في آخر مؤتمر صحفي لها خلال العام الجاري، دعت منظمة الصحة العالمية، الإثنين 28 ديسمبر/كانون الأول 2020، إلى الاستعداد لما هو أسوأ بشأن تفشي جائحة "كوفيد-19″، مؤكدة أن العالم غير قادر على إدارة الجائحة الحالية، ولا يزال بعيداً عن الجاهزية لمكافحة جائحات مستقبلية.
حيث حذّر مايكل راين، مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، من خطورة الأمر، قائلاً: "هذه الجائحة شديدة الحدية. وقد تفشت سريعاً في مختلف أنحاء العالم، وبلغت كل أصقاع الكوكب، لكنها ليست بالضرورة الأسوأ"، مضيفا: "إنه جرس إنذار".
والفيروس، وفقاً لراين، يتفشى بسهولة كبيرة ويفتك بالبشر، إلا أن معدل وفياته منخفض نسبياً مقارنة بأمراض جديدة أخرى.
وأظهر إحصاء لوكالة رويترز، اليوم الثلاثاء 29 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن أكثر من 80.86 مليون أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليون و769444.
وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019.
من جهته، قال بروس إيلوارد، مستشار منظمة الصحة، إنه رغم الإنجازات التي تحقّقت على صعيد مكافحة "كوفيد-19" بما في ذلك إنتاج لقاحات فاعلة في وقت قياسي، لا يزال العالم بعيداً عن الجاهزية لمكافحة جائحات مستقبلية.
و"العالم الآن في الموجتين الثانية والثالثة من هذا الفيروس، لكننا مازلنا غير جاهزين وغير قادرين على إدارة الجائحة"، يؤكد إيلوارد الذي أضاف أنه "رغم أننا أكثر جاهزية، لسنا جاهزين تماماً للجائحة الحالية، ونحن أقل جاهزية لتلك المقبلة".
وتحوُّر الفيروس التاجي سيستمر في المستقبل، حسبما قالت ماريا فان كيركوف، مسؤولة إدارة الوباء في منظمة الصحة العالمية.
إذ قالت الخبيرة الدولية في هذا الشأن: "سوف تستمر الطفرات، لأنها عملية طبيعية. وهذا لا يؤثر بشكل خاص على الفيروس ذاته، لكننا بحاجة إلى الاستمرار في دراسة هذه الخيارات، بما في ذلك من وجهة نظر إمكانية انتقال العدوى"، مشيرة إلى أن "منظمة الصحة العالمية تواصل مراقبة الوضع عن كثب، والعمل مع الخبراء حول العالم الذين يدرسون الطفرات".
والمنظمة الدولية لديها مجموعاتها من المتخصصين الذين يدرسون أنواعاً جديدة من فيروس كورونا، وسيتم استلام نتائج عملهم خلال الأيام والأسابيع المقبلة، وفقاً لما كشفته كيركوف.
بدوره، تطرق تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، للجانب الإيجابي للأزمة الراهنة، قائلاً: "على صعيد الإدراك، أعتقد أننا جاهزون"، مشدداً على أن الوقت قد حان "لأخذ الأمور بجدية كبيرة؛ فالأوضاع تتطلّب طموحاً أكبر".
أوروبا تتهم روسيا بتشويه سمعة لقاحاتها الخاصة بكورونا
وفي سياق آخر، اتهم الاتحاد الأوروبي، الإثنين 28 ديسمبر/كانون الأول 2020، روسيا باللجوء إلى التضليل لتشويه سمعة اللقاحات الأخرى المضادة لفيروس كورونا، لبيع لقاحها الخاص.
وعلى مدونته الخاصة، أشار الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، إلى أهمية مكافحة التضليل في الوسط الافتراضي.
ولفت إلى أن جهات حكومية أو غير حكومية تنتهك في بعض الأحيان الأسس المشروعة في الدبلوماسية العامة، مؤكدا أن بعض الجهات تعتقد أن الطريق الذي تسير فيه هو الطريق الوحيد الفاعل، وتحاول تشويه سمعة الآخرين.
حيث ذكر المسؤول الأوروبي أن "بعض الجهات الخارجية شرعت في حملات تضليل من خلال نشر معلومات كاذبة أو مضللة"، مضيفا: "على سبيل المثال، يتعرض مطورو اللقاحات الغربيون للسخرية من قبل وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة في روسيا".
و"السخرية الروسية وصلت إلى حد ادعاءات سخيفة بأن البشر سيتحولون إلى قرود، إذا ما تلقوا اللقاحات الأخرى غير الروسية"، يقول بوريل.