جئن للعمل بالإمارات فتم بيعهن لسوريا! فلبينيات يهربن لسفارة بلدهن بدمشق بعد تعرضهن لاعتداءات

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/01/26 الساعة 11:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/26 الساعة 11:14 بتوقيت غرينتش
فلبينيات تحدثن عن إجبارهن على العمل في سوريا بعدما وصلن إلى الإمارات - رويترز

قالت صحيفة The Washington Post، إنَّ عشرات الأطفال والنساء من الفلبين، الذين وُظِّفوا للعمل بالإمارات وقعوا ضحايا للاتجار، بعدما أُجبِروا على العمل في الخدمة المنزلية في سوريا.

فلبينيات تعرضن للعنف 

الصحيفة الأمريكية ذكرت، الأحد 24 يناير/كانون الثاني 2021، أنَّ نحو 35 امرأة لجأن إلى سفارة الفلبين في دمشق، بعد تعرضهن للاعتداء الجسدي والجنسي، أثناء العمل لدى العائلات السورية الثرية، وتنتظر النساء الآن العودة إلى الوطن، وهي عملية قد تستغرق سنوات.

تحدثت 17 امرأة وطفلة فلبينيين، وبعضهم لم يكن يتجاوز 12 عاماً، وقالوا إنهم حُرِموا من أجورهم مقابل العمل الذي أُجبِروا عليه.

من بين هؤلاء فلورديليزا أريجولا، البالغة من العمر 32 عاماً، التي تمكث حالياً في سفارة الفلبين، والتي ذكرت أنها نُقِلَت إلى سوريا في عام 2018، وكشفت عن سوء معاملة تعرضت لها، وقالت: "صفعني صاحب العمل وضغط على رأسي باتجاه الحائط، هربت لأنه لم يمنحني راتباً لمدة تسعة أشهر".

أريجولا أضافت أنها انتظرت حتى خلد الرجل إلى النوم، وتسلقت على الجدار وهربت، ولم يكن بحوزتها سوى بعض المال لاستقلال سيارة أجرة إلى السفارة.

كذلك صرّحت سيدات فلبينيات أخريات بأنهن وصلن إلى سوريا بعدما جلبتهن وكالات التوظيف إلى الإمارات، بتأشيرات سياحية لمدة 30 يوماً، وعند وصولهن إلى الإمارات قالت النساء إنهن احتُجِزن في أماكن معيشة ضيقة وقذرة.

أضافت سيدات فلبينيات أنهن أُخبِرن بإمكانية الذهاب إلى مناطق "خالية من الصراع" في سوريا؛ حيث سيعملن لدى العائلات الغنية في ظروف أفضل. وكشفن للصحيفة أنَّ الرفض غالباً ما أدى إلى تعرضهن للاعتداء الجسدي والتهديدات.

امرأة فلبينية أخرى اسمها جوزفين تاواجينغ، وتبلغ من العمر 33 عاماً، لا تزال عالقة في سوريا، وقالت إنها حُبِسَت في غرفة مظلمة بعد وصولها إلى دبي، وأخبرت أنها ستُنقَل إلى دمشق على الرغم من احتجاجاتها.

استذكرت تاواجينغ المحنة التي تعرضت لها في 2019، وقالت: "صبوا غضبهم عليّ، وقالوا: إذا لم تذهبي فسنقتلك".

"الوضع أشبه بسجن"

كذلك ذكرت أربع نساء فلبينيات إحدى وكالات السمسرة في دمشق، التي تدير أسواق الاتجار بالبشر باسم "نبلاء الشام"، والتي قال محاميها رمضان محمد، في تصريح للصحيفة الأمريكية عبر تطبيق واتساب إن "روايات هؤلاء النساء غير صحيحة تماماً". 

محمد أضاف أن "النساء موافقات على القدوم للعمل في سوريا، وهذا [مؤكد] في مقاطع فيديو مسجلة بأصواتهن وصورهن من المكتب المُرسِل قبل سفرهن، فيما نؤدي نحن دورنا بتأمين الكفلاء والمنازل والأشخاص الذين يعاملونهن معاملة جيدة وإنسانية للغاية".

لكن النساء يروين قصة مختلفة تماماً؛ إذ يقلن إنه بمجرد بيعهن لوكلاء استمر العنف أو تصاعدت حدته في الغالب.

إضافة إلى ذلك، وصفت بعض النساء الفلبينيات استمرار تعرضهن لسوء المعاملة بعد الوصول إلى سفارة بلدهن في دمشق، وقلن إنهن عُوقِبن على ارتكاب مخالفات، ومُنِعن عن بعض وجبات الطعام، ووُضعِن في مهاجع باردة ومزدحمة توصد ليلاً، وأضفن أنَّ الموظفين في السفارة صادروا هواتفهن.

في هذا السياق، ذكرت امرأة تبلغ من العمر 48 عاماً، احتمت بالسفارة، أنه "لمدة خمسة أشهر تقريباً لم نتمكن من الاتصال بأسرنا لأنَّ السفير صادر هواتفنا، الوضع يشبه السجن".

تحميل المزيد