كشفت صحيفة The New York Times الأمريكية عن حياة الترف والرفاهية التي تعيشها المديرة التنفيذية لشركة هواوي، ووريثة هواوي مينغ وانزو، المطلوبة لدى واشنطن بسبب جرائم احتيال، إذ أوضحت أن مينغ تعيش حياة مترفة في قصر مُسوَّر به 7 غرف نوم في فانكوفر، بعد إطلاق سراحها بكفالة بقيمة 8 ملايين دولار، بينما تنتظر قرار المحكمة بشأن تسليمها للصين.
والآن، أصبحت واحدة من أشهر المعتقلين في العالم، بأسلوب معيشتها الأكثر راحة مما عُرِف عنها في السابق، وترغب مينغ بمزيد من الحريات، وذلك وفقاً لتفاصيل جديدة انكشفت خلال جلسة تحديد الكفالة، التي عُقِدَت على مدى يومين هذا الأسبوع.
وتبلغ مينغ من العمر 48 عاماً، وهي ابنة مؤسس شركة هواوي، رين تشينغ فاي. وهي محتجزة في كندا منذ أكثر من عامين بناءً على طلب تسليم من الولايات المتحدة وقد أضر احتجازها كثيراً بالعلاقات الكندية-الصينية.
حياة مرفهة لمينغ
إذ تتلقى مينغ بانتظام دروس رسم وجلسات تدليك خاصة في القصر. إضافة إلى ذلك، ذهبت في رحلات تسوق خاصة في متاجر حُجِزَت لها وحاشيتها، وإن كان ذلك بارتداء جهاز تعقب يعمل بنظام تحديد الموقع العالمي (GPS) على كاحلها الأيسر. وأمضت يوم عيد الميلاد في مطعم لم يستقبل سواها وزوجها وطفليها و10 ضيوف آخرين.
فيما قدَّم فريقها القانوني طلباً آخر للسماح لها بمغادرة منزلها دون حراس أمن. ومن المتوقع أن يبت القاضي في هذا الطلب في نهاية الشهر.
كما أكدت جلسة استماعها هذا الأسبوع كيف أثر الوباء في حياة مينغ وامتد إلى قضيتها القانونية. إذ جادل فريق دفاعها بأنَّ تغيير الحراسة الدوري قد يعرضها للإصابة بفيروس كورونا المستجد. لكن النيابة ردت بأنها انتهكت وعائلتها بروتوكولات الوباء، من خلال تقاسم أطباق الطعام مع مجموعة كبيرة من الأشخاص، من بين أمور أخرى.
القبض على مينغ
ويأتي هذا بعد أن أُلقي القبض على مينغ في مطار فانكوفر الدولي في ديسمبر/كانون الأول 2018، في أثناء فترة توقف خلال رحلة من هونغ كونغ إلى المكسيك. وفي لائحة الاتهام الصادرة بحق مينغ وهواوي، اتهمتها وزارة العدل الأمريكية بخداع أربعة بنوك لإجراء معاملات لمساعدة الشركة على التهرب خلافاً للقانون من العقوبات الأمريكية ضد إيران. لكنها نفت هذه الاتهامات.
قال محامو مينغ إنها احتُجزت بطريقة غير قانونية، وفُتشت وحُقق معها على مدى ثلاث ساعات بعد هبوط رحلتها العائدة من هونغ كونغ، بحسب الصحيفة البريطانية.
وادَّعى محامو الدفاع أن المسؤولين الكنديين اعتقلوها، وجمعوا أدلة للسلطات الأمريكية تحت ذريعة فحص وضع الهجرة، مضيفين أن إجراءات تسليم مينغ يجب أن تتوقف في حالة أساء المسؤولون استخدام هذا الإجراء.
وإلى جانب اتهامات سوء التصرف المتعلقة باحتجازها، ادَّعى الفريق أن أمريكا تستخدم مينغ لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، مشيرين إلى أنه بعد اعتقالها، قال الرئيس دونالد ترامب إنه قد يتدخل إذا كان ذلك سيساعد على إنهاء الصفقة التجارية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة العدل الكندية إن مينغ تلقت بالفعل "إفصاحاً شاملاً، يفوق المطلوب" .
من جهتها، قالت الشرطة الكندية وضباط الحدود، رداً على الدعوى المدنية التي رفعتها مينغ بداية هذا العام، إنهم تصرفوا "وفقاً للقانون وبنيّة حسنة" .
أما غاري بوتينغ، المحامي بمدينة فانكوفر، الذي شاهد مقطعاً مصوراً لواقعة احتجاز مينغ في المطار، فقد قال إن ضباط الهجرة ظهروا كما لو كانوا من "شرطة كيستون"، وهي فرقة من الشرطة من مسلسل "Keystone Cops"، معروفة بعدم الكفاءة والاندفاع المسبب للمشكلات.
وقال بوتينغ، الذي أطلع فريق دفاع مينغ على القانون الكندي لتسليم المجرمين بعد احتجازها؛ لكن لم تعد له علاقة بالقضية الآن: "هناك أسئلة حقيقة حول ما إذا كانت حقوقها قد انتُهكت".
حياة مينغ بعد الاحتجاز
إلا أن مينغ تعيش حالياً في قصر تقدر قيمته بنحو 14 مليون دولار كندي، أي نحو 11 مليون دولار أمريكي، في حي شاونسي الخاص بالأثرياء في فانكوفر. ويُسمَح لها بالتحرك بحرية نسبية في فانكوفر، فقبل الوباء، حضرت حفلة موسيقية لمغنية صينية.
غير أنَّ شروط كفالتها تُلزِمها بالخضوع لمراقبة فريق أمني على مدار 24 ساعة، على نفقتها الخاصة، إضافة إلى التواجد بالمنزل خلال حظر ليلي من 11 مساءً حتى 6 صباحاً.
وفي كندا، قارن بعض النقاد ظروف معيشتها الفخمة بظروف الكنديين، مايكل سبافور ومايكل كوفريغ، اللذين اعتقلتهما الصين بعد فترة وجيزة من اعتقال مينغ واتهمتهما بالتجسس. وطوال عامين، عُزِلا وتعرضا لظروف قاسية في السجن في الصين، ولم يستطيعا رؤية أسرهما.
واتهم ديفيد مولروني، السفير الكندي السابق لدى الصين، بكين باحتجاز الكنديين للحصول على فدية. وقال: "كل خطوة في العملية القانونية ضد مينغ تقابلها الصين بعملية قانونية مزيفة. ففي نظامهم، تعد مينغ أميرة".