صادق مجلس العموم البريطاني، الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول 2020، على الاتفاق التجاري الذي ينظم العلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد الانفصال (بريكست)، وذلك بعد توقيع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وقبله رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عليه.
ووقّعت بريطانيا والاتحاد الأوروبي على الاتفاق، الأربعاء، ليضع البرلمان البريطاني اللمسات الأخيرة على تنفيذه، منهياً مفاوضات دامت أربع سنوات، ومحافظاً على تجارة تجمعهما يقترب حجمها من التريليون دولار سنوياً.
حيث صادق مجلس العموم البريطاني على الاتفاق بغالبية ساحقة، فقد نال النص تأييد 521 عضواً فيما عارضه 73، علماً أن النص أُحيل إلى مجلس اللوردات لإقراره سريعاً، فيما أعطت الملكة إليزابيث موافقتها الأخيرة على التشريع، مما يمكن الحكومة من تنفيذ الاتفاق مع نهاية الخميس.
وقال مجلس اللوردات على تويتر بعد منتصف الليل: "تمت إحاطة مجلس اللوردات بالموافقة الملكية على قانون (العلاقة المستقبلية مع) الاتحاد الأوروبي".
وفي جلسة برلمانية انعقدت خصيصاً للتصويت على الاتفاق، عبّر جونسون عن أمله في العمل "يداً بيد" مع الاتحاد الأوروبي حينما تتشارك المصالح.
كما قال: "البريكست ليس نهاية بل بداية"، في إشارة لاتفاق الانفصال عن الاتحاد. وتابع: "المسؤولية الآن تقع على عاتقنا جميعاً للاستفادة بأقصى قدر من السلطات التي استعدناها والأدوات التي استرددناها بين أيدينا".
اتفاق بريكست صعب
وكان الاتفاق محل انتقاد على عدة أصعدة منذ التوصل إليه في 24 ديسمبر/كانون الأول، حيث يقول حزب العمال المعارض إنه ضعيف جداً ولا يحمي التجارة في قطاع الخدمات، كما يشعر العاملون في قطاع الصيد بالغضب قائلين إن جونسون تخلى عن مصالحهم، في حين أن وضع أيرلندا الشمالية لا يزال محاطاً بقدر كبير من الغموض.
ومع هذا نال جونسون تأييد الصقور من المؤيدين للانفصال عن الاتحاد الأوروبي داخل حزبه، مما نتج عنه انفصال أكثر قوة مما تخيله كثيرون عندما صدمت بريطانيا العالم عام 2016 بتأييدها الخروج من الاتحاد.
وقال النائب بيل كاش، المتشكك منذ فترة طويلة في جدوى العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، إن جونسون أنقذ ديمقراطية بريطانيا من أربعة عقود من "الخضوع" لبروكسل.
وقال جونسون إنه يأمل في وضع نهاية "لمسألة علاقات بريطانيا السياسية القديمة المنهَكة المحيرة مع أوروبا" وفي أن يصبح بدلاً من ذلك "أخلص صديق وحليف للاتحاد الأوروبي".
وفي وقت سابق من اليوم ومن أمام خلفية من أعلام الاتحاد الأوروبي، وقّع مسؤولون بالاتحاد على المعاهدات التي تم التوصل إليها في 24 ديسمبر/كانون الأول.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان: "أهم شيء للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة هو التطلع للأمام وفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما".