كشفت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الإثنين 25 يناير/كانون الثاني 2021، أن الجيش الأمريكي يستخدم مجموعةً من الموانئ والقواعد الجوية داخل الصحراء الغربية السعودية مؤخراً، كما طوّر خيارات قواعد لاستخدامها في حال اندلاع صراع مع إيران وفقاً لأعلى قائد عسكري أمريكي في المنطقة.
استخدام القواعد، الذي لم يُبلغ عنه من قبل، جاء خلال العام الماضي أو أكثر بالتزامن مع بحث كبار القادة العسكريين عن بدائل لنقل الجنود والعتاد من وإلى المنطقة بأمان، وتقليل تعرّضهم للصواريخ الباليستية الإيرانية.
توسع للجيش الأمريكي بالسعودية
فيما تمركز آلاف الجنود الأمريكيين، والمقاتلات، وغيرها من الأسلحة داخل قاعدة الأمير سلطان الجوية بالسعودية منذ عام 2019 من أجل الاستجابة للتهديدات الإقليمية من إيران وكان الرئيس السابق دونالد ترامب قد أولئك الجنود، بعد أنّ أقام علاقات وطيدة مع قادة السعودية حتى في أعقاب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية سعودية في تركيا عام 2018.
أما إدارة بايدن فقد لمّحت في وقت سابق إلى أنّها تُخطّط لاتخاذ نهجٍ أكثر صرامة مع السعودية، خاصةً في ما يتعلّق بقضايا حقوق الإنسان. لكن استمرار الأخطار المحتملة التي تشكلها إيران ما يزال من الاعتبارات الرئيسية، وفقاً لما أوضحه المسؤولون الأمريكيون.
فيما ما تزال التوترات بين الولايات المتحدة وإيران مرتفعة، رغم ارتياح مسؤولي الجيش الأمريكي؛ لأنّ طهران لم تحاول مهاجمة الجنود الأمريكيين في العراق أو مصالح الولايات المتحدة خلال الفترة التي سبقت تنصيب بايدن كما كان يخشى العديد من المسؤولين.
لكن احتمالية وقوع هجمات خطيرة على السعودية، أو القوات الأمريكية في المنطقة، أو غيرهم من الحلفاء قد أجبرت مسؤولي الجيش الأمريكي على اتخاذ ما وصفوه بالتدابير الحكيمة من أجل الاستعداد لاحتمالية الصراع مع إيران.
فيما قال مسؤولون إنّ التهديد المحتمل قد يُساعد في تحديد سياسة إدارة بايدن الجديدة تجاه المنطقة، وربما يزيد التطلعات لإعادة ضبط الأوضاع عسكرياً ودبلوماسياً داخل الشرق الأوسط.
بينما قال المسؤولون الإيرانيون يوم الإثنين 25 يناير/كانون الثاني إنّ وجود القوات الأمريكية وغيرها من القوات الأجنبية في الشرق الأوسط هو السبب الرئيسي وراء "الوضع الفوضوي وانعدام الأمن في منطقتنا".
من جهته، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي إنّ خطة القواعد الجديدة منحت الولايات المتحدة مرونةً إضافية في المنطقة عن طريق تعقيد خيارات الخصوم في مواجهة الولايات المتحدة.
اتفاق السعودية وأمريكا
وبموجب الخطة، تتفاوض الولايات المتحدة مع السعودية على خطط للاستثمار في البنية التحتية داخل الموانئ التجارية والصناعية على ساحل ينبع، إلى جانب قاعدتين جويتين في تبوك والطائف، لتصير أكثر قابلية للاستخدام بواسطة الجيش الأمريكي. وهناك مواقع أخرى تحت الإنشاء، لكن ماكنزي رفض الإفصاح عنها.
فيما سيدفع السعوديون قيمة تحسينات البنية التحتية لتلك المواقع، التي ستُعتبر "ذات استخدامٍ مُزدوج"، وليست لمجرد الأغراض العسكرية. لكنَّ المسؤولين السعوديين لم يردوا على طلبات التعليق فوراً.
وأوضح ماكنزي أنّ القواعد الجديدة لا يجري استخدامها من أجل التمهيد للحرب مع إيران. لكن المواقع السعودية تمنح المسؤولين العسكريين بدائل لعشرات القواعد التي تستخدمها الولايات المتحدة في مختلف أنحاء المنطقة، ومنها ميناء الشعيبة في الكويت وقاعدة العديد الجوية في قطر، وغيرها من المراكز اللوجستية العسكرية التي يرى الكثيرون أنّها باتت في مرمى نيران صواريخ إيران الباليستية.
قاعدة عسكرية أمريكية بالسعودية
وفي وقت سابق وافقت السعودية، على استقبال قوات أمريكية، للدفاع عن أمن واستقرار المنطقة ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول بوزارة الدفاع، قوله إن العاهل السعودي "الملك سلمان بن عبدالعزيز أصدر موافقة على استقبال المملكة لقوات أمريكية، لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها، وضمان السِّلم فيها".
وأوضح أن هذا القرار يأتي "انطلاقاً من التعاون المشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، ورغبتهما في تعزيز كل ما من شأنه المحافظة على أمن المنطقة واستقرارها"، حسب المصدر ذاته.
وتملك الولايات المتحدة العدد الأكبر من القواعد العسكرية الأمريكية بالخليج، في حين تضم الكويت أكبر عدد من الجنود الأمريكيين بالخليج، وتضم قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الخارج وهي قاعدة العُديد، في حين يتمركز الأسطول الخامس الأمريكي بالبحرين.
ويأتي انتشار هذه القوات وتلك القواعد بموجب اتفاقيات دفاعية، ومنذ حرب الخليج الثانية 1990 ازداد الوجود العسكري الأمريكي في الخليج العربي، وأصبح أكثر عدداً وأوسع انتشاراً بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 ثم الحرب على العراق 2003.