أظهرت أدلة جديدة خلال محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب في مجلس الشيوخ هذا الأسبوع أن ترامب ربما كان قد أُبلِغَ شخصياً بأن نائبه، مايك بنس، كان في خطر التعرُّض لاعتداءٍ جسدي خلال حصار مبنى الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني، إذ أكدت لقطات مصورة أن نائب الرئيس كان في خطر وكذلك الحقيبة النووية التي كانت بحوزته.
صحيفة Washington Post الأمريكية قالت الجمعة 12 فبراير/شباط 2021 إن التسجيلات توثق أن عدداً من أنصار ترامب مقتحمي الكونغرس كانوا يسعون لإلحاق الأذى بمايك بنس، الذي أشار إليه ترامب في تجمُّعٍ حاشد في وقتٍ سابق من ذلك اليوم، حين زعم أن نائب الرئيس لديه السلطة لمنع الكونغرس من إضفاء طابع رسمي على الفوز في المجمَّع الانتخابي لجو بايدن.
نائب الرئيس في خطر
بحسب الصحيفة، فقد أُبلِغَ البيت الأبيض على الفور من خلال الخدمة السرية بأيِّ تحرُّكاتٍ مهمة تتعلَّق بنائب الرئيس، وفقاً لشخصٍ آخر على درايةٍ بالبروتوكولات الأمنية، إضافة إلى ذلك سمع ترامب مباشرةً عن تحرُّكات نائب الرئيس من عضوٍ جمهوري بمجلس الشيوخ.
كان مقطع فيديو عُرِض الأربعاء، قد أظهر مثيري الشغب خلال اقتحام الكونغرس وهم يصيحون: "اشنقوا مايك بنس!"، و"أخرجوا بنس!"، بينما يجوبون القاعات بحثاً عن نائب الرئيس السابق ومُشرِّعين آخرين. وفي الخارج أقام الغوغاء مشنقة يدوية في الميدان بالقرب من مبنى الكابيتول.
فيما اقترب المشاغبون لمسافة 100 قدم (30.5 متر) من بنس، لكن الضابط يوجين غودمان ساعد في توجيه المشاغبين بعيداً عن المكان الذي كان يختبئ فيه.
الحقيبة النووية في خطر
كما نقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية عن مسؤول في وزارة الدفاع قوله إن المسؤولين العسكريين الذين يشرفون على عملية التفويض بإطلاق أسلحة نووية لم يكونوا على علم بأن المساعد العسكري لنائب الرئيس آنذاك مايك بنس الذي يحمل "الحقيبة النووية" كان في خطر محتمل، حينما اقتحم مثيرو الشغب مبنى الكونغرس.
ويحمل نائب الرئيس دائماً نسخة احتياطية من الحقيبة المعدة لتنفيذ الأوامر بشن ضربة نووية، والتي يجب أن تكون جاهزة في جميع الأوقات ومطابقة لتلك التي يحملها الرئيس، تحسباً لإصابة الأخير بالعجز.
وقال المسؤول إن القيادة الأمريكية علمت بخطورة الحادث بعد مشاهدة مقطع فيديو تم عرضه، الأربعاء، في المحاكمة التاريخية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ويظهر في الفيديو بنس وعملاء الخدمة السرية وضابط عسكري يحمل الحقيبة النووية وهم ينزلون على سلم داخل مبنى الكابيتول للوصول إلى مكان آمن.
تحريض ترامب على بنس
بحسب الصحيفة فإن ترامب قد أمضى أياماً حتى 6 يناير/كانون الثاني في الضغط سراً وعلناً على بنس لاستخدام دوره الشرفي كرئيسٍ للجلسة المشتركة للكونغرس من أجل إلغاء نتائج الانتخابات، فيما حذَّرَ بنس ترامب من أنه لا يعتقد أن الدستور يمنحه تلك الصلاحية.
وقال مسؤولون سابقون في الإدارة إن ترامب كان غاضباً في وقتٍ مبكِّرٍ من ذلك اليوم حين أبلغ بنس الرئيس سراً بأنه اتَّخَذَ قراره النهائي بألا يتدخَّل في الأمر.
وعليه، فقد هاجَمَ ترامب بنس مراراً في خطابه في منتصف النهار أمام الآلاف من المؤيِّدين في حديقة إيلابس، وذلك ما قاد الحشد إلى الاعتقاد بأن تصرُّفات نائب الرئيس ظلَّت تمثِّل علامة استفهام بلا إجابة، مِمَّا زاد الإثارة والصدمة في نهاية المطاف لدى مؤيِّدي الرئيس بسبب خيانة بنس المُتصوَّرة عند افتتاح الجلسة، حسب اعتقادهم.
حيث قال ترامب: "مايك بنس، آمل أن تدافع عن مصلحة دستورنا، ومصلحة بلادنا". وأضاف: "إن لم تفعل ذلك فسوف أُصاب بخيبة أملٍ كبيرةٍ فيك".
وقال أشخاصٌ مُطَّلِعون على أنشطة ترامب إنه عاد إلى البيت الأبيض وهو غاضب من نائبه. وقال أحدهم إن ترامب فكَّر في التغريد للتعبير عن غضبه في وقتٍ سابق من اليوم، لكنه قرَّرَ تأجيل ذلك إلى ما بعد أن افتتح بنس الإجراءات رسمياً الساعة الواحدة بعد الظهر.
جاء في هذه التغريدة: "مايك بنس لم تكُن لديه الشجاعة لفعل ما كان ينبغي القيام به لحماية بلدنا ودستورنا.. الولايات المتحدة تطلب الحقيقة".