أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية"، الجمعة 22 يناير/كانون الثاني 2021، مسؤوليته على الهجوم الانتحاري الذي وقع في العاصمة العراقية بغداد، الخميس 21 يناير/كانون الثاني، وخلّف عشرات القتلى والجرحى، وذلك في وقت أقال فيه رئيس الوزراء العراقي عدد من القادة الأمنية.
في وقت سابق من الخميس، قالت السلطات العراقية إن انتحاريَّين اثنين فجَّرا نفسيهما في سوق مكتظة في "ساحة الطيران" وسط العاصمة بغداد، مما أودى بحياة 32 على الأقل، في أول هجوم انتحاري ضخم بالعراق منذ ثلاث سنوات.
ووصفت السلطات الهجوم بأنه إشارة محتملة إلى عودة نشاط تنظيم "داعش".
حملة إقالات في الأجهزة الأمنية
الخميس أيضا، أصدر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أمراً بإقالة 5 قيادات أمن بارزين من مناصبهم؛ على خلفية هذا الهجوم الدموي.
حيث قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، في بيان، إن الكاظمي (القائد العام للقوات المسلحة) "أقال وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات الفريق الركن عامر صدام، من منصبه، وكلّف الفريق أحمد أبو رغيف بديلاً عنه".
كما تمت إقالة عبدالكريم عبد فاضل (أبو علي البصري) المدير العام للاستخبارات ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية (خلية الصقور) من منصبه، وجرى تكليف نائب رئيس جهاز الأمن الوطني، حميد الشطري، بديلاً عنه وربط الخلية بالقائد العام للقوات المسلحة.
الكاظمي قرر أيضاً نقل قائد عمليات بغداد الفريق قيس المحمداوي إلى وزارة الدفاع، وتكليف اللواء الركن أحمد سليم قائداً لعمليات بغداد، طبقاً للمتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة الذي أشار كذلك إلى إقالة قائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن جعفر البطاط، من منصبه وتكليف الفريق الركن رائد شاكر جودت قيادة الشرطة الاتحادية.
كذلك، تمت إقالة مدير قسم الاستخبارات وأمن عمليات بغداد اللواء باسم مجيد من منصبه
"انتخابات تشريعية على وقع الدم"
جدير بالذكر أن الاعتداء يأتي في وقت تُناقش فيه السلطات تنظيم انتخابات تشريعية، وهو استحقاق غالباً ما يترافق مع أعمال عنف في العراق.
فيما تقترح السلطات السياسية حالياً إرجاء الانتخابات المبكرة المقرّرة في يونيو/حزيران إلى أكتوبر/تشرين الأول؛ من أجل إفساح الوقت أمام اللجنة الانتخابية لتنظيمها. ويبقى القرار معلقاً على تصويت في البرلمان لحل نفسه.
فيما نجحت القوات العراقية في القضاء على تنظيم الدولة (داعش) في نهاية عام 2017 بعد معارك دامية، تؤكد تقارير مختلفة أن التنظيم الدولة الذي سيطر لسنوات على أجزاء واسعة من العراق، يتبنى هذا الأسلوب في مناطق عدة.
كانت عدة دول ومنظمات عربية وإسلامية ودولية قد أدانت، الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021، التفجير الانتحاري المزدوج، مؤكدةً دعمها للعراق.
يُذكر أن التحالف الذي تقوده أمريكا، ودعم حملة العراق على تنظيم "داعش"، خفض بشكل كبيرٍ مستويات قواته خلال عام 2020، استناداً إلى الزيادة في قدرات القوات العراقية.