قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع أمراً تنفيذياً يحظر إجراء أي تعاملات مع ثمانية من التطبيقات الصينية منها تطبيق أليباي التابع لمجموعة آنت للدفع عبر الهاتف المحمول.
يمثل ذلك تصعيداً للتوتر مع بكين قبل أسبوعين فحسب من تولي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه، وخروج الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، من البيت الأبيض، وفق ما ذكرته وكالة رويترز الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021.
إذ قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية لرويترز إن هذه الخطوة تهدف للحد من المخاطر التي يتعرض لها الأمريكيون من التطبيقات الصينية التي تمتلك قواعد ضخمة للمستخدمين وقدرة على الوصول لبيانات حساسة.
حظر التطبيقات الصينية "لحماية الأمن القومي"
جاء في الأمر التنفيذي الصادر الثلاثاء 5 يناير/كانون الثاني، أن على الولايات المتحدة أن تتخذ تدابير قوية في مواجهة التطبيقات الصينية لحماية الأمن القومي.
يكلف الأمر وزارة التجارة بتحديد التعاملات التي سيتم حظرها في غضون 45 يوماً ويستهدف تطبيقي "كيو كيو واليت" و"وي تشات باي" التابعين لمجموعة تنسنت هولدينجز.
وردت في الأمر التنفيذي أيضاً أسماء التطبيقات "كام سكانر، وشير إت، وتنسنت كيو كيو، وفي ميت" التابع لشركة "يو.سي ويب" التابعة لمجموعة علي بابا و"دبليو.بي.إس أوفيس" التابع لشركة بكين كينغ سوفت أوفيس سوفت وير.
يقول الأمر: "بالنفاذ إلى الأجهزة الإلكترونية الشخصية مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر يمكن لتطبيقات البرمجيات المتصلة بروابط صينية الوصول إلى، والتقاط، شرائح كبيرة من المعلومات من المستخدمين بما فيها معلومات حساسة… ومعلومات خاصة".
كيف ردت بكين على قرار ترامب؟
بينما قالت هوا تشون ينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، الأربعاء، في إفادة صحفية، إن الصين ستتخذ كل التدابير الضرورية لحماية الحقوق المشروعة للشركات في ضوء قرار ترامب.
كما أضافت أن الولايات المتحدة تسيء استخدام قوتها وتعمل دون مبرر معقول على كبح الشركات الأجنبية.
فيما يهدف الأمر التنفيذي إلى تعزيز السياسة المتشددة التي انتهجها ترامب تجاه الصين قبل تنصيب بايدن الديمقراطي رئيساً في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
مع العلم أنه يجوز لبايدن إلغاء الأمر الرئاسي عندما يتولى المنصب. ولم يرد فريق بايدن الانتقالي على طلب تعليق على الأمر.
مزيد من التوتر بين الصين وأمريكا
قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جاء ليؤكد التوتر بين الولايات المتحدة والصين بسبب تعامل بكين مع تفشي كورونا والإجراءات التي تتخذها في هونغ كونغ والحرب التجارية المستمرة منذ نحو عامين.
كما أثار مشرعون أمريكيون مخاوف تتعلق بالأمن القومي إزاء تعامل التطبيق الصيني "تيك توك" مع بيانات المستخدمين، قائلين إنهم "يشعرون بالقلق حيال القوانين الصينية التي تتطلب من الشركات المحلية دعم عمل المخابرات التي يسيطر عليها الحزب الشيوعي الصيني والتعاون معها".
ليست الولايات المتحدة هي الوحيدة التي تبحث موضوع حظر التطبيقات الصينية، فقد صرح السيناتور الأسترالي جيم مولان نائب رئيس قسم التدخل الخارجي في تصريحات لصحيفة الغارديان بأن "تيك توك" قد يكون "خدمة للتجسس ولجمع البيانات متخفياَ في صورة تطبيق للتواصل الاجتماعي"، وطالب المستخدمين الأستراليين بـ"الحذر والتدقيق".
فيما اتهم النائب الوطني جورج كريستنسن الصين والحزب الشيوعي الحاكم بإساءة استخدام التطبيق ودعا إلى حظره، كما حث رئيس الوزراء سكوت موريسون الأشخاص الذين يحملون بياناتهم إلى التطبيق، على توخي الحذر.