يخوض رئيس الوزراء اللبناني المكلّف، سعد الحريري، محادثات بشأن تشكيل الحكومة؛ إذ بحث الحريري الأربعاء 10 فبراير/شباط 2021 مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الصعوبات اللبنانية الداخلية التي تعترض تشكيل الحكومة، والسبل الممكنة لتذليلها، كما أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني زيارة إلى لبنان شملت لقاء مع وزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل، واتصالاً مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لإيجاد حل توافقي مشترك لتشكيل الحكومة.
محادثات مع ماكرون
وجاءت محادثات الحريري مع إيمانويل ماكرون خلال دعوة لبّاها الحريري إلى عشاء عمل مع الرئيس الفرنسي في قصر الرئاسة في باريس، الاليزيه، وتناول اللقاء الذي دام ساعتين آخر التطورات الإقليمية ومساعي الرئيس الحريري لترميم علاقات لبنان العربية وحشد الدعم له في مواجهة الأزمات التي يواجهها.
كما تناول اللقاء جهود فرنسا ورئيسها لتحضير الدعم الدولي للبنان فور تشكيل حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات اللازمة لوقف الانهيار الاقتصادي وإعادة إعمار ما تدمر في بيروت جراء انفجار المرفأ في أغسطس/آب الماضي.
وبعد أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت، في 4 أغسطس/آب، أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مبادرة بلهجة "تهديد" لتشكيل حكومة لبنانية من اختصاصيين لا ينتمون لأحزاب سياسية، وإجراء إصلاحات إدارية ومصرفية.
قطر تدعو لحل توافقي
من جهته، دعا وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الثلاثاء، خلال زيارته للبنان جميع الأطراف إلى تغليب المصلحة الوطنية، والتعجيل بتشكيل الحكومة، مؤكداً أن الدوحة ستدعم أي سبيل تؤدي إلى ذلك.
كما شملت اللقاءات المعلنة للوزير القطري خلال الزيارة كلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.
وقال الوزير للصحفيين في القصر الرئاسي: "حملنا رسالة… وهي لحثّ الفرقاء على تغليب المصلحة الوطنية من أجل تشكيل حكومة، وعندما يتم تشكيلها قطر مستعدة لدرس الخيارات كافة للمساعدة"، وأضاف: "أي برنامج اقتصادي لدعم لبنان يتطلب وجود حكومة".
وفي عام 2008، استضافت قطر زعماء لبنانيين متنافسين وتوسطت في اتفاق الدوحة الذي أنهى 18 شهراً من الصراع السياسي وساهم في تجنب الانزلاق إلى حرب أهلية.
ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك أي وساطة قطرية مماثلة الآن، قال وزير الخارجية: "لا مبادرة لدعوة السياسيين إلى الدوحة حالياً"، لكن اللبنانيين محل ترحيب دوماً في الدوحة.
أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية
وتحولُ الخلافات السياسية حتى الآن دون تشكيل حكومة تخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، التي استقالت بعد ستة أيام من انفجار المرفأ، الناتج عن تخزين مواد شديدة الانفجار، وفق تقديرات رسمية أولية.
وفي 3 فبراير/شباط الجاري، أجرى الحريري – المُكلف منذ 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي – مباحثات في القاهرة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ومسؤولين آخرين، حول المستجدات والأوضاع العامة في لبنان، لينتقل بعدها إلى الإمارات وفرنسا.
وزادت تداعيات الانفجار وجائحة كورونا من أزمة اقتصادية يعانيها لبنان منذ عام، وهي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 – 1990)، بالإضافة إلى استقطاب سياسي حاد، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.