اعتبر رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري أنّ "ما حصل في مدينة طرابلس هذه الليلة جريمة موصوفة ومنظمة"، محمّلاً المسؤوليّة لكل من تواطأ (دون تسمية) على ضرب استقرار المدينة وإحراق مؤسساتها وبلديتها واحتلال شوارعها بالفوضى".
جاء ذلك في بيان صادر عن سعد الحريري، في وقت متأخر من مساء الخميس 28 يناير/كانون الثاني 2021، تعليقاً على الأحداث التي حصلت في طرابلس (شمالي لبنان) حيث قُتل رجل الخميس في المدينة خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين غاضبين من قرار العزل العام الصارم الذي تركهم بلا سبيل لكسب العيش في وضع يشهد انهياراً اقتصادياً.
سعد الحريري يطرح تساؤلات مهمة
الحريري ذكر في بيانه أنّ "الذين أقدموا على إحراق طرابلس مجرمون لا ينتمون للمدينة وأهلها، وقد طعنوها في أمنها وكرامتها باسم لقمة العيش. ومن غير المقبول تحت أي شعار معيشي أو سياسي طعن طرابلس من أي جهة أو مجموعة مهما كان لونها وانتماؤها".
كما تساءل الحريري في بيانه "لماذا وقف الجيش اللبناني متفرجاً على إحراق السرايا والبلدية والمنشآت، ومن سيحمي طرابلس إذا تخلف الجيش عن حمايتها؟".
وتابع: "هناك مسؤولية يتحملها من تقع عليه المسؤولية، ولن تقع الحجة على رمي التهم على أبناء طرابلس".
تصريحات سعد الحريري حملت أيضاً تساؤلات أبرزها: "إذا كان هناك من مخطط لتسلل التطرف إلى المدينة، فمن يفتح له الأبواب؟ وكيف للدولة أن تسمح بذلك في مرحلة من أسوأ وأخطر المراحل في تاريخ لبنان".
وختم الحريري بيانه قائلاً "طرابلس لن تسقط في أيدي العابثين، وللكلام صلة لوضع النقاط على الحروف".
غضب وعنف في طرابلس
في وقت سابق، اندلع حريق كبير في بلديّة طرابلس (دائرة حكومية)، بعد أن عمد عدد من المحتجين إلى رشقها بالحجارة وقنابل مولوتوف (زجاجات حارقة)، وفق الوكالة الرسميّة.
ووفق المصدر عينه انتقل عدد من المحتجين من ساحة عبدالحميد كرامي (وسط المدينة) إلى بلدية طرابلس وبدأوا برشقها بالحجارة وقنابل المولوتوف، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير بداخلها.
كما ارتفع عدد ضحايا مواجهات بين محتجين وعناصر قوى الأمن في مدينة طرابلس، الخميس، إلى 112 جريحاً، وفق إحصاء الصليب الأحمر اللبناني (منظمة غير حكومية).
يذكر أنه ومنذ مطلع الأسبوع، تشهد مدينة طرابلس مواجهات بين القوى الأمنيّة ومئات المحتجين، ممّا أدّى إلى سقوط أكثر من 200 جريح.
كما تأتي هذه الاحتجاجات في طرابلس وبعض المناطق اللبنانيّة، رفضاً للأوضاع الاقتصادية والمعيشية واستمرار حظر التجوال بسبب فيروس كورونا.
وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ أن استقالت حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب بعد ستة أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت في 4 أغسطس/ آب الماضي