كلّفت الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية والمناخية التي شهدها العالم في 2020 حوالي 150 مليار دولار، في ارتفاع عن عام 2019. وحصدت هذه الكوارث أرواح 3500 شخص على الأقل، وشرّدت 13.5 مليون شخص تقريباً.
حيث كشف تقرير جديد نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 28 ديسمبر/ كانون الأول 2020، أن أعلى 10 كوارث مناخية من حيث التكلفة خلال العام الجاري قوبلت بتعويضات عن الضرر قيمتها 150 مليار دولار، في ارتفاع عن عام 2019؛ مما يعكس التبعات طويلة المدى للاحتباس الحراري.
وكانت التكلفة الحقيقية للكوارث الناجمة عن تغير المناخ في العام الجاري أعلى بكثير في الواقع، لأن معظم الخسائر كانت غير مُؤمَّن عليها، وذلك وفقاً للتقرير الذي نُقل عن دراسة نُشِرَت الشهر الماضي في دورية The Lancet.
وحسبما أفاد الإحصاء السنوي لجمعية Christian Aid الخيرية، بعنوان "حساب تكلفة 2020: عام من انهيار المناخ"، يقع العبء الأكبر لهذه الكوارث على الدول الفقيرة.
وبلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الأحداث المتطرفة المتأثرة بالمناخ في البلدان المنخفضة الدخل مُؤمَّن عليها نسبة 4% فقط، مقارنة بـ 60% في الاقتصادات ذات الدخل المرتفع.
وكان من أبرز الكوارث المناخية في 2020، حرائق الغابات التي خرجت عن السيطرة في أستراليا، وعدد قياسي من الأعاصير في المحيط الأطلسي خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حرائق الغابات في كاليفورنيا الأمريكية، إعصار ديريتشو في ولاية آيوا بأمريكا.
من جهتها، قالت كات كرامر، المشرفة على برنامج سياسات المناخ في Christian Aid: "سواء كانت الفيضانات في آسيا، أو الجراد في إفريقيا، أو العواصف في أوروبا والأمريكيتين، فقد استمر تغير المناخ في الازدياد في عام 2020".
ولا شك أن الكوارث المناخية الشديدة تصيب البشرية حتى قبل وقت طويل من الاحتباس الحراري الناتج عن طريقة معيشة الإنسان، والذي عبث بالنظام المناخي للكوكب، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
لكن أكثر من قرن من بيانات درجات الحرارة وهطول الأمطار، إلى جانب عقود من بيانات الأقمار الصناعية عن الأعاصير وارتفاع مستوى سطح البحر، لم تترك أي مجال للشك في أن ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض يُفاقِم تأثير هذه الكوارث.
العالم قد يشهد المزيد من العواصف
ووفقاً للتقرير، يشير الرقم القياسي الذي شهده 2020 من أعاصير المحيط الأطلسي المُسمَاة – التي أسفرت عمّا لا يقل عن 400 حالة وفاة و41 مليار دولار من الأضرار – إلى أن العالم قد يشهد المزيد من هذه العواصف أيضاً.
واضطرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) إلى استخدام الرموز اليونانية لتوثيقها بعد نفاد الأحرف في الأبجدية اللاتينية.
وتتماشى الفيضانات الصيفية الشديدة في الصين والهند، حيث جلب موسم الرياح الموسمية كميات غير طبيعية من الأمطار للعام الثاني على التوالي، مع التوقعات حول كيفية تأثير المناخ على هطول الأمطار.
وترتبط 5 من أكثر الأحداث المناخية المتطرفة والأعلى تكلفة في 2020 بالرياح الموسمية في آسيا، التي كانت ممطرة أكثر من المعتاد.
وكان فيضان 2020 أحد أسوأ الفيضانات في تاريخ بنغلاديش، الذي غمر أكثر من ربع البلاد تحت الماء، وفق تأكيد شاه جهان موندال، مدير معهد إدارة الفيضانات والمياه في جامعة بنغلاديش للهندسة والتكنولوجيا.
وبالمثل، ترتبط حرائق الغابات التي التهمت مساحات قياسية في كاليفورنيا وأستراليا وحتى المناطق النائية في سيبيريا في روسيا، معظمها داخل الدائرة القطبية الشمالية، مع عالم أدفأ، ومن المتوقع أن تزداد سوءاً بارتفاع درجات الحرارة.
وارتفع متوسط درجة حرارة سطح الكوكب بما لا يقل عن 1.1 درجة مئوية في المتوسط مقارنة بأواخر القرن التاسع عشر، مع حدوث الكثير من هذا الاحترار في نصف القرن الماضي وحده. وفي هذا السياق، أشارت سارة بيركنز كيلباتريك، كبيرة المحاضرين في مركز أبحاث تغير المناخ بجامعة نيو ساوث ويلز البريطانية، إلى أن الظواهر المتطرفة هي التي ستُشعِرنا بتأثيرات تغير المناخ، وليست التغيرات المتوسطة.