الإمارات متهمة بنشر كورونا في الخارج.. دول أوروبية وآسيوية انتقدت قرار أبوظبي فتح السياحة

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/29 الساعة 16:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/29 الساعة 16:40 بتوقيت غرينتش
مسافرون في مطار دبي/ رويترز

بعد انفتاحها على المحتفلين برأس السنة الجديدة، تُلقي العديد من الدول باللوم على دبي في نشر فيروس كورونا بالخارج، مع استمرار التساؤلات حول قدرتها على التعامل مع الارتفاعات القياسية لحالات الإصابة بالفيروس.

غير أن وكالة "أسوشييتد برس" نقلت الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2021، عن المكتب الإعلامي لحكومة دبي، قوله إن الإمارة تبذل كل ما في وسعها للتعامل مع الوباء، على الرغم من أنها رفضت مراراً الإجابة عن أسئلة الوكالة حول الطاقة الاستيعابية لمستشفياتها.

ذكر في بيان، أنه "بعد عام من إدارة الوباء، يمكننا القول بثقة، إن الوضع الحالي تحت السيطرة، ولدينا خططنا لزيادة أي طاقة (استيعابية) في نظام الرعاية الصحية إذا دعت الحاجة إلى ذلك".

انتقادات لرفع الإغلاق وفتح السياحة

مع ذلك، قدَّم ناصر الشيخ، مدير الدائرة المالية السابق بحكومة دبي، تقييماً مختلفاً، الخميس 28 يناير/كانون الثاني، على تويتر وطلب من السلطات السيطرة على عدد حالات الإصابة المتزايد.

كتب الشيخ أن "القيادة تبني قراراتها على توصيات الفريق، التوصيات الخاطئة التي تعرّض أرواح البشر للخطر وتؤثر سلباً على مجتمعنا… اقتصادنا يتطلب المساءلة".

كما كتب الشيخ: "المُحزن أنه تم بذل جهود كبيرة منذ يناير/كانون الثاني 2020، ثم نأتي ونقوّضها بأيدينا… ما يزيد الأمور سوءاً هو الافتقار إلى الشفافية".

مع ذلك، جاءت تصريحات الشيخ، بعد أن طلبت حكومة الإمارات من القلقين، في وقت سابق من هذا الأسبوع، "الامتناع عن التشكيك في جهود كل أولئك الذين عملوا لاحتواء هذا الوباء".

أحد مستشفيات أوظبي/ رويترز
أحد مستشفيات أوظبي/ رويترز

إذ أصبحت دبي، المعروفة بأنها مقر شركة طيران الإمارات للمسافات الطويلة، وأطول مبنى في العالم، وتشتهر بشواطئها وحاناتها، في يوليو/تموز الماضي، من أوائل وجهات السفر التي تصف نفسها بأنها مفتوحة للأعمال. وأوقفت هذه الخطوة نزيف قطاعي السياحة والعقارات المهمين بعد أن أدت عمليات الإغلاق وحظر التجول إلى تقويض اقتصادها.

مع استئناف السياحة، نمت أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا المعلن عنها يومياً ببطء، لكنها ظلت مستقرة في الغالب خلال الخريف.

لكن بعد ذلك جاءت ليلة رأس السنة الجديدة، وهي نقطة جذب كبيرة للمسافرين من البلدان التي أغلقت أبوابها بسبب الفيروس، والذين احتفلوا من دون أقنعة الوجه بالحانات وفي اليخوت.

إسرائيل تتهم الإمارات بنشر فيروس كورونا

خلال الأيام الـ17 الماضية، أعلنت الإمارات العربية المتحدة ككل عن أرقام قياسية لحالات الإصابة بفيروس كورونا يومياً، وكان ذلك واضحاً في طول طوابير المنتظرين للخضوع لفحص فيروس كورونا بمرافق الاختبار في دبي.

في إسرائيل، أصيب أكثر من 900 مسافر عائدين من دبي بفيروس كورونا، وفقاً للجيش الذي يجري تعقُّباً للمخالطين. وأضاف أن العائدين تسببوا في سلسلة من الإصابات يزيد عددها على 4000 شخص.

فقد تدفق عشرات الآلاف من الإسرائيليين على الإمارات منذ تطبيع العلاقات بين البلدين في سبتمبر/أيلول. ونقلت القناة 13 التلفزيونية عن الخبيرة في وزارة الصحة الإسرائيلية، الدكتورة شارون ألروي-برييس، شكواها في مكالمة مع مسؤولين آخرين، من أن أسابيع قليلة من السفر، كانت أكثر فتكاً من عقود من انعدام العلاقات مع الإمارات.

منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، طلبت إسرائيل من القادمين من الإمارات الدخول في حجر صحي لمدة أسبوعين. وأغلقت إسرائيل في وقت لاحق، مطارها الدولي الرئيسي حتى نهاية الشهر، بسبب ارتفاع عدد الحالات.

حفل زواج يهودي لسياح إسرائيليين في أحد فنادق دبي
حفل زواج يهودي لسياح إسرائيليين في أحد فنادق دبي

انتقادات غربية أيضاً لتدابير أبوظبي

في المملكة المتحدة، نشرت الصحف الشعبية لقطات لمؤثرين بريطانيين يرتدون ملابس السباحة وهم يحتفلون في دبي بينما كانت البلاد تكافح من خلال عمليات الإغلاق؛ في محاولة للسيطرة على الفيروس.

فيما أغلقت بريطانيا، منتصف يناير/كانون الثاني، ممراً للسفر إلى دبي سمح للمسافرين بتخطي الحجر الصحي، فيما وُصف بأنه أكبر تسارع لعدد حالات الإصابة الواردة من الإمارات.

كما قال وزير الصحة مات هانكوك، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، هذا الأسبوع، إن "السفر الدولي، في الوقت الحالي، لا ينبغي أن يحدث ما لم يكن ذلك ضرورياً للغاية. لا حفلات في باريس أو عطلات نهاية أسبوع في دبي. هذا ليس متاحاً، وفي معظم الحالات هذا مخالف للقانون".

خاصة بعد انتشار السلالة الجديدة

في غضون ذلك، تم ربط السلالات المتحورة من فيروس كورونا بدبي. وفرضت المملكة المتحدة حظراً على السفر، يوم الجمعة؛ لمنع الرحلات الجوية المباشرة إلى الإمارات، بسبب انتشار نوع متحور من فيروس كورونا جنوب إفريقي.

إذ اكتشفت الدنمارك بالفعل مسافراً واحداً قادماً من دبي، ثبتت إصابته بالمتحور الجنوب إفريقي، وهو أول اكتشاف من نوعه هناك. ومثل بريطانيا، سافر المشاهير الدنماركيون إلى دبي للاحتفال بالعام الجديد.

في الفلبين، قالت السلطات الصحية إنها اكتشفت سلالة بريطانية أصابت فلبينياً قام برحلة عمل إلى دبي في 27 ديسمبر/كانون الأول. وعاد الرجل إلى الفلبين في 7 يناير/كانون الثاني وثبتت إصابته بالفيروس.

كما قالت وزارة الصحة الفلبينية، إنه "لم يتعرض لأي حالة (إصابة) مؤكدة قبل مغادرته إلى دبي". ومنذ ذلك الوقت، اكتشفت السلطات الفلبينية 16 حالة أخرى على الأقل مصابة بالمتحور البريطاني، من ضمنها حالتان قادمتان من لبنان.

ارتفاع حالات الإصابة بكورونا دفع سلطات دبي للعودة إلى تشديد الإجراءات/ رويترز
ارتفاع حالات الإصابة بكورونا دفع سلطات دبي للعودة إلى تشديد الإجراءات/ رويترز

فصل رئيس الوكالة الصحية في الإمارات

مع اقتراب حالات الإصابة بفيروس كورونا المعلن عنها يومياً، من 4000 حالة، قامت دبي بفصل رئيس وكالتها الصحية الحكومية دون تفسير. 

كما أوقفت عروض الترفيه المباشرة في الحانات، وأوقفت العمليات الجراحية غير الضرورية، وأمرت بتحجيم حفلات الزفاف، وأمرت الصالات الرياضية بزيادة المساحة بين أولئك الذين يمارسون التمارين. كما تطلب الآن اختبار فيروس كورونا لجميع المسافرين إلى مطارها.

علّقت الإمارات العربية المتحدة آمالها على عمليات التطعيم الشاملة، حيث توزع أبوظبي لقاحاً صينياً تنتجه شركة سينوفارم، وتقدّم دبي لقاح فايزر-بيونتك. وتقول الإمارات إنها أعطت 2.8 مليون جرعة حتى الآن، مما يجعلها من بين أعلى الدول في العالم توزيعاً للقاحات.

مع ذلك، يشكك أشخاص، من ضمنهم ناصر الشيخ، مدير الدائرة المالية السابق بحكومة دبي، في قدرة دبي على التعامل مع الحالات المتزايدة.

إذ أحالت المستشفيات التي اتصلت بها وكالة أسوشييتد برس، الأسئلة إلى حكومة دبي، التي رفضت مراراً التعليق. وردَّ المستشفى السعودي الألماني في دبي قائلاً إنه "يأمل قراءة الأخبار الحقيقية"، من دون الخوض في التفاصيل.

تحميل المزيد