قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة 5 فبراير/ شباط 2021، إنّ سلفه دونالد ترامب يجب ألا يتلقّى بعد الآن الإحاطات السرية، التي تُرسلها عادةً وكالات الاستخبارات الأمريكيّة إلى الرؤساء السابقين، وذلك بسبب سلوكه "الذي لا يُمكن توقّعه".
معلومات حساسة في الإحاطات السرية
الرئيس الديمقراطي الجديد أشار في مقابلة مع شبكة CBS إلى اعتقاده بأن ترامب "لا يحتاج إلى تلقّي إحاطات الاستخبارات. ما هي الفائدة من تقديم إحاطة استخباريّة له؟ وما هو تأثير ذلك على الأمور، غير أنه قد يقوم بالإفصاح عن شيء ما؟".
لتبرير موقفه هذا تحدّث بايدن عن "السلوك غير المتوقع" للملياردير الجمهوري، مشيراً إلى "التمرّد" الذي حدث في 6 يناير/كانون الثاني 2021، عندما اقتحم مناصرون لترامب مبنى الكونغرس (الكابيتول) في واشنطن، بعدما تابعوا أحد خطاباته التي طعن خلالها بهزيمته في انتخابات الرئاسة.
عادةً ما يحصل الرؤساء السابقون تقليدياً على الإحاطات السرية الاستخباريّة، لكنّ بعض المعارضين أعربوا عن مخاوفهم حيال إمكان أن يُقدم ترامب على كشف معلومات مهمّة لأمن البلاد، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون ومحللون قد أعربوا في وقت سابق في تصريحات نقلتها صحيفة Washington Post، عن مخاوفهم من أن يكشف ترامب أسراراً اطلع عليها خلال فترة حكمه التي استمرت 4 سنوات.
الصحيفة ذكرت أن جميع الرؤساء يغادرون وفي جعبتهم أسرار خطيرة، منها ما يتعلق بإجراءات إطلاق الأسلحة النووية وقدرات جمع المعلومات الاستخباراتية.
لفتت الصحيفة أيضاً إلى أن ترامب لديه تاريخ من الإفصاح عن أسرار، لكن الأخطر من ذلك أنه خرج من البيت الأبيض وهو غاضب من هزيمته في الانتخابات التي يعتقد – دون أي دليل ملموس – أنه خسرها بسبب التزوير والتآمر عليه.
محاكمة ترامب
ويأتي تشكيك بايدن بقدرة الرئيس على حفظ الأسرار في وقت من المقرّر أن تبدأ في 9 فبراير/ شباط 2021، محاكمة الرئيس الجمهوري السابق بتهمة "التحريض على التمرّد"، إذ إن ترامب متهم بأنه شجّع مناصريه على شنّ الهجوم على الكابيتول، في وقت كان فيه البرلمانيون يصادقون على فوز منافسه بايدن في الانتخابات الرئاسية.
قبيل الهجوم الذي خلّف خمسة قتلى، قال ترامب مخاطباً المتظاهرين: "لن تستعيدوا بلادكم مطلقاً إذا كنتم ضعفاء. يجب أن تظهروا القوة وأن تكونوا أقوياء".
بعد أسبوع، أصبح ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يُوجّه إليه الاتهام مرّتين في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.
حُوكم ترامب للمرة الأولى أمام مجلس الشيوخ عام 2019، بسبب ممارسته الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق بشأن نجل جو بايدن، ولم يحضر ترامب تلك المحاكمة بدعوى أن انشغالاته الرئاسية تمنعه من حضورها.
يومها برّأ مجلس الشيوخ الذي كان الجمهوريون يسيطرون عليه، الرئيس من تُهمتَي "استغلال السلطة" و"عرقلة عمل الكونغرس" اللتين وجّههما إليه مجلس النواب.