قال موقع Axios الإخباري الأمريكي، في تقرير نشره يوم الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني 2021، إنه رغم مرور ثلاثة أشهر منذ موافقة السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فإن الطرفين لم يُوقعا بعد الاتفاق الرسمي بينهما، لأن الحكومة السودانية تريد توقيع الاتفاقية في البيت الأبيض، وهو الأمر الذي سيحدث خلال 3 أشهر، وذلك حسب مسؤولين إسرائيليين.
كانت إسرائيل قد أرسلت إلى السودان مسودة اتفاق لإعلان إقامة علاقات دبلوماسية قبل عدة أسابيع، لكن السودانيين لم يردّوا. ومع أول زيارة، هي الأولى من نوعها، لوزير إسرائيلي إلى السودان، أثار وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين هذه القضية في الخرطوم يوم الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني.
إذ كان كوهين على رأس وفد إسرائيلي زار السودان يوم الإثنين 25 يناير/كانون الثاني 2021، لبحث دفع اتفاق التطبيع قدماً. وقال للتلفزيون الإسرائيلي إن مسؤولين ناقشوا ثلاث خطط اقتصادية، وبحثوا أمن الحدود.
حفل التوقيع في واشنطن
كوهين أبلغ رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، أن إسرائيل لن تكون قادرة على المضي قدماً في المشروعات والتعاون المزمع حتى يتم التوقيع على اتفاق رسمي، طبقاً لما أورده الموقع الأمريكي.
فيما قال البرهان إن حكومته مستعدة للمضي قدماً في التطبيع وإقامة المشروعات مع تل أبيب، لكنها تريد من إدارة بايدن المصادقة على دعم الاتفاقية، واستضافة حفل التوقيع لها في واشنطن.
لكن إقامة حفل كهذا قد يكون أمراً صعباً في ظل قيود الإغلاق المرتبطة بجائحة كورونا، غير أن مسؤولي إدارة بايدن يرون أن اتفاق تطبيع السودان خطوةٌ إيجابية يريدون المساعدة في دعمها والترويج لها، بحسب موقع Axios.
"تصريحات متناقضة"
إلا أن تصريحات البرهان تبدو مغايرة مع ما أعلنته الحكومة السودانية سابقاً بأن اتفاق التطبيع العلاقات لا يمكن أن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد أن يوافق عليه مجلس تشريعي انتقالي لم يتشكل بعد.
وتعطّلت الخطط السابقة لتوقيع الاتفاقية بين الخرطوم وتل أبيب قبل مغادرة ترامب منصبه، من جهة أخرى، وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين، بسبب الأحداث السياسية في واشنطن.
تعقيباً على ذلك، يقول مسؤول إسرائيلي إنه "لا يوجد عجلة؛ فإسرائيل تعتقد أن توقيع الاتفاقية في واشنطن بدعمٍ من إدارة بايدن فكرة جيدة. إنه أمر مهم للسودانيين، وسيضيف المزيد من القوة إلى الاتفاق".
يُذكر أنه قبل التوقيع على الاتفاق، سيتعيّن على السودانيين إلغاء قانونين: قانون مقاطعة إسرائيل، الذي يحظر أي تبادل تجاري مع الكيانات الإسرائيلية، وقانون آخر يحظر على المواطنين السودانيين زيارةَ إسرائيل.
اللمسات الأخيرة في غضون 3 أشهر
كان وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين قد صرّح، يوم الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني 2021، بأن إسرائيل والسودان سيضعان اللمسات الأخيرة على اتفاق دبلوماسي لتطبيع العلاقات بينهما خلال مراسم في واشنطن في غضون الشهور الثلاثة المقبلة، مؤكداً أن "مسودة اتفاق السلام تحرز تقدماً".
بينما لم يصدر تعليق على الفور عن مسؤولين سودانيين أو السفارة الأمريكية في إسرائيل.
إسرائيل والسودان تتفقان على تبادل فتح السفارات
إلى ذلك، قال مصدر حكومي سوداني، الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني 2021، إن الخرطوم وتل أبيب اتفقتا على "تبادل فتح سفارات بأقرب وقت".
المصدر الذي فضل حجب هويته كونه غير مخول بالحديث للإعلام، قال لوكالة الأناضول الإخبارية إن "وزير المخابرات الإسرائيلي وصل الخرطوم في زيارة قصيرة غير معلنة مسبقاً بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات، وعقد لقاءين منفصلين مع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، ووزير الدفاع ياسين إبراهيم ياسين، لتنشيط العلاقات وتبادل فتح السفارات"، كما لفت إلى أن "زيارة الوزير الإسرائيلي للخرطوم".
كوهين قال إنه قدم لمضيفيه زيتاً وفاكهة من الأراضي المقدسة، بينما حصل على بندقية (إم16) على سبيل الهدية لوداعه.
جدير بالذكر أن السودان انضم إلى الإمارات والبحرين والمغرب خلال عام 2020 في التحرك نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل. فيما قالت إدارة بايدن إنها تريد البناء على تلك الاتفاقات.