أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة 12 فبراير/شباط 2020، أنه سيلغي تصنيف جماعة الحوثي اليمنية منظمة إرهابية أجنبية بدءاً من 16 فبراير/شباط.
قبل ذلك كانت واشنطن أعلنت يوم 5 فبراير/شباط، أنها تعتزم إلغاء تصنيف جماعة "الحوثي" اليمنية على أنها منظمة إرهابية، لتلغي بذلك أحد أكثر القرارات التي تعرضت لانتقاد، واتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبيل تسليمها السلطة لإدارة الرئيس جو بايدن، فيما قالت الأمم المتحدة إنها ترحب بقرار إدارة بايدن.
مراعاة الوضع الإنساني في اليمن
المسؤول الأمريكي أضاف في بيان، أن الولايات المتحدة "ستراقب عن كثبٍ" أنشطة الحوثيين، وتعكف على "تحديد" أهداف جديدة للعقوبات، لاسيما على المسؤولين عن هجمات على الملاحة التجارية في البحر الأحمر وعن الهجمات الصاروخية على السعودية.
كما أوضح أن هذا القرار اتُّخذ "مراعاة للوضع الإنساني المزري في اليمن". وأضاف: "لقد استمعنا لتحذيرات من الأمم المتحدة، ومنظمات إنسانية أخرى، وأعضاء من الحزبين في الكونغرس، وأدركنا أن هذا التصنيف (إدراج الحوثيين جماعة إرهابية) قد يكون له تأثير مدمر على وصول السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود إلى اليمنيين".
فيما شدد بلينكن على أن قرار رفع الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية "يهدف إلى تأكيد أن السياسات الأمريكية لا تعرقل مساعدة أولئك الذين يعانون بالفعل مما يسمى أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
رفع "الحوثيين" من قائمة الإرهاب
وكالة رويترز نقلت عن مسؤول أمريكي -لم تسمه- قوله إنه "بعد مراجعة شاملة بوسعنا أن نؤكد أن وزير الخارجية يعتزم إلغاء تصنيفي أنصار الله (الحوثيون)، على أنها منظمة إرهابية أجنبية، وعلى أنها منظمة إرهابية عالمية".
المسؤول أضاف أن قرار الولايات المتحدة "يرجع بالكامل إلى العواقب الإنسانية لهذا التصنيف الذي اتخذته الإدارة السابقة في اللحظة الأخيرة، والذي أوضحت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية منذ ذلك الحين، أنه سيعجل بأسوأ أزمة إنسانية في العالم".
كذلك أشار المسؤول الأمريكي إلى أن هذا الإجراء "لا علاقة له" برأي الولايات المتحدة في الحوثيين، و"سلوكهم المشين"، وكرر التزام واشنطن بمساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها ضد مزيد من مثل هذه الهجمات.
في السياق ذاته، بدأ وزير الخارجيّة الأمريكي، أنتوني بلينكن، رسمياً، الجمعة، إجراءات شطب "الحوثيّين" من لائحة الإرهاب، وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية: "أبلغنا الكونغرس رسمياً بنيّة وزير الخارجية إلغاء هذه التصنيفات"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
ترحيب أممي بالقرار الأمريكي
من جانبها، علّقت الأمم المتحدة على قرار واشنطن، وقال ستيفان دوغاريك المتحدث باسم المنظمة الدولية، إن الأمم المتحدة رحبت بخطة أمريكا لإلغاء تصنيف جماعة "الحوثي" على أنها منظمة إرهابية، "لأنها ستوفر إغاثة ضخمة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية والواردات التجارية لتلبية احتياجاتهم الأساسية من أجل البقاء".
يُذكر أن الأمم المتحدة تصف ما يجري في اليمن بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يواجه 80% من سكانه عوزاً.
كان وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، قد أدرج جماعة "الحوثي" بالقائمة السوداء، في 19 يناير/كانون الثاني 2021، أي قبل يوم واحد من تولي بايدن منصبه، رغم تحذيرات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة، بأن القرار سيُدخل الملايين باليمن في مجاعة واسعة النطاق.
استثنت إدارة ترامب جماعات الإغاثة والأمم المتحدة والصليب الأحمر وتصدير السلع الزراعية والأدوية والأجهزة الطبية من تصنيفها، لكن مسؤولي الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة قالوا إن "هذه الاستثناءات غير كافية، ودعوا إلى إلغاء هذا القرار".