في الوقت الذي أعلنت فيه دولة الإمارات، الأحد 24 يناير/كانون الثاني 2021، المصادقة على فتح سفارة لها في تل أبيب، افتتحت إسرائيل رسمياً سفارة في أبوظبي.
حيث قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان عبر "تويتر": "افتُتحت رسمياً الأحد السفارة الإسرائيلية في أبوظبي مع وصول القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية، إيتان نائيه، إلى عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة".
البيان الإسرائيلي ذكر أن سفارتهم ستعمل على ما وصفه بتعزيز العلاقات بين الدولتين، مضيفاً أن "هذه خطوة أخرى في تنفيذ اتفاق السلام التاريخي بين إسرائيل والإمارات".
كان مجلس الوزراء الإماراتي قد أعلن، الأحد، مصادقته على إنشاء سفارة في تل أبيب، وفق ما نقلته وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) التي لم تذكر تفاصيل أكثر.
جدير بالذكر أن الإمارات مع البحرين وقعتا، برعاية أمريكية، في منتصف سبتمبر/أيلول 2020، على اتفاقيتين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في احتفال جرى بالبيت الأبيض بمشاركة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وسط رفض فلسطيني واسع.
توج هذا الاتفاق سلسلة طويلة من التعاون، والتنسيق، والتواصل، وتبادل الزيارات بين تل أبيب وأبوظبي، لتكون بذلك أول عاصمة خليجية تقدم على التطبيع مع إسرائيل وثالث دولة عربية بعد مصر (1979) والأردن (1994).
فيما قال مسؤولون إسرائيليون، الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021، إنه من المتوقع أن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الإمارات والبحرين، في فبراير/شباط المقبل.
كما تجدر الإشارة إلى أن الخارجية الإسرائيلية كشفت في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020 أن "مندوباً من نظيرتها الإماراتية، قدم طلباً رسمياً لفتح سفارة إماراتية في تل أبيب".
رفع مستوى علاقات إسرائيل مع المغرب
بخلاف الإمارات والبحرين، وقعت دولتا المغرب والسودان كذلك اتفاقيات لتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل، ليشهد عام 2020 تطبيع 4 دول عربية.
في السياق ذاته أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن حكومة تل أبيب وافقت، اليوم الأحد 24 يناير/كانون الثاني 2021، على اتفاق دبلوماسي توسطت فيه الولايات المتحدة لرفع مستوى العلاقات مع المغرب.
أثارت تلك التطورات غضباً شعبياً عربياً واسعاً واتهامات للدول الأربع بخيانة القضية الفلسطينية، في ظل استمرار احتلال إسرائيل أراضي عربية ورفضها قيام دولة فلسطينية مستقلة.
بايدن على خطى ترامب
في وقت سابق من اليوم، أبلغ مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، نظيره الإسرائيلي أن إدارة الرئيس جو بايدن ستعمل عن كثب مع إسرائيل بشأن قضايا الأمن الإقليمي وللبناء على اتفاقيات التطبيع الإقليمية.
جاء ذلك في بيان أصدره البيت الأبيض عقب تلقي سوليفان اتصالاً هاتفياً، السبت 23 يناير/كانون الثاني 2021، من رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شابات.
حيث ناقش الطرفان فرص تعزيز الشراكة بينهما خلال الأشهر المقبلة، بما في ذلك "البناء على نجاح اتفاقيات التطبيع الإسرائيلية مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب"، وفق نص البيان.
المسؤول الأمريكي أكد أيضاً "التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل"، موجهاً دعوة للشروع في "حوار استراتيجي بين واشنطن وتل أبيب في الأجل القريب، لبحث كل مسائل الأمن الإقليمي عن كثب".
تُعدّ هذه المحادثة الأولى بين إسرائيل وإدارة بايدن الجديدة.
"التقارب مع إيران يهدِّد اتفاقات التطبيع"
بينما على النقيض اعتبر السفير الأمريكي في إسرائيل المنتهية ولايته، ديفيد فريدمان، أن أي قرار لبايدن بالتقارب مع إيران سيعرِّض اتفاقيات التطبيع الأخيرة للخطر.
إذ قال في مقابلة مع صحيفة "إسرائيل اليوم" يوم الجمعة 22 يناير/كانون الثاني 2021، إن ما وصفه بالخطر الأكبر بتقويض اتفاقات التطبيع الأخيرة يمثله تقوية إيران، مضيفاً: "أعتقد أن ذلك سيزيل الولايات المتحدة كلاعب موثوق به في هذه المنطقة، مما سيؤدي إلى ترك كل الأطراف وجهاً لوجه، وهذا خطير جداً".
فيما أعربت تقارير عن مخاوف إسرائيلية من نهج إدارة بايدن حيال إيران، خاصة في ظل احتمالية عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الإيراني لعام 2015.