أماطت مصر اللثام عن كشف أثري جديد مهم في مقبرة سقارة جنوبي القاهرة شمل 54 تابوتاً خشبياً ربما يرجع كثير منها إلى ثلاثة آلاف عام من عصر الدولة الحديثة.
حيث قال العالم الأثري الشهير زاهي حواس يوم السبت 16 يناير/كانون الثاني 2021 الذي رأس البعثة الكشفية إن البعثة عثرت على المعبد الجنائزي الخاص بالملكة نعرت بالقرب من هرم زوجها الملك تيتي وهو من الأسرة السادسة التي ترجع إلى 4200 عام.
اكتشاف أثري ضخم في مصر
من جانبها قالت وزارة السياحة والآثار في بيان إن التوابيت تشمل أول تابوت يعود إلى الدولة الحديثة يتم العثور عليه في منطقة سقارة، وهي بحسب اليونسكو، من مواقع التراث العالمي وتضم هرم سقارة المدرج.
وكثير من القطع التي تم العثور عليها منحوتة على هيئة بشرية وألوانها زاهية ولا تزال جيدة الحفظ.
بالإضافة إلى ذلك تم أيضاً العثور على العديد من الألعاب القديمة والتماثيل والأقنعة. وقال حواس "هذه الاكتشافات سوف تعيد كتابة تاريخ هذه المنطقة وخاصة خلال الأسرتين الـ١٨ والـ١٩ من الدولة الحديثة".
من ناحية أخرى يحرص المسؤولون على عرض التحف الأثرية المكتشفة حديثاً في محاولة لجذب السائحين بعد أن تلقت صناعة السياحة ضربة مؤلمة بسبب جائحة فيروس كورونا.
وانخفض عدد السائحين الأجانب إلى 3.5 مليون سائح في العام الماضي من 13.1 مليون سائح في عام 2019.
التنقيب عن الآثار في منطقة سقارة
من جانبه صرح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بأن البعثة المصرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومركز زاهي حواس للمصريات بمكتبة الإسكندرية والتي تعمل في منطقة آثار سقارة بجوار هرم الملك تيتي أول ملوك الأسرة السادسة من الدولة القديمة، توصلت إلى اكتشافات أثرية هامة تعود إلى الدولة القديمة والحديثة والعصور المتأخرة.
كما قال الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصرية ورئيس البعثة، إن هذه الاكتشافات سوف تعيد كتابة تاريخ هذه المنطقة وخاصة خلال الأسرتين الـ١٨ والـ١٩ من الدولة الحديثة، وهي الفترة التي عُبد فيها الملك تيتي وكان يتم الدفن في ذلك الوقت حول هرمه.
فيما قال الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، إن مركز زاهي حواس للمصريات بالمكتبة يمارس نشاطه بنجاح مُنذ إنشائه في ٢٠١٨ حتى الآن، واليوم يُسعد مدير المكتبة أن يشارك في مراسم الإعلان عن الكشف الأثري بمنطقة سقارة. وتشعر المكتبة بأن انتسابها لهذا العمل هو أمر تفخر وتعتز به، وإن ما جرى هو بداية من سلسلة الاكتشافات الأثرية التي يمارسها "مركز زاهي حواس للمصريات" بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، إن هذه الاكتشافات مهداة إلى العالم ليتعرف على تاريخ الحضارة المصرية العريقة.
يذكر أن البعثة وفق بيان وزارة الآثار المصرية في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك عثرت داخل الآبار على أعداد كبيرة من المشغولات الأثرية وتماثيل على هيئة المعبودات مثل الإله أوزير، وبتاح، وسوكر، وأوزير، بالإضافة إلى كشف فريد من نوعه، حيث عثرت البعثة على بردية يصل طولها إلى أربعة أمتار ومتر واحد عرض، تمثل الفصل السابع عشر من كتاب الموتى، ومسجل عليها اسم صاحبها وهو (بو-خع-إف) وقد وجد نفس الاسم مسجلاً على أربعة تماثيل أوشابتي.
كما تم العثور على تابوت خشبي على الهيئة الآدمية لنفس الشخص، بالإضافة إلى العديد من تماثيل الأوشابتي من الخشب والحجر الفيانس من عصر الدولة الحديثة.