كشفت شبكة CNN الأمريكية، في تقرير لها نشرته يوم الإثنين 15 فبراير/شباط 2021، إن هناك إشارات مبكرة على أن الرئيس السابق دونالد ترامب يخطط للقيام بجولة دولية، وأن دول الخليج قد تكون وجهته الأولى.
الشبكة الأمريكية نقلت عن المحلل السياسي والاقتصادي مايكل دي أنطونيو، أن مؤشرات تدل على توجه قريب لترامب إلى المملكة العربية السعودية أو غيرها من دول الخليج، وذلك بهدف الحصول على المال، لتغطية تكاليف القضايا القانونية التي لم تنته بتبرئته في مجلس الشيوخ من تهمة التحريض على اقتحام الكونغرس.
أضاف دي أنطونيو أن هناك إشارات تدل على أن الرئيس الأمريكي السابق "يخطط لرحلة دولية كبيرة لإلقاء خطابات"، وتابع بالقول: "لن أندهش أنّ أولها ستكون في السعودية أو مكان ما في الخليج، ممن لديهم الكثير من المال لدفعه".
وفيما يتعلق بالمستقبل الذي ينتظرالرئيس السابق، قال دي أنطونيو إن دونالد ترامب سيعود إلى الولايات المتحدة بعد رحلته لإلقاء الخطابات، و"سيركز على المجموعات الحزبية لجمع المساهمات المالية، لأنها ستكون مصدر تدفق الإيرادات التالية له".
قضايا قانونية لم تنته
يشار إلى أنه رغم أن مجلس الشيوخ برّأ ترامب من تهمة "التحريض على التمرد" بعد محاكمة استمرت عدة أيام، فإن الرئيس الأمريكي السابق لا يزال يواجه قضايا قانونية، الأمر الذي يستوجب على دونالد ترامب "أن يدفع لهؤلاء المحامين".
من أهم تلك القضايا، بحسب موقع Businessinsider الأمريكي، كانت تصريحات دونالد ترامب في مسيرة كانت تحت عنوان "أنقذوا أمريكا"، في 6 يناير/كانون الثاني 2021، التي دعا فيها ترامب بشكل مباشر إلى اقتحام الكابيتول، والقضية الأخرى هي ضغط دونالد ترامب، في يناير/كانون الثاني 2021، على سكرتير ولاية جورجيا براد رافنسبيرغر، لــ"إيجاد" أصوات إضافية لصالح ترامب في المنافسة الرئاسية لتلك الولاية.
ففي المظاهرة التي حضرها ترامب، في 6 يناير/كانون الثاني 2021، في واشنطن، كانت قبيل الهجوم على مبنى الكابيتول، في هذه المظاهرة دعا فيها إلى اقتحام الكابيتول، ما يجعل من المحتمل أن يستغلها المدعون للتحقيق مع ترامب بتهمة التحريض على هجوم قُتل خلاله خمسة أشخاص، منهم ضابط شرطة في الكابيتول.
من ناحية أخرى ينقل موقع Insider عن عددٍ من الخبراء القانونيين قولهم إن دونالد ترامب معرّض لملاحقات قضائية فيدرالية ومحلية وعلى مستوى الولايات، بشأن انتهاكات محتملة لقانون الانتخابات.
مدعون في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا، وهي المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في الولاية، قالوا بالفعل في 10 فبراير/شباط، إنهم بصدد إطلاق تحقيق جنائي رسمي بشأن إجراءات دونالد ترامب المتعلقة بالانتخابات.
من ناحية أخرى، فقد رفض ترامب ولسنوات الإفراج طوعاً عن سجلاته الضريبية الفيدرالية، غير أن بيانات ترامب الضريبية، التي كشفت عنها صحيفة The New York Times، أشارت إلى أندونالد ترامب دفع القليل من ضريبة الدخل الفيدرالية، أو لم يدفع على الإطلاق خلال 11 عاماً، من 18 عاماً حصلت الصحيفة على البيانات الخاصة بها.
لذا يمكن لوزارة الخزانة في عهد بايدن أن تتيح للمحققين الفيدراليين في مجلس النواب الأمريكي بقيادة الديمقراطيين الاطلاع على الإقرارات الضريبية لترامب. والتي قضى المشرعون عدة سنوات في محاولة للحصول عليها، دون جدوى، من خلال المحاكم.
كذلك فهناك تقرير مولر المكون من 448 صفحة، والمتعلق بالتدخل الروسي خلال انتخابات عام 2016 الرئاسية، ويزعم معارضو ترامب أن التقرير قدم أدلة مفصلة على أن ترامب حاول مراراً إعاقة العدالة والتحقيقات بشأن هذا التدخل.
تحقيقات اقتحام الكونغرس لم تنته بعد
ورغم تبرئة الرئيس السابق في ثاني محاكمة له في مجلس الشيوخ، أبدى مشرعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي دعمهم لتشكيل لجنة مستقلة على غرار لجنة هجمات 11 سبتمبر/أيلول، للتحقيق في الاقتحام العنيف للكونغرس الأمريكي.
صحيفة The Independent البريطانية قالت إن مشرعين من الحزبين، قالوا في حديثهم إلى برامج إخبارية، الأحد 14 فبراير/شباط 2021، إن إجراء المزيد من التحقيقات مرجح.
فيما قال سيناتور لويزيانا بيل كاسيدي، أحد الجمهوريين السبعة الذين صوتوا لإدانة ترامب: "لا بد من فتح تحقيق كامل فيما حدث، وفيما كان معروفاً، ومن عرفه، ومتى عرفه، وكل ذلك، لأن هذا يبني الأساس لعدم حدوثه مرة أخرى"، وأضاف كاسيدي أنه "يحاول محاسبة الرئيس ترامب"، مشيراً إلى أنه حين يسمع الأمريكيون كل الحقائق "فسيتبنى المزيد منهم موقفي". وكان الحزب في ولايته قد وجه له اللوم بعد تصويته لصالح إدانة ترامب.