عناد ترامب جعل نقل الحقيبة النووية لبايدن عملية استثنائية وتاريخية.. اضطروا لإبطالها بعد أن اصطحبها معه

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/21 الساعة 06:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/22 الساعة 07:55 بتوقيت غرينتش
المرافق العسكري أثناء حمله للحقيبة العسكرية بعد توجه دونالد ترامب إلى فلوريدا - رويترز

تحول تسليم الشيفرة النووية الأمريكية بين الرئيسين السابق والمنتخب من إجراء بروتوكولي طبيعي إلى عملية في غاية الاستثنائية، بعد عناد الرئيس السابق دونالد ترامب، ورفضه المشاركة في مراسم أداء القسم والتنصيب للرئيس الجديد جو بايدن، أمس الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني 2021، وهو أمر لم يحصل منذ 150 عاماً. 

فقد أدى غياب ترامب عن مراسم التنصيب إلى إلغاء إجراءات نقل الشيفرة النووية الذي يتم عادة بطريقة متكتمة وروتينية على منصة التنصيب، واستبدال ذلك بتوفير نسختين من الحقيبة المسماة "فوتبول" والتي تحوي عناصر ضرورية لتوجيه ضربة نووية وترافق الرئيس الأمريكي في كل الظروف. 

يشار إلى أن ترامب حينما غادر واشنطن صباح الأربعاء من قاعدة أندروز الجوية قرب واشنطن متوجهاً إلى مقر إقامته في مارالاغو في فلوريدا كان لا يزال رئيساً للولايات المتحدة بمرافقة معاون عسكري مكلف بحمل الحقيبة الشهيرة. وكان ترامب يحمل كذلك بطاقة بلاستيكية صغيرة معروفة باسم "بيسكت" تحوي الشيفرات النووية.

لكن في الوقت ذاته كان معاون عسكري آخر في واشنطن يحمل حقيبة أخرى وبطاقة أخرى يجلس على المنصة التي أقيمت عند عتبات الكابيتول في إطار مراسم تنصيب بايدن.

عند الظهر بالتمام، عندما كان ينبغي للمعاون العسكري للرئيس المنتهية ولايته أن يسلم الحقيبة إلى الرئيس الجديد تم ببساطة إبطال صلاحية بطاقة دونالد ترامب كما الحال مع بطاقات الائتمان.

وبدأ العمل ببطاقة جو بادين في واشنطن ما منح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة السلطة المطلقة لاستخدام السلاح النووي.

ولم تعرف هذه العملية رغم حصولها للمرة الأولى أي مشاكل لوجستية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية الخميس، علماً أن السلطة التنفيذية الأمريكية تملك على الدوام ثلاث حقائب، واحدة تتبع الرئيس في كل تنقلاته، وثانية موضوعة في مكتب نائب الرئيس في حال حصول مكروه للرئيس، وواحدة في الاحتياط.

وغداة الهجوم على مبنى الكابيتول، أعربت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي عن قلقها من استخدام رئيس "غير متزن" لهذا الحق الحصري بإصدار الأوامر لتوجيه ضربة نووية.

فيما دعا وزير الدفاع السابق ويليام بيري، جو بايدن "إلى التخلص" من الحقيبة النووية، معتبراً أن النظام الحالي "مناف للديمقراطية وبال ولا نفع منه وفي غاية الخطورة".

فعالية الحقيبة النووية 

خلافاً للاعتقاد الشائع لا تحتوي الحقيبة النووية على زرٍ أو رموز يُمكنها إطلاق سلاحٍ نووي تلقائياً، ولكن بها معدات وصلاحيات يُمكن للرئيس الأمريكي استخدامها ليأمر بشن هجومٍ نووي.

فضلاً عن أنّ الرئيس ملزمٌ بحمل بطاقةٍ بلاستيكية تُسمى "البسكويتة" معه طوال الوقت، تحتوي على رموز أبجدية رقمية تُستخدم لتأكيد هوية الرئيس، الذي يحتفظ بالسلطة القانونية الوحيدة للتصريح بشن هجومٍ نووي.

من جانبه، قال ستيفان شوارتز، الزميل البارز غير المقيم في مؤسسة Bulletin of the Atomic Scientists: "بموجب التعديل الـ20 في الدستور- وفي غياب استحضار التعديل الـ25 من الدستور الذي يجعل مايك بنس رئيساً بالإنابة-، يظل دونالد ترامب هو الرئيس حتى تمام الساعة 11:59:59 من صباح الـ20 من يناير/كانون الثاني. وحتى ذلك التوقيت، يظل محتفظاً بالسلطة القانونية الوحيدة للتصريح باستخدام أي سلاح ضمن الترسانة النووية الأمريكية. 

في تلك اللحظة لن تعود لدى ترامب تلك السلطة وسيجري تعطيل الرموز النووية التي يحملها تلقائياً. كما سيرث بايدن تلقائياً سلطة شنّ هجومٍ نووي في نفس اللحظة تماماً.

تحميل المزيد