل أثناء نومه.
الفريق البحثي في الدراسة الجديدة، استخدم التصويرَ المقطعي المحوسب (CT) للكشف على الرفات، لمزيدٍ من التحقيق.
التصوير المقطعي المحوسب هو طريقة تصوير لا تتعامل مادياً مع المادة الخاضعة للفحص، وتستند أساساً إلى طبقات متعددة من الأشعة السينية بعضها فوق بعض، من أجل إنشاء صور ثلاثية الأبعاد لكل من الأنسجة الرخوة والصلبة.
من ناحية أخرى فإن الأشعة المقطعية لمومياء سقنن رع كشفت أن الجثة غير منتظمة في وضعها التشريحي المعتاد. وكشفت مؤشرات الهيكل العظمي والأسنان أنَّ عمر سقنن رع عند الوفاة كان نحو 40 عاماً.
الفحص كشف مزيداً من التفاصيل عن إصابات الحاكم الفرعوني سقنن رع الثاني، حيث كشف الفحص وجود جرح في الجانب الأيمن من جبهته، وقطع فوق عينه اليمنى، وكسر بالأنف وعظام الوجنة، وقطع في منطقة الخد الأيسر، وكسور فوق أذنه اليمنى، وكسر بعظم جمجمته يمتد خلف العينين.
هذه الإصابات تكشف أن سقنن رع عانى ميتةً شديدة العنف. وتشي زاوية الإصابات بأن المهاجمين كانوا في وضع أعلى منه، إما على ظهور الخيل وإما أنه كان راكعاً، أثناء مواجهة الموت.
التصوير المقطعي لجثة سقنن رع
في حين أتاح التصوير المقطعي تحديد شكل الجروح وطبيعتها، ما كشف عن استخدام أسلحة متعددة من مهاجمين متعددين. ومع ذلك، عادةً ما تكون هذه الإصابات العنيفة في الجمجمة مصحوبة بإصابات دفاعية على الذراعين، حيث يحاول الضحية الدفاعَ عن نفسه. غير أن فحوصات الأشعة المقطعية أكدت عدم وجود هذا النوع من الإصابات هنا.
في المقابل كشفت الفحوص أن ذراعَي سقنن رع الثاني كانت إحداهما مقيدة بالأخرى ثم أُعيد تموضعهما بعد الوفاة، فيما يُعرف باسم تيبُّس الجثة ومع ذلك، يشير الباحثون إلى أن الحالة التي عليها التحنيط لم تكن نتيجة التسرع فيه، بل كانت نتيجة حالة الجثمان نفسه.
هناك إشارات على أن المحنِّطين حاولوا تغطية إصابات الوجه باستخدام عجينة من مواد التحنيط، فيما تذهب التخمينات إلى أنه ربما كانت الصدمات العنيفة التي تعرضت لها الأنسجة الرخوة هي ما جعلت ذلك الأمر شاقاً بدرجة دفعتهم إلى التخلي عنه.
من ناحية أخرى يسهم تطوير تقنيات التصوير المقطعي الحديثة في تعزيز تفسيرات العلماء لطرق وفاة حكام الفراعنة على سبيل المثال، أتاح الفحص بالأشعة المقطعية مزيداً من الدقة في تقدير العمر وكشف عن إصابات جديدة لم يكن قد كشف عنها من قبل.
فيما يُستخدم ما يُعرف علمياً باسم تقنيات "التصوير غير التدخلية" في سياقات أثرية وغيرها المتعلقة بالطب الشرعي على نحو متزايد، لأنها أصبحت أسهل وأدواتها أكثر قابلية للنقل وتحقق نتائج دقيقة في فحص مومياوات الفراعنة.