قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة 22 يناير/كانون الثاني 2021، إن الوزارة بدأت في مراجعة تصنيف جماعة الحوثي باليمن منظمة إرهابية، وتعمل بأسرع ما يمكن لإتمام العملية واتخاذ قرار.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قد أعلن الأحد 10 يناير/كانون الثاني، عن هذه الخطوة، التي ستشمل عقوبات ضد الحركة وثلاثة من قياداتها، ودخل التصنيف حيز التنفيذ، في 19 يناير/كانون الثاني، آخر يوم كامل لإدارة الرئيس دونالد ترامب في السلطة.
المتحدث باسم الخارجية أكد في المناسبة نفسها، أن واشنطن "بدأت مراجعة إدراج جماعة أنصار الله في قوائم الإرهاب كما نوه وزير الخارجية المعين بلينكن… لن نبحث أو نعلّق علناً على المداولات الداخلية الخاصة بالمراجعة، لكن وفي ظل الأزمة الإنسانية باليمن فإننا نعمل بأسرع ما يمكن، لإتمام المراجعة واتخاذ قرار".
يأتي هذا عقب تصريح سابق، لأنتوني بلينكن، مرشح الرئيس جو بايدن لمنصب وزير الخارجية، هذا الأسبوع، قال فيه إن واشنطن ستراجع التصنيف، الذي يخشى مسؤولو الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة، من أن يعقّد جهود احتواء أكبر أزمة إنسانية في العالم.
وكانت الأمم المتحدة قد وصفت اليمن بأنه يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج 80% من سكانه مساعدات.
كما حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومنظمات الإغاثة، من إدراج الحوثيين بالقائمة السوداء، وهو إجراء كان من بين القرارات الأخيرة لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
دعوات أممية
الخميس 14 يناير/كانون الثاني، دعا ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرارها تصنيف جماعة الحوثي اليمنية منظمة إرهابية أجنبية، كما دعا دول الخليج إلى تحمُّل المسؤولية المالية من أجل توفير احتياجات اليمن، الدعوات نفسها وجهتها منظمات أممية وإنسانية أخرى، دقت ناقوس الخطر حول الوضع الإنساني في اليمن.
بيزلي قال لمجلس الأمن الدولي: "نحن نعاني الآن بدون إدراج الجماعة (في القائمة السوداء)، وبإدراجها ستكون كارثة، سيكون حكم إعدام حرفياً على مئات الآلاف إن لم يكن ملايين الأبرياء في اليمن".
من جهته، حذّر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، مجلس الأمن الدولي، الخميس، بالقول إن قرار أمريكا تصنيف جماعة الحوثي اليمنية منظمة إرهابية أجنبية قد يكون له "تأثير سلبي على جهودي للجمع بين طرفي (الصراع) باليمن".
إذ قال المسؤول الدولي إنه ينبغي التراجع عن القرار لاعتبارات إنسانية.
التحذير نفسه أطلقته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي عبَّرت الخميس عن مخاوفها من أن يؤدي تصنيف الولايات المتحدة حركة الحوثي في اليمن جماعة إرهابية إلى "تأثير سلبي" على توصيل المساعدات الحيوية للمدنيين، الذين يعانون الجوع والمرض.
وقال مدير العمليات باللجنة الدولية للصليب الأحمر دومينيك شتيلهارت، إن اللجنة تحث الدول التي تفرض مثل هذه الإجراءات، على النظر في "الاستثناءات الإنسانية"، للتخفيف من أي تأثير سلبي على السكان وعلى المساعدات المحايدة.
شتيلهارت أضاف أيضاً، أن الصليب الأحمر يشعر بقلق متزايد إزاء الوضع الإنساني في اليمن، حيث يُجري ثاني أكبر عملياته على مستوى العالم، إذ يعاني المدنيون من الأمراض شديدة العدوى والجوع وارتفاع أسعار المواد الغذائية. وصدر البيان لدى عودته من اليمن بعد مقتل ثلاثة من العاملين بالصليب الأحمر في هجوم على مطار عدن، يوم 30 ديسمبر/كانون الأول.
كما صرَّح في المناسبة نفسها قائلاً: "اللجنة الدولية للصليب الأحمر قلقة، على وجه الخصوص، من الأثر السلبي المحتمل للتصنيف على العمل الإنساني؛ ما قد يؤدي إلى عرقلته أو تأخيره".
وتابع: "المخاطر التشغيلية المتزايدة واحتمال أن يحاول القطاع المصرفي والقطاع الخاص تجنب المخاطر بسبب التصنيف قد يقيدان العمل الإنساني في اليمن بنهاية المطاف".