حذَّرَت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في بيانٍ صحفي ظهر الجمعة، 8 يناير/كانون الثاني 2021، مقدِّمي الرعاية الصحية والمختبرات من أن المتغيِّرات الجينية لفيروس كورونا المُستجَد- بما في ذلك السلالة الناشئة التي اكتُشِفَت لأول مرة في المملكة المتحدة وتُعرَف باسم B.1.1.7- قد تؤدِّي إلى نتائج سلبية خاطئة للإصابة بفيروس كوفيد-19.
وفق تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الأحد 10 يناير/كانون الثاني، فقد أشارت إدارة الغذاء والدواء إلى أن النتائج السلبية الخاطئة قد تحدث مع أيِّ اختبارٍ جزيئي للكشف عن الفيروس إذا حدثت طفرةٌ في جزءٍ من جينوم الفيروس الذي يفحصه الاختبار.
كيف سيؤثر ذلك؟
إدارة الغذاء والدواء أوردت أن خطر تأثير هذه الطفرات على دقة الاختبار منخفض. وإذا اشتُبِهَ في الإصابة بكوفيد-19 بعد اختبارٍ سلبي، توصي الإدارة بتكرار الفحص باختبارٍ مختلف.
كما تشير الإدارة إلى أن الاختبارات الثلاثة للكشف عن الإصابة بكوفيد-19 المُصرَّح بها في الولايات المتحدة قد تتأثَّر بالمتغيِّرات الجينية، لكن هذا التأثير "لا يبدو كبيراً".
ولاحظت أيضاً أنه نظراً إلى أن اختباريّ TaqPath وLinea يكشفان أهدافاً وراثية متعدِّدة، فلا ينبغي أن تتأثَّر حساسيتهما في الكشف عن الإصابة بالفيروس. ومع ذلك إذا ظهرت أنماطٌ معينة في النتائج الفردية من تلك الاختبارات، فقد تنظر المختبرات في مزيدٍ من التسلسل الجيني للعيِّنات.
مراجعة البيانات
وقالت الإدارة في رسالتها إلى المختبرات ومقدِّمي الرعاية الصحية إن ذلك "قد يساعد في التعرُّف المبكِّر على المتغيِّرات الجديدة لدى المرضى لتقليل انتشار العدوى"، مشيرةً إلى أن المتغيِّر B.1.1.7 ارتبط بزيادة مخاطر الانتقال.
وقال الدكتور ستيفن هان، مُفوَّض إدارة الغذاء والدواء في البيان: "ستواصل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مراقبة المتغيِّرات الفيروسية الوراثية لكوفيد-19 لضمان استمرار الاختبارات المُصرَّح بها في تقديم نتائج دقيقة للمرضى".
وقال هان: "بينما تستمر هذه الجهود فإننا نعمل مع مُطوِّري الاختبارات المُعتَمَدين ومراجعة البيانات الواردة للتأكُّد من أن مقدِّمي الرعاية الصحية يمكنهم التشخيص السريع والدقيق للمرضى المصابين بفيروس كوفيد-19، بما في ذلك أولئك المصابين بمتغيِّرات جينية ناشئة".
أخطر مما كنا نتوقع
في وقت سابق، كشفت وكالة Bloomberg الأمريكية أن سلالة فيروس كورونا الجديدة التي ظهرت مؤخراً في المملكة المتحدة تتمتع بقابليةٍ أكبر للانتقال ويبدو أنّها تُؤثّر على نسبةٍ أعلى من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً، وفقاً لتقريرٍ من كلية لندن الإمبراطورية وغيرها من الجماعات العلمية.
وقال العلماء إنّ هذه الطفرة تمتلك "أفضليةً أكبر في الانتقال" وهي مرتبطة بـ"نمو الجائحة في جميع المناطق تقريباً"، إذ يُمكنها أن ترفع معدّل تكاثر الفيروس، الذي يُشير إلى عدد الأشخاص الذين يُمكن للمريض أن يُعديهم، بنسبةٍ تصل إلى 0.7% وفقاً للباحثين.
يأتي هذا بعد أن كشفت بريطانيا في وقت سابق أن انتشار فيروس كورونا المستجد في المملكة المتحدة تزايد نتيجة سلالة جديدة منه "تنتقل بسهولة أكبر بكثير".
صغار السن لن يكونوا بمأمن
نيل فيرغسون، الأستاذ بكلية لندين الإمبراطورية، الذي عمل على نمذجة التفشي، قال: "هذا سيجعل السيطرة أكثر صعوبة ويزيد إلحاح طرح اللقاح في أسرع وقتٍ ممكن".
وقال العلماء إنّه من المحتمل أنّ تكون السلالة الجديدة تُصيب صغار السن أكثر لأنّ البحث أُجرِيَ خلال وقت الإغلاق ولكن المدارس كانت ما تزال مفتوحة.
كما وجدت الدراسة أنّ تدابير التباعد الاجتماعي التي نجحت ضد السلالات السابقة من الفيروس لم تكُن كافيةً لاحتواء انتشار السلالة الجديدة. وقد قالت الحكومة في وقتٍ سابق إنّ السلالة الجديدة أكثر قابليةً للانتقال من النسخ الأخرى بنسبة تصل إلى 70%، دون تقديم وثائق تُثبت ذلك.
كما استخدم الباحثون الأدوات الإحصائية لتقييم الرابط بين قابلية الانتقال وبين تكرار السلالة الجديدة في جميع أنحاء المملكة المتحدة. وقال فيرغسون إنّ تلك البيانات كانت معروفة لمن وضعوا خطط الجائحة في الحكومة خلال الأسابيع الأخيرة.