قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الإثنين 28 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن مقدار العقوبة التي سلّطتها محكمة سعودية على الناشطة لجين الهذلول جاء بناء على طلب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفق ما نقلته الصحيفة عن مستشارَين للعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز لم تسمّهما.
كما أوضحت الصحيفة الأمريكية أن محمد بن سلمان يسعى لتخفيف الضغوط على الرياض من جانب الولايات المتحدة، ولذلك فقد وجّه بإصدار هذا الحكم على لجين، والذي يتضمن سجنها لفترة طويلة، لكن يسمح بخروجها من محبسها بعد 3 أشهر.
صحيفة "سبق" السعودية قالت، الإثنين، إن المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أدانت الهذلول بـ"ثبوت تورطها في عدد من النشاطات المجرّمة بموجب نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، وقضت المحكمة بإيقاع عقوبة السجن بحقها لمدة 5 سنوات و8 أشهر"، على حد تعبير قرار المحكمة.
فيما أرفقت الحكم بوقف تنفيذه لمدة سنتين و10 أشهر، ما يجعل الإفراج عنها ممكناً في وقت قريب.
فيما بدت الهذلول، التي ظلت إلى حد كبير في الحبس الانفرادي وأضربت عن الطعام لمدة أسبوعين في نوفمبر/تشرين الثاني احتجاجاً على ظروف سجنها، ضعيفة جسدياً في المحكمة، وكان جسدها يرتجف ويصاب بإغماء، حسبما أفادت الصحيفة الأمريكية.
قضية لجين الهذلول "تُحرج" محمد بن سلمان
كانت الرياض اعتقلت الهذلول (31 عاماً) في مايو/أيار 2018، حيث حوكمت بموجب "نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله"، فيما توقعت شقيقتها لينا الهذلول أن يتم الإفراج عن شقيقتها في غضون شهرين تقريباً.
لكن الصحيفة الأمريكية قالت إن هناك "اندفاعاً واضحاً من جانب الرياض وولي العهد محمد بن سلمان لإنهاء القضية بعد عقد 6 جلسات لمحاكمة في أسبوعين ونصف، وذلك ضمن محاولة لإزالة مصدر محتمل للصراع مع الإدارة الأمريكية الجديدة"، وهو ما يسعى محمد بن سلمان إلى تجنبه.
فقد اتهم محمد بن سلمان ناشطات حقوق المرأة بالتجسس لصالح الخصمين الإقليميين قطر وإيران.
في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن الهذلول نقلت معلومات سرية إلى دول غير صديقة، نافياً أن يكون النشاط الحقوقي للهذلول سبباً لاعتقالها.
مع ذلك، لم تعلن السعودية عن أي دليل لدعم هذه الادعاءات، في وقت تقول فيه عائلة الهذلول إن الدليل الوحيد المقدم ضد لجين في المحكمة كان تغريدات عن قيادة المرأة للسيارة ومقاطع فيديو لها تناقش وصاية الرجل على المرأة والذي ألغي بعد وقت قليل من اعتقالها.
كما اتهمت لينا الهذلول، المقيمة في بروكسل، السلطات السعودية بتعذيب شقيقتها بالصعق الكهربائي والجلد، إضافة إلى التحرش الجنسي، وهي مزاعم نفتها الرياض مراراً.
انتقادات أممية وحقوقية للرياض
إذ تسببت هذه القضية في انتقادات لاذعة من قبل منظمات حقوق الإنسان العالمية للسعودية وسجلها الحقوقي وحرج لولي العهد محمد بن سلمان، بما في ذلك الأمم المتحدة التي دعت، الإثنين، السلطات السعودية إلى إطلاق سراح مبكر للناشطة لجين الهذلول، التي حكم عليها بالسجن لخمس سنوات وثمانية أشهر.
فيما انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش الطبيعة "الاستعجالية" لإدانة الهذلول، وقالت إن الحكومة حاولت وصم الهذلول بأنها "جاسوسة" في محاكمة "سخرت من الإجراءات القانونية".
العائلة تعقّب على الحكم
من جانبهم، أكد أشقاء الناشطة السعودية لجين الهذلول، علياء ولينا ووليد، الأنباء التي نشرتها وسائل إعلام سعودية محلية عن صدور حكم ضد لجين بالحبس لمدة 5 سنوات و8 أشهر مع وقف تنفيذ عامين و10 أشهر من العقوبة.
فقد أكدت لينا الهذلول، عبر حسابها على تويتر، نبأ حكم السجن الصادر ضد لجين مع إيقاف التنفيذ لفترة من العقوبة، إلا أنها أضافت أن هناك حكماً آخر بمنع السفر لمدة 5 سنوات.
تابعت لينا بالقول إنه مع احتساب مدة وقف التنفيذ والمدة التي قضتها لجين بالفعل في السجن منذ مايو/أيار عام 2018، فقد يتم إطلاق سراح لجين خلال شهرين تقريباً، مشيرة إلى أن لجين والادعاء العام ما زال بإمكانهما الاستئناف على الحكم.
من جانبها، أضافت علياء الهذلول، عبر حسابها على تويتر، أن "الغريب في الموضوع أن الإعلام السعودي نشر الحكم على لجين بالسجن قبل أن نعرف نحن إخوتها بالحكم". وأضافت أيضاً أن لجين "يحق لها الخروج من السجن خلال شهرين".
تابعت علياء بالقول: "كنت زعلانة على الحكم، لكن لما شفت إن الكل يقدم لي التهاني والكل متحمس لخروج لجين خلال شهرين، عرفت إن الناس تعتبر هذا الحكم انتصاراً للجين والكل متفهم إن الحكومة محتاجة لحفظ ماء الوجه".
الهذلول تعاني في السجن
كانت عائلة الهذلول قد أكدت مراراً أن الاتهامات الموجهة إلى الهذلول ليست صحيحة، وأن الناشطة تتعرض لضغوط كبيرة داخل السجن، فضلاً عن دخولها في مرحلة ما من اعتقالها في إضراب عن الطعام.
عائلة الهذلول كانت قد أكدت أيضاً، في وقت سابق، أن لجين تتعرض للتعذيب، وأن مسعود القحطاني المستشار السابق لوليّ العهد محمد بن سلمان شارك بنفسه في تهديدها وتعذيبها.
في مقابلة سابقة مع صحيفة The Time البريطانية، أكدت علياء الهذلول، شقيقة لجين، أن الأخيرة بالكاد تمشي بسبب تدهور وضعها الصحي، وأن هناك علامات في جميع أنحاء جسدها جراء التعذيب.