قال مسؤولان في حلف الناتو ومسؤول دفاعي سابق في إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، إن الأجواء التي تتعامل الولايات المتحدة وحلفاؤها فيها مع تداعيات "القرصنة الروسية"، والتوترات المتزايدة مع إيران "جد متوترة".
موقع Business Insider الأمريكي أشار الخميس 31 ديسمبر/كانون الأول 2020، إلى أن رفض إدارة ترامب الموشكة على المغادرة تنسيق تسليم البنتاغون مع فريق بايدن القادم، فضلاً عن منح مناصب مدنية بالجملة في اللحظة الأخيرة إلى شخصيات أمنية وطنية هامشية، يأتي في وقت عصيب للأمن القومي الأمريكي.
توتر بين واشنطن وحلفائها في الناتو
إذ وصف مسؤولان في حلف الناتو ومسؤول دفاعي سابق في إدارة أوباما تواصل معه موقع Business Insider الأمريكي البيئة المتوترة التي تتعامل الولايات المتحدة وحلفاؤها فيها مع تداعيات القرصنة الروسية الشاملة على الأنظمة الحاسوبية للحكومة الأمريكية، بالإضافة إلى التوترات المتزايدة مع إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
قال مسؤول بارز في حلف الناتو: "لقد شهدنا اختراقاً تاريخياً للشبكات الرئيسية للحكومة الأمريكية، بينما تقاتل القوات الأمريكية وحلفاء الناتو معاً في العراق وأفغانستان وسوريا وشرق إفريقيا، ويأتي هذا في الذكرى السنوية لاغتيال سليماني الذي تعهدت طهران بالانتقام له".
في إشارة إلى الجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي قتلته الولايات المتحدة في غارة بطائرة مُسيَّرة في العراق يوم الثالث من يناير/كانون الثاني.
كما انتقد المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، الحليف الرئيسي في حلف الناتو. وكان المصدر قد تحدث في اليوم نفسه الذي نقلت فيه الولايات المتحدة عدة قاذفات B-52 إلى الشرق الأوسط، في استعراض قوة من شأنه ردع أي تحرك إيراني.
"أحمق وأناني" يدعى دونالد ترامب
قال المسؤول في حلف الناتو أيضاً إن رفض تنسيق تسليم أقوى قوة عسكرية في العالم بطريقة متحدة ومسؤولة لن يكون متصوراً في سجلات التاريخ. ناهيك بالطبع عن أننا في 2020 ونحن نتحدث عن أحمق أناني وغير مسؤول يُدعى دونالد ترامب.
من وجهة نظر الحلفاء في حلف الناتو، يقول المسؤول، نفهم أن هذا وضع صعب بالنسبة لحلفائنا الأمريكيين، لكن هناك وضع أمني مهم قائم مع إيران يمكن أن ينفجر في أي وقت، بالإضافة إلى وجود دليل واضح على أن العديد من شبكات الحاسوب الآمنة الأمريكية تعرضت للاختراق من قبل روسيا.
كما أضاف قائلاً: "نحن بحاجة إلى إطلاع إدارة بايدن القادمة بشكل كامل، والتجهز للتعامل مع هذه القضايا الخطيرة للغاية التي تواجه أمن حلف الناتو".
كان البنتاغون قد أجرى بعض الاجتماعات مع فريق بايدن، وفقاً لسو غوف، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية. رغم أن أحدها، حول الاختراق الروسي لأعلى مستويات إدارة ترامب، لم يجري إلا في 30 ديسمبر/كانون الأول، وهو اليوم الذي طلب فيه موقع Business Insider التعليق.
تحركات "مريبة" للجيش الأمريكي بالخليج
مخاوف حلف الناتو زكتها التحركات الأمريكية الأخيرة في الخليج، إذ كشفت وسائل إعلام أمريكية، الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول، أن قاذفتين أمريكيتين تقومان بمهمة جديدة للمرة الثانية هذا الشهر بالشرق الأوسط، على خلفية ما وصفته بتهديدات جديدة من إيران مع اقتراب الذكرى السنوية لمقتل قاسم سليماني.
صحيفة Washington Post الأمريكية قالت إن قاذفتين أمريكيتين من طراز "بي 52" حلَّقتا لمدة 30 ساعة أو أكثر، في مهمة ذهاب وإياب من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط؛ لتوجيه تحذير جديد إلى طهران، بعد أن كشفت تقارير عن استعداد الأخيرة لشن هجمات ضد أهداف حليفة للولايات المتحدة بالعراق والدول المجاورة في الأيام المقبلة، وفقاً لما أفاد به مسؤول عسكري رفيع في الجيش الأمريكي.
كما قالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان لها، إن القاذفات التي انطلقت من قاعدة مينوت الجوية في نورث داكوتا، صباح الثلاثاء، للمرة الثالثة خلال الأيام الـ45 الماضية، تقوم بمهام ردع فوق الخليج العربي برفقة حراسة مقاتلة، مشيرة إلى أن القاذفات الأمريكية حلَّقت دون وقوع أي حوادث.
إيران تجهِّز للرد وواشنطن تستعد
في وقت سابق كشف موقع Politico الأمريكي، نقلاً عن مسؤول عسكري، أن الجيش الأمريكي في حالة تأهب قصوى، ويستعد لتعزيز قواته في الشرق الأوسط، رداً على هجوم إيراني محتمل، وهو ما يخشاه حلفاء ترامب في حلف الناتو.
كما أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية بدورها، تحليق قاذفتين من طراز "بي 52" فوق مياه الخليج العربي، وسط تهديدات الحرس الثوري الإيراني بالرد على تحركات "الأعداء".
فيما كشف مسؤول أمريكي للصحيفة أن هناك مؤشرات مقلقة بشأن هجوم إيراني محتمل عن طريق ميليشيات إيرانية في العراق، والبنتاغون يراقب الأمر.
أمريكا تعزز مراقبتها للمنطقة
في الأيام الماضية شدد الجيش الأمريكي مراقبته للمنطقة، إذ قام بإعادة حاملة الطائرات "USS Nimitz" إلى الشرق الأوسط، وإرسال سرب إضافي لطائرات مقاتلة من أوروبا.
في تعليقه على هذه الخطوات قال المسؤول العسكري، الذي فضَّل عدم نشر اسمه، إن تحركات واشنطن الأخيرة في الشرق الأوسط تهدف إلى ردع إيران عن اتخاذ أي إجراء عدواني ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف في المنطقة من جرّاء مقتل العالم النووي فخري زادة.
بينما كشفت القيادة الوسطى الأمريكية أن إيران ما زالت تبحث عن طريقة للرد والانتقام لمقتل عالمها فخري زاده. وأكدت أنه بعد مقتل قاسم سليماني أصبحت إيران تواجه صعوبة في تنسيق الأمور بالعراق.