بعد أيام من الرفض والتعنت، وبضغط من جميع الأطراف، وقّع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، مساء الأحد 27 ديسمبر/كانون الأول 2020، على خطة تحفيز جديدة للاقتصاد قيمتها 900 مليار دولار، تمنح إعانات لملايين الأسر والشركات الصغيرة المتضررة من جائحة كوفيد-19.
وكان ترامب قد وصف مساء الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، خطة الكونغرس للإنعاش الاقتصادي بأنها "عار"، مطالباً بضرورة إدخال تعديلات عليها.
كما وقّع ترامب قانون تمويل الوكالات الفيدرالية، وهو ما سيمنع حصول إغلاق حكومي جديد، بحسب بيان للبيت الأبيض.
وجاء توقيع ترامب بعد يوم من تحذير الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن له من "عواقب وخيمة" إذا استمر في تأخير توقيع خطة التحفيز الاقتصادي، منوهاً إلى احتمال فقدان نحو 10 ملايين أمريكي إعانات مكافحة البطالة.
والتوقيع على حزمة المساعدات أمر بالغ الأهمية، وفقاً لبايدن الذي أكد أن بلاده بحاجة لاتخاذ المزيد من الإجراءات في وقت مبكر من العام الجديد لإنعاش الاقتصاد واحتواء الوباء، بما في ذلك تلبية الحاجة الماسة إلى التمويل لتوزيع اللقاح وزيادة القدرة على إجراء الفحوص.
يُشار إلى أنه انتهت صلاحية برنامجين فيدراليين لإعانات البطالة تمت الموافقة عليهما في مارس/آذار 2020 كجزء من خطة إغاثة أولية لمواجهة فيروس كورونا منتصف ليل السبت 26 ديسمبر/كانون الأول 2020، ما أدى إلى قطع المساعدات عن نحو 12 مليون أمريكي، وفقاً لمركز أبحاث مؤسسة القرن.
وحزمة الإغاثة البالغة 900 مليار دولار التي وافق عليها الكونغرس بأغلبية ساحقة الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2020، بعد شهور من المفاوضات ستمدد تلك الإعانات، بالإضافة إلى مزايا أخرى من المقرر أن تنتهي صلاحيتها في الأيام المقبلة.
لكن في اليوم التالي للموافقة على مشروع القانون، كان ترامب قد أحبط كل الآمال التي أسفرت عنها جهود النواب التي تأخرت طويلاً، رافضاً مشروع القانون، ومشيراً في بادئ الأمر إلى أنه لن يوقِّعه.
ورأى ترامب أن المشروع الذي مرره الكونغرس يخدم أصحاب الشركات الكبرى، ويقدم مساعدات للدول الأجنبية بدل مساعدة المواطنين.
وطالب برفع مبلغ الـ600 دولار المنصوص عليه في مشروع القانون إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، مؤكداً أن التشريع يتضمن الكثير من الإنفاق الزائد على البرامج غير المتصلة بالمسألة.
القانون جاء بعد تسوية مضنية
في المقابل، حضّ بعض الجمهوريين ترامب على تغيير وجهة نظره، مشيرين إلى أن مشروع القانون جاء نتيجة تسوية مضنية.
وقال السيناتور الجمهوري، بات تومي، لقناة فوكس نيوز الأحد "أفهم أنه يريد أن يتذكره الناس بدعوته لإجراء عمليات فحص كبيرة، لكن الخطر هو أنه سيظل في الذاكرة بسبب الفوضى والبؤس والسلوك غير المنتظم".
ومن الناحية النظرية، كان يمكن للكونغرس تجاوز فيتو ترامب.
وسعى الديمقراطيون في الكونغرس، الخميس الماضي، للموافقة على إجراء لزيادة المدفوعات المباشرة تماشياً مع ما يريده ترامب، لكن الجمهوريين عرقلوا تمريره.
واعتُبر ذلك إلى حد كبير خطوة مسرحية تهدف إلى كشف الخلاف بين الجمهوريين والرئيس المنتهية ولايته مع أمل ضئيل في تبني الإجراء.