أعلنت ولاية ساو باولو البرازيلية، الجمعة 22 يناير/كانون الثاني 2021، إجراءات استثنائية للحد من انتشار فيروس كورونا، في ظل تفشٍّ واسع وارتفاع كبير في عدد الوفيات، يصل إلى وفاة شخص واحد كل 6 دقائق.
بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فستدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ بداية من الإثنين المقبل حتى السابع من فبراير/شباط، في مدينة ساو باولو الكبرى، ومعظم بلديات أغنى ولاية في البرازيل، وصاحبة أكبر عدد من السكان.
يشار إلى أن عدد الوفيات بكورونا في البرازيل وصل إلى 215 ألفاً، بينها 51 ألفاً في ولاية ساو باولو وحدها.
حاكم الولاية جواو دوريا قال في تصريح صحفي إن "موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد تضرب العالم، وآثارها ملموسة في البرازيل وولاية ساو باولو"، مضيفاً أن "ارتفاع عدد الإصابات وعدد الذين يدخلون المستشفيات مقلق جداً".
أعداد وفيات مخيفة
من جهته، صرح منسق خلية مكافحة كورونا جواو غاباردو بأن "هناك وفاة واحدة كل 6 دقائق" بسبب كورونا في ولاية ساو باولو.
كما أضاف محذرا أن "سيناريو الأيام المقبلة ليس مطمئناً، بل بالعكس إنه قاتم، وخطَر نقص أسرّة العناية المركزة وارد إذا لم تتخذ ساو باولو إجراءات خلال وقت قصير".
وأكد جواو دوريا أنه لن يتراجع، رغم ضغوط الأوساط الاقتصادية والرئيس جايير بولسونارو، الذي يعارض أي شكل من أشكال العزل أو إبطاء النشاط الاقتصادي.
وقال إن "ساو باولو ليس لديها حكومة شعبوية تتخلى عن مواطنيها"، في إشارة واضحة إلى بولسونارو، الذي قد يكون منافساً له في الانتخابات الرئاسية في 2022.
وكانت البرازيل أطلقت خلال الأسبوع الجاري حملة تلقيح وطنية لسكانها البالغ عددهم 212 مليون نسمة. ويتوقع الخبراء أن تواجه بسرعة نقصاً كبيراً في الجرعات.
تشكيك بفاعلية اللقاحات
من جانبه، جدد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الجمعة تشكيكه في فاعلية اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، في وقت أطلقت بلاده للتو حملة تلقيح وطنية في خضم موجة وبائية ثانية.
وقال الرئيس اليميني المتطرف لبضعة صحافيين أمام القصر الرئاسي، "لا يزال هناك الكثير من الناس القلقين بشأن اللقاح". وأضاف "سأكون شديد الوضوح. لا يمكننا إجبار أحد على تلقيح نفسه".
وشدد على أن اللقاح يتم "على أساس طوعي" لأنه "في نهاية المطاف لم يثبت أي شيء علميا بخصوص اللقاح. لم يُخلص إلى أن اللقاح فعال بشكل كامل".
شعبية الرئيس تنحدر
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد شعبيّة الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو انخفاضاً هو الأسوأ منذ عامين، حسب استطلاع نُشر الجمعة.
واستناداً إلى الاستطلاع الذي أجراه معهد "داتافولها"، يعتقد 31% فقط من البرازيليين أنّ الرئيس اليميني المتطرّف يقوم بعمل "جيد" أو "جيد جداً"، مقابل 37% في الاستطلاعات الأخيرة التي أُجريت في أغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول.
أما نسبة البرازيليين الذين يعتبرون أن رئاسته "سيئة" أو "سيئة جداً" فارتفعت من 32% إلى 40% ممَّن شملهم الاستطلاع.
ويتزامن انخفاض شعبيّة بولسونارو (65 عاماً) مع انتهاء المساعدة الاقتصادية المدفوعة من أبريل/نيسان إلى ديسمبر/كانون الأول لـ68 مليون برازيلي (نحو ثلث السكان) والمخصصة لمواجهة عواقب الجائحة التي أودت بحياة 215 ألف شخص في البرازيل، ثاني أكثر دول العالم تضرراً بعد الولايات المتحدة.
كما تتعرض الحكومة البرازيلية لانتقادات على خلفية سوء إدارتها للأزمة الصحية وللتأخير في حملة التطعيم التي بدأت هذا الأسبوع.
ووفقاً لـ"داتافولها"، فإن نسبة الرفض لبولسونارو تبلغ 51% لدى الأشخاص الذين يخشون الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وما انفك بولسونارو يُقلل من أثر الأزمة الصحية، وقد جدد مراراً تشكيكه في فاعلية اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وسجّلت البرازيل في الإجمال نحو 215 ألف وفاة نتيجة الفيروس، وصارت تحصي أكثر من ألف وفاة يوميّاً، ما يجعلها ثاني أكثر دول العالم تضرراً من الجائحة بعد الولايات المتحدة.
أعداد مخيفة من الإصابات والوفيات تجتاح ولاية برازيلية، فيما زال الرئيس بولسونارو يُقلل من أثر الأزمة الصحية، ويشكك في فاعلية اللقاحات المضادة لفيروس كورونا