قالت صحيفة "معاريف" العبرية، مساء الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني 2021، إن إسرائيل نشرت منظومة القبة الحديدية في مدينة إيلات (جنوب)؛ تحسباً لهجوم من قِبل جماعة الحوثي في اليمن، وقد أكدت الصحيفة أن ذلك كان خلال الأيام الأخيرة بالمدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر.
تصعيد غير مسبوق
وقالت الصحيفة، إن هذه الخطوة جاءت في ظل "تهديدات من قِبل الميليشيات الحوثية الموالية لإيران باليمن، وكذلك العناصر الإرهابية الموجودة في شبه جزيرة سيناء المصرية"، دون مزيد من التفاصيل.
إذ تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران خلال الفترة الأخيرة، على خلفية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في العاصمة الإيرانية طهران، واتهام مسؤولين إيرانيين إسرائيل بالضلوع في مقتله.
من جهتها، كانت قناة "كان" الإسرائيلية قد ذكرت السبت 2 يناير/كانون الثاني، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم إيراني تقوم به ميليشيات عراقية أو يمنية.
وقالت القناة الرسمية، إن الجيش الإسرائيلي أجرى خلال الأسبوع الماضي، تقييمات حول إمكانية نشر إيران قوات موالية لها في اليمن أو العراق، من أجل مهاجمة إسرائيل بصواريخ أو طائرات دون طيار.
تأهب أمريكي إسرائيلي
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الأحد 3 يناير/كانون الثاني 2021، أن حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" ستبقى في الخليج، بسبب "التهديدات الأخيرة" من جانب إيران، وذلك عقب تقارير أشارت إلى أنها ستعود إلى قاعدتها بالولايات المتحدة، فيما اعتبره البعض مؤشراً على خفض التصعيد.
تُجري حاملة الطائرات "نيميتز" دوريات في مياه الخليج منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لكن وسائل إعلام أمريكية كانت قد قالت هذا الأسبوع، إن كريستوفر ميلر، القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، أمر بعودة حاملة الطائرات إلى قاعدتها.
صحيفة "نيويورك تايمز" كانت قد نقلت أيضاً عن مسؤولين أمريكيين، أن هذه الخطوة، إشارة إلى "خفض التصعيد"، موجّهة إلى طهران؛ تجنباً لحدوث صدام في الأيام الأخيرة للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في منصبه.
غير أن ميلر أصدر، الأحد، بياناً معاكساً قال فيه إنه "بالنظر إلى التهديدات الأخيرة التي أصدرها القادة الإيرانيون ضد الرئيس ترامب ومسؤولين حكوميين أمريكيين آخرين، فقد أمرتُ حاملة الطائرات (نيميتز) بوقف إعادة انتشارها الروتينية"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
ميلر أشار في البيان إلى أن "حاملة الطائرات (نيميتز)" ستبقى الآن في موقعها بمنطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية. لا ينبغي لأحد أن يشكك في عزم الولايات المتحدة الأمريكية".
يأتي هذا البيان بعد عام على مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي، أبومهدي المهندس، في ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد.
أثارت تلك الضربة العداء القديم الذي يمتد لأربعين عاماً بين طهران وواشنطن، إضافة إلى مخاوف من مواجهة في العراق حيث تملك كلتاهما نفوذاً واسعاً.
كان آلاف العراقيين قد تظاهروا، الأحد، في الذكرى الأولى لمقتل سليماني والمهندس، مرددين هتافات، من بينها "كلا كلا أمريكا" و"الانتقام"، كما أقيمت في إيران فعاليات عدة، إحياءً لذكرى مقتل سليماني.
اتهامات متبادلة
وعشية ذكرى مقتل سليماني، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تغريدة، إن "عملاء استفزازيين إسرائيليين يخططون لشن هجمات على الأمريكيين في العراق"؛ لوضع الرئيس الأمريكي دونالد "ترامب في مأزق، بسبب حرب ملفقة".
كذلك اعتبر ظريف، مساء الأحد، أن الرئيس الأمريكي هو "الإرهابي الرئيسي".
إلا أن وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، رفض تصريحات إيران بأن إسرائيل تحاول خداع الولايات المتحدة لشن حرب على طهران، ووصفها بأنها "هراء".
أيضاً اتهمت طهران الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته، بالسعي إلى اختلاق "ذريعة" لشن "حرب" قبل خروجه من البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني، بعد ولاية شن خلالها حملة "ضغوط قصوى" على طهران.
وكان ترامب قد اتهم طهران بالوقوف وراء هجوم صاروخي استهدف السفارة الأمريكية في بغداد في 20 ديسمبر/كانون الأول 2020.
يُشار إلى أن المواقف المتشددة لطهران وواشنطن، طوال العام الماضي، أثارت مخاوف من اندلاع صراع بين الطرفين يكون العراق مسرحاً له.