الصين تُصعّد حربها ضد نشطاء “تويتر”.. عاقبت 50 شخصاً بالسجن خلال 3 أعوام

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/01/30 الساعة 22:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/30 الساعة 22:02 بتوقيت غرينتش
الرئيس الصيني شي جين بينغ/ رويترز

قالت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، في تقرير لها نُشر الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2021، إن الحزب الشيوعي الصيني يُصعّد من جهوده للتحكم في صورته بأنحاء العالم، عبر اعتقال مواطنين صينيين عاديين استعملوا وسائل التواصل الاجتماعي في انتقاد الزعيم الصين شي جين بينغ وحكومته.

حيث حكمت السلطات الصينية على أكثر من 50 شخصاً بالسجن خلال الأعوام الثلاثة الماضية؛ لاستخدامهم موقع "تويتر"، ومنصات أجنبية أخرى محجوبة في الصين، بتهمة الإضرار بالأمن العام، ومهاجمة حكم الحزب، وفقاً لوثائق المحاكم وقاعدة بيانات حصلت عليها صحيفة وول ستريت جورنال من ناشط يدعم حرية التعبير.

فقد ذكرت وثائق المحكمة -التي استندت إليها في إصدار أحكامها- خطاباً مسيئاً تراوح بين انتقاد زعماء البلاد والحزب الشيوعي ومناقشات عن هونغ كونغ، والمنطقة شمال غربي شينجيانغ، وجزيرة تايوان الديمقراطية التي تطالب بها بكين ضمن أراضيها. ومن بقيت حساباتهم نشطة على تويتر أو ذُكرت أعداد متابعيهم في مستندات المحكمة، اتضح أن عدد متابعيهم كان بالمئات أو بضع آلاف في المعتاد، بل أحد الحسابات كان له أقل من 30 متابعاً.

فيما تُشير الأحكام المتزايدة بالسجن إلى تصعيد في جهود الصين للتحكم في السردية وخنق الأصوات المنتقدة خارج الإنترنت المغلق بالصين، وذلك في إطار حملتها المكثفة للسيطرة على الفضاء الإلكتروني الخارج عن سيطرتها.

من جهتهم، يقول نشطاء حقوق الإنسان، إنه في الماضي كان كتم الآراء المعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي الأجنبية يتم عبر الاعتقالات والمضايقات، وندر أن يصدر حكم بالسجن.

ساحة للحرب الدعائية

كان موقع "تويتر" -المُفضل لدى الصينيين المعارضين في الخارج والناشطين الحقوقيين داخل البلاد- قد برز كساحة للحرب الدعائية، مع سعي الصين لتعزيز صورتها ونفوذها العالمي.

إذ روجت الصين لسردياتها على "تويتر" عبر شبكة متنامية من الحسابات الدبلوماسية والتابعة للدولة، إضافةً إلى ما يقوم به محللو السياسات السيبرانية بحملاتِ مضايقة مدعومة من الدولة تروج لوجهات النظر المؤيدة للحكومة الصينية وتهاجم منتقدي الصين.

غابرييل ليم، الباحثة بمركز شورنستاين لوسائل الإعلام والسياسة والسياسات العامة بجامعة هارفارد، رأت أن الإجراءات المشددة من الصين تزامنت مع صعودٍ ملحوظ في الخطاب المناهض للحزب الشيوعي على "تويتر" خلال الأعوام الماضية، حيث ينشر هاربون خارج البلاد مثل رجل الأعمال الصيني كو وونغي الموجود في الولايات المتحدة، تغريدات معارضة.

قمع الأصوات المعارضة

بدوره، ذكر ياتشو وانغ، الباحث الصيني بـ"هيومان رايتس ووتش"، أن "الحكومة تعرف جيداً من خبراتها المحلية، أن البروباغاندا تُفلح فقط عند قمع الأصوات المعارضة".

تجدر الإشارة إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في الصين وصل إلى 904 ملايين منتصف العام الماضي، بزيادةٍ قدرها 75.08 مليون عن عام 2018، وذلك وفقاً لتقرير رسمي صدر عن مركز معلومات شبكة الإنترنت الصيني (CINIC).

لكن بعض التقارير أشارت إلى أن السلطات الصينية تستهدف مستخدمي موقع "تويتر" الصينيين الذين يبدون إعجابهم، بتغريدات "تهين قادة الحزب الشيوعي".

سبق أن كشفت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، أن السلطات الصينية تضغط على الهيئات المهنية لمعاقبة أعضائها الناشطين على "تويتر"، فضلاً عن إجبار آخرين على غلق حساباتهم.

ضغوط لمواجهة انتهاكات الحكومة الصينية

جدير بالذكر أنه خلال شهر سبتمبر/أيلول 2020، دعا تحالف عالمي من 321 منظمة للمجتمع المدني، في رسالة مفتوحة، الأمم المتحدة إلى إنشاء آلية دولية مستقلة على وجه السرعة؛ للتصدي لما وصفه بانتهاكات الحكومة الصينية لحقوق الإنسان.

التحالف العالمي الذي ضم مجموعات من أكثر من 60 دولة حول العالم، شدّد على ضرورة معالجة الانتهاكات الحقوقية المتفشية في جميع أنحاء الصين، ومن ضمنها هونغ كونغ، والتبت، وشينجيانغ.

كما سلّط الضوء على تأثير انتهاكات الصين لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، بما يشمل استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان؛ والرقابة والمراقبة عالمياً، مطالباً بـ"وضع حد لإفلات بكين من العقاب في مجلس حقوق الإنسان الأممي".

فيما أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية أن الصين "تعيش أحلك حقبة في مجال حقوق الإنسان منذ أحداث ساحة تيانانمن عام 1989".

تحميل المزيد