مرض نادر يصيب الأطفال في بريطانيا بعد إصابتهم بكورونا.. أثار حيرة الأطباء والذعر بين الآباء

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/05 الساعة 16:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/05 الساعة 16:49 بتوقيت غرينتش
سلالة جديدة من كورونا تظهر في كاليفورنيا وتثير المخاوف/ صورة تعبيرية / رويترز

كشف أطباء بريطانيون عن ظاهرة مخيفة مرتبطة بإصابة الأطفال بفيروس كورونا، إذ أكد عدد منهم أن نحو 100 طفل يدخلون المستشفى أسبوعياً في المملكة المتحدة مصابين بمرض نادر قد يظهر بعد أسابيع من الإصابة بكوفيد-19، مما يؤدي إلى وضعهم في العناية المركزة، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.

وفق تقرير للصحيفة، نُشر الجمعة 5 فبراير/شباط 2021، فإن 75% من الأطفال الأشد تضرراً من متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال (PIMS) كانوا من ذوي البشرة السمراء والآسيويين والأقليات العرقية (BAME). 

كما أن الذي أثار الأطباء أكثر، هو أن 4 من بين كل 5 أطفال تقريباً كانوا بصحة جيدة في السابق.

أعراض خطيرة  

عند ظهور متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال PIMS بالموجة الأولى من الجائحة، تسبب ذلك في حدوث ارتباك بين الأطباء وقلق بين رؤساء هيئة الخدمات الصحية الوطنية بإنجلترا وذعر بين الآباء.

 في البداية كان يُعتقد أنه داء كاواساكي، وهو مرض نادر يصيب حديثي الولادة والصغار بشكل رئيسي، لكن لوحظ أن الحالة متلازمة مختلفة وجديدة تحدث بعد الإصابة بالفيروس، وأصيب بها 1 من بين 5 آلاف طفل بعد نحو شهر من الإصابة بفيروس كورونا، بغض النظر عن ظهور أعراض أم لا.

أما بخصوص الأعراض، فيقول الأطباء إنها ترتبط غالباً بظهور طفح جلدي وارتفاع في درجة الحرارة يصل إلى 40 درجة مئوية، وانخفاض خطير في ضغط الدم ومشاكل بالبطن، وفي الحالات الخطيرة تشبه أعراضه أعراض الصدمة التسممية أو الإنتان الذي قد يؤدي إلى الوفاة، فيما يُعتقد أن طفلين قد توفيا فعلاً بسبب متلازمة PIMS منذ بدء الجائحة.

أرقام مقلقة

رغم أن المتخصصين لا يعتقدون أن وتيرة المرض قد ازدادت مقارنة بالحالات في المجتمع بوجه عام، فإن الأعداد أصبحت أعلى مما كانت عليه في الموجة الأولى، إذ كانت المستشفيات تستقبل ما يصل إلى 100 طفل أسبوعياً خلال الموجة الثانية، مقارنة بنحو 30 طفلاً في الأسبوع الأول من أبريل/نيسان الماضي.

كما يُعتقد أنه ما بين 12 و15 طفلاً يصابون بهذا المرض يومياً منذ بداية يناير/كانون الثاني. 

وظهرت الحالات في أماكن عدة، إلا أن معظمها كان في لندن وجنوب شرقي إنجلترا، وهي المناطق التي أدى فيها ظهور فيروس كورونا المتحور إلى ارتفاع حاد في الإصابات.

اكتشاف محير

فقد كشفت الأدلة التي جمعتها الدكتورة هيرمايون ليال، خبيرة الأمراض المعدية عند الأطفال والمديرة الطبية لقسم الأطفال بصندوق إمبريال كوليدج للرعاية الصحية التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في لندن، عن التأثير المتفاوت بشكل صارخ للمرض على الأطفال من ذوي البشرة السمراء والآسيويين والأقليات العرقية.

إذ أظهر جزء من العرض التقديمي الذي قدمته الخبيرة في ندوة عبر الإنترنت، حضرها أكثر من 1000 طبيب أطفال، أنه في "التقرير الوطني الأول" الذي شمل 78 مريضاً يعانون من متلازمة PIMS وانتهى بهم الأمر في العناية المركزة، كان 47% منهم من أصل إفريقي كاريبي و28% من أصول آسيوية.

 أي إن أصحاب البشرة السمراء والآسيويين والأقليات العرقية كانوا أعلى بخمسة أو ستة أضعاف، مقارنةً بنسبة المصابين من سكان المملكة المتحدة الذين يمثلون 14% من المصابين.

الدكتورة ليز ويتاكر، المتحدثة بشأن متلازمة PIMS في الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحة الطفل، علقت على الأمر قائلة: "نحن نجري بحثاً لفهم سبب تأثر هذه الفئة من السكان. وقد تكون الجينات الوراثية عاملاً مؤثراً. لكننا قلقون من أن يكون ذلك تجسيداً لكونه مرضاً متعلقاً بالفقر ويؤثر بشكل غير متناسب على من لا يستطيعون تجنب التعرض له بسبب مهنتهم، أو معيشتهم في أسر تتكون من أكثر من جيلين يعيشون بمكان واحد أو في منازل مكتظة".

في السياق نفسه، أظهرت بيانات منفصلة جمعتها الدكتورة ماري وايت من مستشفى إيفيلينا، أن نسبة 60% من الحالات المصابة بالمتلازمة، البالغ عددهم 107 وتلقوا العلاج في هذا المستشفى حتى 13 يناير/كانون الثاني، كانت من الأطفال الأفارقة ذوي البشرة السمراء أو الكاريبيين.

في حاجة لتحقيق معمق

وهو الأمر الذي دعا إليه الدكتور حبيب نقفي، مدير المرصد العرقي والصحي التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، والذي شدد على ضرورة إجراء تحقيق بشأن تزايد خطر إصابة الأطفال المنتمين إلى هذه الفئات بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال. 

وأضاف نقفي: "من الواضح أن الأمر يتطلب الآن إجراء بحث عاجل حول سبب النسبة المفرطة من المصابين بهذه المتلازمة بين الأطفال ذوي البشرة السمراء والآسيويين، وكونهم أكثر عرضة للإصابة بها".

قبل أن يختتم تصريحه، بالقول: "نحن قلقون من هذه النتائج المبكرة، ونعرف أن انعدام المساواة الهيكلية في مجال الصحة يمكن أن يؤثر على حياة الأفراد المنتمين إلى أقليات عرقية طوال حياتهم".

تحميل المزيد