قالت شركة صناعة الأدوية البريطانية، أسترازينيكا، السبت 6 فبراير/شباط 2021، إنه يبدو أن لقاحها الذي طورته جامعة أكسفورد لا يوفر سوى حماية محدودة ضد المرض الخفيف الناجم عن تحور فيروس كورونا في جنوب إفريقيا.
تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، قال إن الدراسة التي أجرتها جامعة ويتووترسراند في جنوب إفريقيا، وجامعة أكسفورد، أظهرت أن تأثير اللقاح كان ضعيفاً بشكل كبير ضد النوع الجنوب إفريقي من كوفيد 19.
ومن بين تحورات فيروس كورونا التي تثير قلق العلماء، وخبراء الصحة العامة حالياً، ما يسمى بالمتغيرات البريطانية والجنوب إفريقية والبرازيلية لفيروس كورونا، والتي يبدو أنها تنتشر بسرعة أكبر من غيرها.
متحدث باسم أسترازينيكا، قال رداً على تقرير فاينانشيال تايمز: "في هذه التجربة الثانية الصغيرة من المرحلة الأولى أظهرت البيانات المبكرة فاعلية محدودة ضد الأعراض الخفيفة الناجمة أساساً عن المتغير البديل بي.1.351 الجنوب إفريقي".
أضاف المتحدث: "لكن لم نتمكن من التأكد بشكل صحيح من تأثيره ضد الأعراض الشديدة ودخول المستشفيات، نظراً لأن الأشخاص الذين خضعوا للتجربة كانوا في الغالب من البالغين الأصحاء".
كذلك أشارت الشركة إلى أنها "تعتقد أن لقاحها يمكن أن يقي من الأعراض الشديدة"، نظراً لأن نشاط الأجسام المضادة المعادلة كان مماثلاً للقاحات كوفيد-19 الأخرى.
تشكيك بلقاح أسترازينيكا
يأتي الحديث عن نتائج الدراسة بعدما قوبل لقاح أسترازينيكا بتشكيك من بعض الدول حول فاعليته، خصوصاً مع كبار السن.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان قد قال إن لقاح أسترازينيكا غير فعّال على ما يبدو للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، كما وجه انتقادات لاستراتيجية بريطانيا في حملة التطعيم ضد الفيروس.
ماكرون أضاف في تصريحات للصحفيين نهاية يناير/كانون الثاني 2021: "ما يمكنني قوله لكم اليوم رسمياً هو أن النتائج الأولية لدينا غير مشجعة بالنسبة لمن تبلغ أعمارهم ما بين 60 و65 عاماً (وما فوق)، فيما يتعلق بأسترازينيكا".
كذلك أعلن وزير الصحة الألماني، ينس شبان، أنّ حكومته لن تعطي الأولوية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً لتلقي لقاح أسترازينيكا، ضد فيروس كورونا، وذلك طبقاً لمشورة خبرائها الذين يشككون في فاعليته لدى هذه الفئة العمرية.
هذا اللقاح الذي طوّرته أسترازينيكا بالتعاون مع جامعة أكسفورد، يعدّ ثالث لقاح ضد كورونا تتيح وكالة الأدوية الأوروبية استخدامه، بعد لقاحي فايزر/بايونتيك، في 21 ديسمبر/كانون الأول، وموديرنا في 6 يناير/كانون الثاني.
جاءت الانتقادات للقاح أسترازينيكا في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا توتراً، على خلفية إعلان شركة أسترازينيكا تخفيضاً كبيراً في إمدادات لقاحها لدول الاتحاد الأوروبي.
المفوضية الأوروبية كانت قد ردّت بأنها قد تلجأ إلى آلية جديدة تقضي بمنع الملايين من جرعات لقاح كورونا من دخول بريطانيا عبر الاتحاد الأوروبي.
يُشار إلى أن دولاً عدة حول العالم بدأت في عمليات تلقيح جماعي لسكانها ضد فيروس كورونا، لكن عمليات التطعيم لا تزال تسير بوتيرة بطيئة.