دعا رئيس البرلمان التونسي رئيس حركة "النهضة"، راشد الغنوشي، في تصريح لقناة "الزيتونة" المحلية، يوم الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني 2021 إلى التهدئة وتوحيد الصفوف من أجل إنقاذ البلاد بعيداً عن التخريب، على حد قوله.
الغنوشي قال في تصريحاته المتلفزة: "نحن نتفاعل مع ما يحصل ونتفهم أوضاع شبابنا العاطل عن العمل.. هناك عائلات ومناطق وجهات محرومة، ولكن لا يمكن إنقاذ تونس بالتخريب والحرق".
الغنوشي يطالب بتجنب تخريب تونس
تأتي تصريحات رئيس البرلمان التونسي على هامش استمرار التظاهرات في البلاد لأكثر من أسبوع وذلك في عدة محافظات، مع وجود صدامات مع رجال الأمن، تزامناً مع بدء سريان حظر تجوال ليلي ضمن تدابير كورونا.
كذلك قال الغنوشي إنه يدعو شباب بلاده في كل الجهات ويقول لهم: "إنه لا يليق بكم تخريب بلادكم، وحرق المؤسسات والمغازات (المحلات)، لن ينفع تونس ولن يوفر الشغل والحياة الكريمة". وشدد الغنوشي على أنه "لا بد من العمل بجد لتنمية تونس وسلامتها".
كما زاد "نحن هنا نوجه النداء إلى الشعب التونسي وإلى كل قواه وكل قادته الخيرين أن يرفقوا ببلادهم وأن يجمعوا صفوفهم من أجل إنقاذها".
اعتقال مئات التونسيين بسبب التظاهرات
يذكر أن وزارة الداخلية التونسية، أعلنت توقيف 632 شخصاً شاركوا في "أعمال شغب" شهدتها العاصمة ومناطق أخرى، خلال الأيام الأربعة الماضية.
وبداية من مساء الخميس، بدأت السلطات التونسية، فرض حظر تجوال ليلي (بين 15:00
و05:00 ت.غ)، ضمن تدابير مكافحة كورونا، دون تحديد مدته. ووفق آخر حصيلة رسمية بلغ عدد المصابين بكورونا في تونس 181.885، توفي منهم 5750 وتعافى 131.019.
رئيس الحكومة يعلق على التظاهرات
في المقابل اعتبر رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، الثلاثاء، التحركات الليلية التي شهدتها بلاده منذ أيام "غير بريئة"، مشدداً على أنه "لا مجال لبث الفوضى".
جاء ذلك في بيان صادر عن رئاسة الحكومة، عقب اجتماع مع القيادات الأمنية العليا بوزارة الداخلية، أشرف عليه المشيشي بقصر الحكومة في العاصمة تونس.
المشيشي، كذلك قال إن "أعمال النّهب والسرقة والاعتداءات على الممتلكات الخاصة والعامة لا تمت بصلة للتّحركات الاحتجاجية والتعبيرات السلمية التي يكفلها الدستور، والتي نتفهّمها ونتعامل معها بالحوار الجاد والبحث".
كما شجب "دعوات الفوضى التي تروج على صفحات التواصل الاجتماعي لبث الفوضى والاعتداء على المؤسسات الدستورية"، مؤكداً مجابهتها والتصدي لها عبر القانون.
مطالب بإجراء تحقيقات في الأحداث
في المقابل دعت حركة النهضة التونسية، الثلاثاء، رئيس الحكومة هشام المشيشي إلى إجراء تحقيقات في أعمال الشغب والتخريب التي طالت ممتلكات عامة ومؤسسات تجارية في البلاد.
ووفق بيان لحركة النهضة (إسلامية، تضم 54 نائباً من أصل 217)، أعربت عن استهجانها الشديد لخطابات الكراهية والتحريض على القتال بين التونسيين من بعض الأطراف السياسيّة (لم تسمِّها) معتبرة إياها "خطابات خارجة عن السياقات الوطنيّة".
كما طالبت حركة النهضة، رئيس الحكومة بضرورة "مصارحة الشعب بحقيقة الاحتجاجات الليلية الأخيرة، والقيام بالتحقيقات اللازمة وحماية الممتلكات العامة والخاصة وتطبيق القانون".
فيما أدانت بشدة "الاعتداءات التي طالت الأملاك الخاصة والعامّة وعمليات النهب والتخريب لمؤسسات إدارية وتجاريّة"، داعية المحتجين إلى عدم السماح بفرصة لانحراف مطالبهم والمتاجرة بقضاياهم للتخريب والإساءة للبلاد، حسب البيان ذاته.