قالت صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 9 فبراير/شباط 2021، إن الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، بعث برسالة "غير عادية" إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمّح فيها إلى عودته إلى السياسة، وجاء خطاب نجاد المعروف بجرأته في وقتٍ حساس في السياسة الإيرانية والعلاقات بين طهران وموسكو.
رسالة أحمدي نجاد إلى بوتين
في خطاب اطَّلعت عليه الصحيفة، استند أحمدي نجاد إلى تقارب العلاقات بين الدولتين في العقود الحديثة لحثِّ بوتين على عدم السعي لتمديد حكمه لأجلٍ غير مسمى، ومع ذلك تمثل هذه المداخلة هجوماً شبه خفي على المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الذي ساءت علاقته مع أحمدي نجاد في السنوات الأخيرة من رئاسته، والذي لا يُظهِر أية نية على تخفيف قبضته عن مقاليد السلطة في إيران، المستمرة منذ عام 1989.
أحمدي نجاد قال في خطابه: "لم تسجل التجربة التاريخية للإنسان واقعة تمتُع أي حاكم -سعى بطريقة ما لجعل ولايته دون نهاية محددة- بسمعة طيبة".
من ناحية أخرى، دعم بوتين موقف إيران في الاتفاقية النووية لعام 2015، وأرسلت الدولتان تعزيزات عسكرية إلى سوريا، التي كان لها دور مهم في صمود نظام الأسد.
إلا أن روسيا غضّت الطرْف عن الهجمات الجوية المتكررة من إسرائيل على القوات الإيرانية وحلفائها المحليين في سوريا، التي تهدف إلى عرقلة نقل تكنولوجيا الصواريخ إلى حلفاء مثل حزب الله اللبناني. ويقال إنَّ طهران تخشى من أنَّ يكون بوتين يشجع الأسد الآن على إبرام صفقة من نوع ما مع إسرائيل والغرب، لطرد القوات الإيرانية، مقابل تخفيف العقوبات والمساعدة في إعادة إعمار سوريا بعد الحرب.
وكان محمد باقر قالبياف، رئيس البرلمان الإيراني، في العاصمة الروسية اليوم، 9 فبراير/شباط، لتوصيل "رسالة شخصية" إلى بوتين من المرشد الأعلى الإيراني، فيما زامَن أحمدي نجاد توقيت رسالته مع هذه الزيارة.
إذ تقول إنَّ الرئيس الإيراني السابق لم يكن ينوي "التدخل" في الشؤون الداخلية الروسية، لكنه كان قلقاً من الصورة التي تقدمها قوة صديقة للعالم، في الوقت الذي كانت تقترب فيه "الهيمنة" الأمريكية من نهايتها.
فيما قال أحمدي نجاد إنَّ "الحق في الحكم وتحديد المصير ملك لأفراد الشعب"، متحدياً استخدام بوتين المستمر للثغرات في الدستور الروسي، للحصول على فترات جديدة في المنصب. وأضاف: "هذا الحق الأساسي منحه الله للبشر، ولا يحق لأي فرد أو جماعة أو قوة تجريدهم منه أو تقييده".
ويقال إنَّ أحمدي نجاد يفكر حالياً في الترشُّح مرة أخرى للرئاسة، في يونيو/حزيران. ومع وصول المرشد الأعلى الإيراني لعمر 81 عاماً، تعتبر هذه الجولة من الانتخابات بمثابة اختبار رئيسي لمستقبل إيران، بما في ذلك من سيكون خليفته وعلاقات النظام مع الغرب، فيما لم يؤكد أحمدي نجاد أنه سيخوض السباق الرئاسي بعد، لكن خطابه يبدو إشارة صريحة على نيته.
ويقول إنَّ تحذيره للقادة الذين يحاولون البقاء في مناصبهم إلى الأبد ينطبق فقط على سنوات الحكم غير المُنقَطِعَة. وجاء في رسالته: "في الواقع، بعد فترة ولاية واحدة على الأقل من تولي الآخرين المنصب تتجدد الفرص والإمكانيات لعودتهم إلى الساحة (مرة أخرى) إذا رغبوا في ذلك".