كشف موقع Axios الأمريكي، الإثنين 28 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن مساعدي الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، قد اضطروا إلى التحايل عليه؛ ليتراجع عن رفضه التوقيع على مشروع قانون إغاثة كورونا.
بحسب الموقع، ونقلاً عن مصدر مطلع لم تُكشف هويته، فإن وزير الخزانة ستيفن منوتشين، وكبير الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثي، اضطرا إلى تحمُّل تصريحات الرئيس الصاخبة، في الوقت الذي كانا يحاولان فيه بكل هدوء، دفعه إلى العدول عن قراره، من خلال "اللعب على نقطة غروره، والإرث الذي سيتركه، كما ذكَّراه بأنه شخص لا يرغب في إيذاء الناس".
المصدر أكد أن محيط الرئيس الأمريكي قد أقنعوه بأن "مشروع القانون ينطوي على أمورٍ رائعة، ومنحوه بعض المكاسب التي يستطيع الإعلان عنها، رغم أنهم لم يُغيّروا شيئاً في الصفقة".
بحسب الموقع، فقد كان إقناع دونالد ترامب العنيد وغريب الأطوار بالتوقيع على مشروع قانون إغاثة كورونا بعد طول انتظار، أشبه بتأدية دور مفاوض للإفراج عن رهائن أو تعطيل قنبلة على وشك الانفجار.
موافقة دونالد ترامب على خطة الإنعاش
بعد أيام من الرفض والتعنت، وبضغط من جميع الأطراف، وقّع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، مساء الأحد 27 ديسمبر/كانون الأول 2020، على خطة تحفيز جديدة للاقتصاد قيمتها 900 مليار دولار، تمنح إعانات لملايين الأسر والشركات الصغيرة المتضررة من جائحة كوفيد-19.
وكان ترامب قد وصف، مساء الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، خطة الكونغرس للإنعاش الاقتصادي بأنها "عار"، مطالباً بضرورة إدخال تعديلات عليها.
كما وقّع ترامب قانون تمويل الوكالات الفيدرالية، وهو ما سيمنع حصول إغلاق حكومي جديد، بحسب بيان للبيت الأبيض.
وجاء توقيع دونالد ترامب، بعد يوم من تحذير الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن له من "عواقب وخيمة" إذا استمر في تأخير توقيع خطة التحفيز الاقتصادي، منوهاً إلى احتمال فقدان نحو 10 ملايين أمريكي إعانات مكافحة البطالة.
والتوقيع على حزمة المساعدات أمر بالغ الأهمية، وفقاً لبايدن الذي أكد أن بلاده بحاجة لاتخاذ مزيد من الإجراءات في وقت مبكر من العام الجديد؛ لإنعاش الاقتصاد واحتواء الوباء، ومن ضمن ذلك تلبية الحاجة الماسة إلى التمويل لتوزيع اللقاح وزيادة القدرة على إجراء الفحوص.
يُشار إلى أنه انتهت صلاحية برنامجين فيدراليين لإعانات البطالة، تمت الموافقة عليهما في مارس/آذار 2020، كجزء من خطة إغاثة أولية لمواجهة فيروس كورونا، منتصف ليل السبت 26 ديسمبر/كانون الأول 2020؛ ما أدى إلى قطع المساعدات عن نحو 12 مليون أمريكي، وفقاً لمركز أبحاث مؤسسة القرن.
وحزمة الإغاثة البالغة 900 مليار دولار والتي وافق عليها الكونغرس بأغلبية ساحقة، الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2020، بعد شهور من المفاوضات، ستمدد تلك الإعانات، إضافة إلى مزايا أخرى، من المقرر أن تنتهي صلاحيتها في الأيام المقبلة.
لكن في اليوم التالي للموافقة على مشروع القانون، كان ترامب قد أحبط كل الآمال التي أسفرت عنها جهود النواب التي تأخرت طويلاً، رافضاً مشروع القانون، ومشيراً في بادئ الأمر إلى أنه لن يوقِّعه.