نددت الولايات المتحدة، الأحد 14 فبراير/شباط 2021، بقتل 13 مواطناً تركياً كانوا مخطوفين في شمال العراق، وذلك بعد إعلان مسؤولين أتراك أن متشددي حزب العمال الكردستاني المحظور قد أعدموهم.
جاء التصريح الأمريكي بعد انتقاد الرئاسة التركية صمت العالم على هجمات "حزب العمال"، حيث قال إبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئاسة: "هذا الصمت المخجل يعد شراكة في الجريمة"، مؤكداً أن بلاده لن تظل صامتة.
تصريح أمريكي مقتضب
التصريح الأمريكي المتواضع جاء على لسان نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان قال فيه إن "الولايات المتحدة تستنكر قتل مواطنين أتراك في كردستان العراق"، مضيفاً أنه إذا صحت التقارير التي تشير إلى مسؤولية حزب العمال الكردستاني "فإننا نندد بهذا العمل بأشد العبارات الممكنة".
فيما لم تصدر أي إدانة دولية من الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة لهذه العملية حتى كتابة هذا الخبر.
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تقيم علاقات قوية مع قوات كردية في سوريا يُطلق عليها اسم "وحدات حماية الشعب"، فيما أعلنت في وقت سابق تصنيف "حزب العمال الكردستاني" منظمة إرهابية.
إلا أن تركيا لا ترى فرقاً بين وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني، وتطالب الولايات المتحدة بوقف دعمها للوحدات، حليفة واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
تفاصيل إعدام حزب العمال لمدنيين الأتراك
هذه التطورات جاءت عندما كشف وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن إعدام مقاتلي "حزب العمال" في شمال العراق 13 تركياً كانوا قد تعرضوا للخطف، وأُعدموا في منطقة غارا.
أكار أشار إلى أن بلاده شنت عملية عسكرية ضد مقاتلي "حزب العمال" في شمال العراق، يوم العاشر من فبراير/شباط 2021، لتأمين حدودها والعثور على مواطنين مخطوفين.
وأثناء العملية، سيطرت القوات التركية على كهف في منطقة غارا، وعثرت على جثث 13 من المواطنين الأتراك المخطوفين، وبعد المعاينة الأولى تبين أن 12 من "المواطنين الأبرياء العزل أصيبوا برصاصات في الرأس واستشهدوا، فيما أصيب واحد برصاصة في الكتف واستشهد".
كان أكار يزور مركز متابعة العملية قرب الحدود العراقية برفقة قادة في الجيش، وقال: "حسب المعلومات الأولية التي قدمها إرهابيان ألقي القبض عليهما (…) استشهد مواطنونا في بداية العملية على يد الإرهابي المسؤول عن الكهف".
في السياق ذاته، أشار أكار إلى أن 48 مسلحاً من "حزب العمال" قُتلوا خلال المعارك، وأنه تمت السيطرة على المنطقة التي كانوا يعملون فيها، كما دمر الجيش التركي مخازن الذخيرة والملاجئ التابعة لهم، مضيفاً أن ثلاثة جنود أتراك قُتلوا وأصيب ثلاثة آخرون.
غضب تركي داخلي
هذا الخبر أثار العديد من التنديدات الداخلية التركية، فقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش في تغريدة على حسابه في تويتر: "أترحم على أرواح مواطنينا المدنيين الـ13 الذين استشهدوا على يد عناصر بي كا كا الإرهابية".
من جانبه، أدان رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب إعدام المواطنين الأتراك، ووصف قتلهم بالعمل الشنيع.
من جهته، دعا زعيم "حزب الحركة القومية" التركي، دولت بهتشلي، لمحاسبة "حزب العمال" وداعميه، وقال في تغريدة عبر تويتر: "من يحاول حماية وتبرئة الخونة الذين أطلقوا النار على الأبرياء هو إرهابي شريك في الجريمة".
يُعد "حزب العمال" الكردستاني المُدرج في لوائح الإرهاب لدى تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مسؤولاً عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، بينهم أطفال ونساء ورضّع، خلال عملياته الهجومية التي يشنها منذ عقود ضد تركيا.
وكان "حزب العمال" بدأ تمرده المسلح في جنوب شرق تركيا عام 1984، وخلال العامين الماضيين، تركزت حملة تركيا على الحزب بشكل متزايد في جبال شمال العراق، حيث يوجد معقل للجماعة في جبال قنديل على الحدود مع إيران.