قال نظام بشار الأسد، الإثنين 15 فبراير/شباط 2021، إن إسرائيل شنت ضربات جوية على أهداف في مشارف العاصمة دمشق، متحدثاً عن تصدي الدفاع الجوي للغارات، التي تمثل أحدث قصف مكثف على أهداف إيرانية داخل سوريا خلال الشهرين الأخيرين.
غارات إسرائيلية جديدة
جيش نظام الأسد قال في بيان إن طائرات عسكرية إسرائيلية حلّقت فوق مرتفعات الجولان لضرب أهداف على محيط العاصمة، وقال إن "دفاعاته الجوية أسقطت معظم الصواريخ"، لكنه لم يوضح ما إذا كان الهجوم قد أسفر عن سقوط قتلى أو مصابين.
منشق عسكري سوري قال، في تصريح لوكالة رويترز، إن القصف استهدف فرقة عسكرية كبيرة في مدينة الكسوة، على بعد نحو 14 كيلومتراً جنوبي دمشق، وذلك في منطقة مترامية الأطراف، تشهد وجوداً كبيراً لفصائل مسلحة مدعومة من إيران.
كذلك قال سكان إنهم سمعوا انفجارات مدوية في الطرف الجنوبي من دمشق حيث تتمركز فصائل مسلحة مدعومة من إيران.
يأتي ذلك، بينما كثفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية وأخرى للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في مناطق عدة في سوريا.
وأوقعت غارات إسرائيلية في 13 كانون الثاني/يناير 2021، على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سوريا، 57 قتيلاً على الأقل من قوات النظام ومجموعات موالية لإيران، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء الضربات الإسرائيلية في سوريا.
كذلك تسببت غارات إسرائيلية في الـ22 من الشهر ذاته، بمقتل أربعة مدنيين، بينهم طفلان، جراء قصف استهدف محيط مدينة حماة في وسط البلاد، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي في سوريا.
استهداف إيران في سوريا
من جانبه، لم يعقب الجيش الإسرائيلي بعد على الهجوم الأخير، لكن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أقروا بأن الهجمات المكثفة داخل سوريا تهدف إلى إنهاء الوجود العسكري القوي لطهران هناك.
كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قد قال أواخر العام الماضي إن الضربات الصاروخية الإسرائيلية "أبطأت ترسيخ وجود إيران في سوريا" بقصف أكثر من 500 هدف في 2020.
تقول مصادر مخابرات غربية إن إيران وسعت نفوذها العسكري في سوريا في السنوات الأخيرة، مما دفع إسرائيل إلى تصعيد حملتها لمنع عدوتها من ترسيخ وجودها العسكري على الحدود.
وتسيطر فصائل مسلحة مدعومة من إيران على مساحات شاسعة في شرق وجنوب وشمال غرب سوريا وضواحٍ عديدة حول دمشق، وتسيطر الفصائل أيضاً على مناطق الحدود بين لبنان وسوريا.
كذلك كانت إسرائيل قد ركزت قصفها على مدينة البوكمال السورية شرق البلاد، والتي تتحكم في نقطة التفتيش الحدودية على الطريق السريع الرئيسي بين بغداد ودمشق.
يُشار إلى أن إسرائيل ليست دائماً ما تعترف بتنفيذ ضربات في سوريا، لكن الجيش الإسرائيلي ذكر، في تقريره السنوي قبل أسابيع، أنّه قصف خلال العام 2020 حوالي 50 هدفاً في سوريا، من دون أن يقدّم تفاصيل عنها.