قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الثلاثاء 16 فبراير/شباط 2021، إن أنصار نظرية تفوق العرق الأبيض يشكلون خطراً على المجتمع، وتشكل حركتهم أكبر تهديد إرهابي داخل الولايات المتحدة.
الرئيس الأمريكي بايدن وصف، في لقاء عام في ميلووكي بولاية ويسكونسن، أنصار تفوق العرق الأبيض وأعضاء منظمة "كو كلوكس كلان" اليمينية المتطرفة العنصرية بأنهم "أخطر الناس في أمريكا"، قائلاً: "هذا هو أكبر تهديد إرهابي محلي في أمريكا".
كما تعهد بايدن بأنه سيحرص على أن تولي وزارة العدل في أمريكا اهتماماً كبيراً بالذات "لهؤلاء الناس"، وتركز على مكافحة حركة أنصار التفوق الأبيض، داعياً إلى دراسة انتشار هذه الحركة ضمن فئات معينة من السكان، بما في ذلك الهيئات الأمنية.
أضاف بايدن، في إشارة منه للعنصريين البيض: "هذه لعنة تواجدنا. لقد كانوا كذلك دائماً، لكنهم في الواقع مجانين، ويشكلون خطراً".
بايدن يتحرك ضد العنصرية
وفي وقت سابق من الشهر الماضي وقّع الرئيس الأمريكي جو بايدن 4 مراسيم بشأن المساواة العرقية في الولايات المتحدة، وأوضح بايدن في كلمة، قُبيل توقيعه المراسيم الرئاسية، أنه حان الوقت لمواجهة العنصرية في الولايات المتحدة.
وأضاف بايدن قائلاً: "طالما يُسمح للعنصرية الممنهجة بالاستمرار، فإن أرواحنا ستعاني، وإنني على ثقة بأن الشعب الأمريكي مستعد للتغيير"، كما لفت إلى أن العنصرية الممنهجة وتفضيل العرق الأبيض باتا من المشاكل الكبيرة التي تعاني منها بلاده.
وتتضمن المراسيم أمراً لوزارة الإسكان والتنمية بإلغاء السياسات التمييزية في نظام الإسكان الفيدرالي، وكذلك تعليمات لوزارة العدل بعدم تجديد العقود مع السجون الخاصة.
كما تضمنت المراسيم مكافحة الكراهية ضد الأمريكيين من أصول آسيوية.
أقليات أمريكا
ويبلغ تعداد الولايات المتحدة الأمريكية 331 مليون نسمة هذا العام، ورغم التعدد العرقي في البلاد التي ظلت على مدى عقود طويلة حلماً للهجرة وأرضاً للفرص وتحقيق الأحلام والثراء السريع، فإن غالبية السكان ينتمون للبيض المهاجرين من دول أوروبية، وهؤلاء يمثلون نحو 68% من مواطني أمريكا حالياً، ويأتي الأمريكيون من أصل لاتيني في المركز الثاني كأكبر أقلية في البلاد، ويمثلون 16.3%، ثم الأمريكيون الأفارقة أو السود، ويمثلون أكثر من 13% من السكان، وهناك أيضاً أقليات عرقية أخرى تنتمي للمنطقة العربية وإيران وآسيا وغيرها من مناطق العالم.
وبشكل عام يمكن القول إن تصنيف الأمريكيين من حيث العرق أو من يمثل أغلبية ومن يمثل أقلية مسألة معقدة للغاية، وتختلف من النظام الفيدرالي القومي إلى النظام المطبق في الولايات، لكن بشكل عام يعتبر المواطن أمريكياً ما دام حاصلاً على الجنسية ويحمل جواز السفر الأمريكي، وينص الدستور على المساواة المطلقة بين جميع المواطنين بغض النظر عن العرق أو اللون أو الديانة، لكن الواقع بالطبع مختلف بشكل تام عن النص الدستوري، وهو ما عاد مرة أخرى للواجهة مع وجود ترامب في البيت الأبيض، بعد الهدوء النسبي الذي شهدته مساحة الانقسام المجتمعي منذ ستينات القرن الماضي.