نشرت وسائل إعلام مغربية، الثلاثاء 2 فبراير/شباط 2021، مقطع فيديو أثار جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر عناصر من رجال الأمن الإسباني بأحد مراكز المهاجرين بجزر الكناري، وهم يعنفون مهاجرين مغاربة غير شرعيين للقاصرين غير المصحوبين بذويهم.
فيديو الاعتداء على قصر المغاربة
الفيديو المسرب يُظهر أحد الشبان وهو يبكي بحرقة ويصرخ بجانب شاب آخر ممد على الأرض بعد أن دخل في غيبوبة وربما وفاة، ويُسمع من خلال الفيديو وهو يقول "هذا شقيقي هذا شقيقي"، إلا أن عناصر في الأمن الإسباني انهالت عليه وعلى آخرين بالضرب والركل.
فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن الشرطة تدخلت بعد أن هدّد قاصر مدير المركز وعدداً من العاملين بمقصّ بعد منعه من الخروج، ولم يسفر الحادث عن وقوع أي إصابات على حد قولها، وأضافت أن الشرطة الإسبانية التي فتحت تحقيقاً داخلياً لتوضيح مجريات الحادثة.
غضب على مواقع التواصل الاجتماعي ومطالبات بالتحقيق
وبعد انتشار فيديو الاعتداء ندد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب بالطريقة التي تعامل بها عناصر الشرطة، مذكرين بعدد من الاعتداءات التي تعرض لها مهاجرون مغاربة في الأراضي الإسبانية من طرف الأمنيين.
المغرّد المغربي محمر الوالي علق على الفيديو قائلاً: "الأمر زاد عن حده يجب أن تتدخل الحكومة لردع مثل هذه التجاوزات بحق شبابنا".
فيما أعربت المغردة التي تطلق على نفسها "أم عمران" عن تضامنها مع القصّر قائلة: "الفيديو مؤلم، حسبي الله ونعم الوكيل".
أما المغرد المغربي رضوان فعلق على الفيديو قائلاً: "مطالب بالتحقيق في فيديو تعنيف قاصرين مغاربة وإصابة بعضهم بجروح".
كما ندد الوالي شرفي، رئيس جمعية الآفاق للمهاجرين المغاربة في جزر الكناري، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام محلية بالتعامل السيئ الذي قامت به عناصر الشرطة، مؤكداً أنهم كفاعلين جمعويين سيقومون بالإجراءات اللازمة.
وأعاد الفيديو إلى أذهان المغاربة حادثة مقتل الشاب المغربي إلياس الطاهري مخنوقاً على يد رجال أمن بمركز للقاصرين بمدينة ألميريا بالديار الإسبانية، في حادث شبيه بمقتل جورج فلويد في أمريكا، وهو ما دفع السلطات الإسبانية إلى فتح تحقيق معمق في الحادث، عقب تفجر الفضيحة التي أثير بشأنها جدل حقوقي كبير في الجارة إسبانيا.
وأثارت الحادثة غضباً في المغرب وإسبانيا إذ ذكر موقع moroccoworldnew، إذ وقعت عريضة تضمنت قرابة 10 آلاف توقيع طالبت بإعادة فتح قضية مقتل الفتى الطاهري، وذلك بعد الفيديو الذي نشرته الصحيفة الإسبانية.
أشار الموقع إلى أن العريضة ربطت ما بين مقتل الطاهري والعنصرية، مضيفاً أن عائلة الفتى اعتبرت ما حدث لابنها مشابهاً لما تعرض له جورج فلويد.
من جانبها، قالت جريدة بوبليكو إن "ما جرى للشاب الطاهري يحيل مباشرة إلى ما وقع لجورج فلويد في مينيابوليس الأمريكية، وهو الحادث الذي فجّر أكبر موجة من الاحتجاجات في الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة".
كذلك فإن عائلة الطاهري وبعد ظهور الفيديو قررت الطعن على قرار المحكمة، إذ تعتقد أن هناك العديد من المؤشرات الكافية للدلالة على أن ما حدث مع الفتى كان جريمة قتل.