قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 31 يناير/كانون الثاني 2021، إن إحالة طفل يبلغ من العمر 4 سنوات لبرنامج حكومي لمكافحة التطرف في بريطانيا تسبّبت في إثارة دعوات جديدة لإلغاء هذا البرنامج المثير للجدل.
حيث كان قد أحيل صبي مسلم من مقاطعة ويست ميدلاندز، في سبتمبر/أيلول 2019، إلى برنامج مكافحة التطرف الحكومي المسمى باستراتيجية Prevent (المنع)، وذلك بعد أن تحدث عن لعبة الفيديو الشهيرة Fortnite في نادٍ للتجمع الطلابي بعد المدرسة، وذلك بعد أن قال إن والده كان لديه "أسلحة وقنابل في سقيفته".
إلا أن نصوص محادثة مع أحد العاملين في النادي تكشف أن الإشارة إلى الأسلحة كانت مرتبطة بلعبة الفيديو.
فيما تعتقد والدة الطفل أنه إذا كان ابنها أبيض اللون وليس مسلماً، لما كان قد اُعتبر عرضة لخطر التطرف.
كان ضابط الشرطة الذي حضر إلى منزل الصبي قد بدا أنه غير مرتاح، لكنه أوضح أنه كان عليه "اتباع مخطط برنامج Prevent"، بحسب الأم.
هذه القضية زادت من حدة الانزعاج إزاء البرنامج، الذي وُصف بأنه معادٍ للمسلمين، ووصف بأنه تمييزي ومسبب للانقسام.
إذ تعرضت استراتيجية مكافحة التطرف لانتقادات جديدة خلال الأسبوع الماضي، وذلك عقب تعيين وليام شوكروس، الرئيس السابق لمفوضية المؤسسات الخيرية، لقيادة المراجعة المتعثرة لبرنامج Prevent الذي يكمل هذا الشهر عامه الثاني.
كان شوكروس قد أدلى بعدد من التعليقات المثيرة للجدل حول الإسلام. فمنذ ما يقرب من 10 سنوات، عندما كان مديراً لمركز أبحاث جمعية هنري جاكسون للمحافظين الجدد، قال: "إن أوروبا والإسلام واحدة من أعظم المشاكل وأكثرها ترويعاً لمستقبلنا".
إحالة مئات الأطفال لبرنامج مكافحة التطرف
صحيفة Observer قالت إن الأرقام التي حصلت عليها بموجب قوانين حرية الإعلام تشير إلى أن الطفل البالغ من العمر أربع سنوات هو واحد من 624 دون السادسة أحيلوا إلى "Prevent" بين عامي 2016 و2019. وخلال نفس الفترة، أحيل أيضاً إلى الخطة ألف و405 أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة وتسعة أعوام.
يشار إلى أن حجم الإحالات يرتبط بالتزام الهيئات العامة، بما في ذلك دور الحضانة والمدارس، بالإبلاغ عن مخاوف بشأن التطرف، مما أثار في حد ذاته المخاوف من أن البرنامج أصبح تدخلياً للغاية، كما تقول الصحيفة البريطانية التي أكدت أن هذه القضية ستثير أسئلة جديدة حول سبب عدم بدء مراجعة الحكومة للبرنامج بالكامل بعد.
بعد إحالة الطفل البالغ من العمر أربع سنوات، سرعان ما ثبت أنه كان في منزل والده في الليلة السابقة، حيث كان يلعب رفقة ابن عمه لعبة Fortnite، التي تضم أكثر من 350 مليون لاعب مسجل وتتضمن شخصيات تجمع الأسلحة والقنابل.
كما تكشف أحدث أرقام وزارة الداخلية أن أكبر عدد من الإحالات يتعلق باليمين المتطرف.
وتُصعّد الإحالات التي يُعتقد أنها تشكل خطراً حقيقياً إلى برنامج Channel، الذي تشارك فيه شرطة مكافحة الإرهاب. وبين عامي 2017 و2019، نُقل 42 فقط من الأطفال دون سن السادسة المشار إليهم في برنامج Prevent إلى Channel.
من جهته، ذكر أحد المتحدثين باسم وزارة الداخلية البريطانية أنه عندما يقلق أحد الأشخاص بخصوص طفل ربما يكون قد تعرض عمداً لروايات "إرهابية مؤذية"؛ فمن الصواب إحالته إلى السلطات اللازمة، حيث يتعلق برنامج Prevent أولاً وقبل كل شيء بالحماية، ومن خلال هذه الإحالة، سيتلقى الطفل الدعم الحيوي الذي يحتاجه، على حد قوله.
ليس البرنامج الأول من نوعه
برنامج Prevent ليس الأول من نوعه في هذا الصدد، حيث أشارت تقارير بريطانية خلال عام 2016 إلى إحالة أكثر من 415 طفلاً، لا يزيد عمر الواحد منهم عن عشر سنوات، إلى برنامج حكومي لمكافحة التطرف في كل من إنجلترا وويلز خلال الفترة بين عامي 2012 و2014.
كما أشارت البيانات التي حصل عليها المجلس الوطني لقادة الشرطة في بريطانيا إلى أن 1424 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 11 و15 عاماً قد أحيلوا إلى برنامج يحمل اسم "المسار"، والذي قالت السلطات البريطانية إنه يهدف إلى توجيه الناس بعيداً عن التطرف.
برنامج "المسار" كان قد دُشّن بعد تفجيرات لندن في 7 يوليو/تموز 2005، وأكدت الحكومة أن هذا البرنامج نجح بالفعل في مكافحة التطرف، حسب قولها.