حذر المدعون الديمقراطيون، الذين يدفعون بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حرض مناصريه على اقتحام مبنى الكابيتول الخميس 11 فبراير/شباط 2021 مجلس الشيوخ من أنه إذا تقاعس عن إدانة الرئيس السابق فإنه "سيكرر فعلته". فيما دعا النائب الديمقراطي جيمي راسكين، كبير المدعين في محاكمة ترامب، إلى منعه من العودة إلى البيت الأبيض.
مرافعات الديمقراطيين ضد ترامب
راسكين قال مخاطباً أعضاء المجلس: "هل يوجد داخل هذه القاعة ولو سياسي واحد يؤمن بأن دونالد ترامب سيكف عن التحريض على العصيان بهدف تحقيق ما يبتغيه إذا سمح مجلس الشيوخ بعودته إلى المكتب البيضاوي مرة أخرى؟".
كما تساءل النائب ما إذا كان سيخاطر أعضاء مجلس الشيوخ "بحياة أفراد الشرطة أو سلامة عائلاتهم أو مستقبل البلاد الديمقراطي"، داعياً إياهم لتأييد عزل ترامب بتهمة "التحريض على العصيان". وقال راسكين مختتماً مرافعات الادعاء: "إذا عاد إلى منصب عام وحدث ذلك مرة أخرى، فلن نلوم أحداً سوى أنفسنا"، مضيفاً: "لم يكن ما حدث يوم السادس من يناير/كانون الثاني تحولاً مفاجئاً عن سلوك طبيعي ملتزم بالقانون ونهج سلمي.. بل كان أسلوبه (ترامب) الأساسي".
فيما أخبر زميله النائب الديمقراطي تيد ليو أعضاء مجلس الشيوخ أنه قلق بشأن ما سيحدث إذا ترشح ترامب في عام 2024 وخسر وقال ليو: "لا أخشى أن يترشح دونالد ترامب مرة أخرى في غضون أربع سنوات. أخشى أن يرشِّح نفسه مرة أخرى ويخسر، لأنه يمكنه فعل ذلك مرة أخرى".
أما النائبة الديمقراطية ديانا ديجيتي فقالت لمجلس الشيوخ إنه عندما وجهت السلطات تهماً جنائية لعدد ممن اقتحموا الكونغرس، قالوا إنهم كانوا يعتقدون أنهم ينفذون أوامر ترامب في ذلك اليوم وأضافت: "طلب الرئيس منهم أن يكونوا هناك، لذلك فقد ظنوا حقاً أنهم لن يتعرَّضوا لعقاب".
محاكمة ترامب
الأيام الثلاثة الأولى من محاكمة الرئيس السابق ترامب ركزت على خطابه الناري لمؤيديه في الأسابيع التي سبقت هجوم السادس من يناير/كانون الثاني، عندما ادعى ترامب أن هزيمته الانتخابية على يد الديمقراطي جو بايدن كانت نتيجة تزوير وأن الحشود بحاجة إلى "القتال" و"وقف السرقة".
ويبدو من غير المرجح أن يؤمن الديمقراطيون بإدانة ويمنعوا ترامب من تولي منصب عام مرة أخرى نظراً لأن ستة جمهوريين فحسب صوتوا مع الديمقراطيين في مجلس النواب المكون من 100 مقعد لبدء المحاكمة.
وقدم المدعون الديمقراطيون مثالاً تلو الآخر على تصرفات ترامب قبل الهجوم لتوضيح نواياه عندما طلب من مؤيديه الذهاب إلى مبنى الكابيتول و"القتال بكل ما أوتوا" عندما اجتمع الكونغرس للتصديق على فوز بايدن في الانتخابات وتحتاج الإدانة إلى موافقة ثلثي أعضاء المجلس، وهو ما يعني تأييد 17 عضواً جمهورياً على الأقل.
كان مجلس النواب الذي يقوده الديمقراطيون قد وجه في 13 يناير/كانون الثاني تهمة التحريض على التمرد للرئيس الجمهوري السابق الذي انتهت فترته الرئاسية في 20 يناير/كانون الثاني.
وبذلك يكون ترامب هو أول رئيس أمريكي يواجه العزل مرتين في تاريخ البلاد، بعد أن صوت مجلس النواب في 13 يناير/كانون الثاني لصالح الموافقة على عزله، لدوره في التحريض على أعمال الشغب المميتة في مبنى الكونغرس.
وفي سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، شهدت واشنطن، في 6 يناير/كانون الثاني، مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم ضابط شرطة، واعتقال 52 آخرين.