كشفت صحيفة Haaretz الإسرائيلية في تقرير لها نشرته يوم الأحد 24 يناير/كانون الثاني 2021 أن أحد مسؤولي الإدارة المدنية الإسرائيلية المختصة بشؤون المدنيين في الضفة هدّد مواطناً فلسطينياً بالطرد من منزله إذا تحدث للإعلام عن الانتهاكات التي تحدث بحقهم من جانب المستوطنين الإسرائيليين.
التقرير قال إن تسجيلاً صوتياً تم تسريبه للمسؤول قام بتسجيله الصحفي يوفال أبراهام، الذي يعمل لدى موقع "Sicha Mekomit" الإخباري الإسرائيلي، تضمن حديثاً بين الفلسطيني، إسماعيل مر، ومسؤول الإدارة المدنية، وقد قال له المواطن الفلسطيني إنَّه يشعر بالقلق على سلامته بعد مكوث مستوطنين بالقرب من منزله لعدة ساعات رغم المرسوم العسكري الذي يحظر على الإسرائيليين دخول هذه المنطقة.
مسؤول إسرائيلي يعنِّفمواطناً فلسطينياً
التقرير أشار إلى أن الإدارة المدنية الإسرائيلية علقت على الواقعة وقالت إنَّ المحادثة كان المقصود منها التوضيح لإسماعيل مر أنَّه في حالة حدوث اضطرابات جراء تجمعات محتملة في هذه المنطقة، قد يُقرر الجيش الإسرائيلي إعلانها منطقة عسكرية مغلقة، الأمر الذي يترتب عليه منع دخول السكان إليها.
في المقابل فإن إسماعيل مر ينتمي إلى تجمع فلسطيني يسكن أفراده داخل كهوف حوّلوها إلى منازل في تلال الخليل الجنوبية. حيث تعرَّضوا للطرد من هذه المنطقة في عام 2001، لكن سُمح لهم بالعودة في عام 2011 بموجب حكم قضائي، ومع ذلك عانى هؤلاء السكان المحليون من مضايقات المستوطنين الإسرائيليين.
لم تتوقف تهديدات المستوطنين للفلسطينيين بل زادت بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية، بالإضافة إلى اقتلاع المئات من أشجار الزيتون في شهر أغسطس/آب 2020.
إهانات مستمرة من المستوطنين للفلسطينيين
وكشف مقطع فيديو عن دخول مستوطن عند مدخل أحد الكهوف وقام بتوجيه إهانات لسكانه وسخر منهم، واصفاً إياهم بـ"السكان المؤقتين" هذه الاعتداءات دفعت إسماعيل مر للاتصال بالسلطات مساء الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021 للإبلاغ عن مستوطنين دخلوا مسكنه وأشعلوا فيه النار.
حيث قال مر إنَّ المستوطنين كانوا مسلحين ويصطحبون الكلاب، بالإضافة إلى أنَّهم أجبروا إحدى العائلات على الفرار من مسكنها.
المحامية قمر مشرقي علقت على الحادث وقالت إنَّها وبركات مر حاولا استدعاء الشرطة والإدارة المدنية والجيش، لكن السلطات لم تفعل شيئاً سوى إرسال مسؤول عسكري ظلَّ داخل سيارته لمدة 5 دقائق فقط قبل أن يغادر.
من جانبه تلقّى إسماعيل مر بعد ذلك مكالمة هاتفية من أحد مسؤولي الإدارة المدنية الإسرائيلية يحذره فيها من إبلاغ الصحفيين بما حدث من اعتداءات. بعد بضع دقائق، عاود مر الاتصال بهذا المسؤول ليسأله عن سبب عدم فعل ذلك.
مخاوف من اعتداءات الإسرائيليين
من جانبه ووفق ما قال التقرير الإسرائيلي فقد أخبر إسماعيل مر، في المحادثة المسجلة، مسؤول الإدارة المدنية الإسرائيلية أنَّ السكان المحليين باتوا يخشون اعتداءات المستوطنين، داعياً إلى توفير الحماية لهم.
من جانبه رد عليه المسؤول الإسرائيلي بالقول إنَّه سيضمن له عدم دخول أي مستوطن إلى منزله مُجدّداً. لكنَّه في نفس الوقت قام بتهديده بالقول: "إذا أعلمت الصحفيين بالأمر وإذا حضر نشطاء إلى المنطقة لإظهار التضامن، فسوف أطردك من المنطقة".
إذ إنه رغم تأكيدات المسؤول الإسرائيلي بحماية الفلسطينيين، لكن دخل المستوطنون المنطقة مُجدَّداً يوم الجمعة 22 يناير/كانون الثاني 2021 حيث ظهر مستوطن إسرائيلي في مقطع فيديو صوّره أحد السكان الفلسطينيين يقول إنَّهم "سينصبون خيمة ويرفضون التحرّك حتى يرحل الفلسطينيون".
في السياق ذاته صرَّح مُنسّق في الإدارة المدنية الإسرائيلية، بأنَّ المسؤول كان يريد توضيح ضرورة منع أي تجمّعات قد تؤدي إلى حدوث احتكاكات مباشرة في ظل الأحداث الأخيرة، على حد قوله.