في ظل الأجواء الخاصة بالجدل حول مناقشة مشروع قانون مساعدات وتمويل حكومي ضخم متعلق بضحايا وآثار فيروس كورونا، توجَّه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب للعب الغولف لثاني يوم على التوالي خلال عطلة عيد الميلاد (الكريسماس)، وفق تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية يوم الجمعة 25 ديسمبر/كانون الأول 2020.
التقرير أشار إلى أن الفشل في الاتفاق على مشروع قانون الإغاثة سوف يتسبب في حرمان الملايين من الأمريكيين أوضاعهم على المحك من الحصول على شيكات المساعدات.
ترامب يلعب الغولف
كان ترامب قد فاجأ أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي على السواء، عندما عبّر الأسبوع الماضي عن عدم رضاه عن مشروع قانون الإنفاق الضخم الذي يوفر 892 مليار دولار لتخفيف آثار تداعيات فيروس كورونا، تشمل إعانات بطالة ينقضي أجلها السبت و1.4 تريليون دولار لمخصصات حكومية اعتيادية.
لذلك ومن دون توقيع الرئيس يفقد نحو 14 مليون فرد إعانات البطالة بحسب بيانات وزارة العمل، إلى جانب توقف الحكومة عن جانب من أعمالها بدءاً من يوم الثلاثاء، ما لم يوافق الكونغرس على مشروع قانون تمويل حكومي لسد هذه الفجوة قبل ذلك.
في حين لم يكن لدى ترامب أية أنشطة على جدوله الرسمي في اليوم الأول لإجازته الشتوية، الموافق الخميس 24 ديسمبر/كانون الأول 2020، لكنه سافر إلى نادي الغولف في بالم بيتش، حيث التقطت عدسات CNN صوراً له وهو على ملعب الغولف.
في المقابل لم يُعطَ المراسلون تفاصيل عن جدول أعماله لهذا اليوم، لكنهم أُبلِغوا أنه "مع اقتراب موسم الأعياد سيواصل الرئيس ترامب العمل بلا كلل من أجل الشعب الأمريكي. ويتضمّن جدوله العديد من الاجتماعات والمكالمات".
مشروع قانون إنفاق نهاية العام
التقرير أشار إلى أن خسارة ترامب في الانتخابات الرئاسية جاءت فيما لا تزال واشنطن تواجه أزمة بسبب طلبه المفاجئ وفي اللحظات الأخيرة، بأن يمنح مشروع قانون إنفاق لنهاية العام، أغلب الأمريكيين شيكات مساعدة بقيمة 2000 دولار أمريكي، بدلاً من مساعدات بقيمة 600 دولار، التي وافق عليها أعضاء حزبه بالفعل. وسرعان ما رفض الجمهوريون في مجلس النواب الفكرة خلال جلسة نادرة عشية عيد الميلاد؛ ما دفع بالاقتراح إلى طيّ النسيان.
لكن بعد شهور من المشاحنات اتّفق الجمهوريون والديمقراطيون على حزمة التمويل وبدعم من البيت الأبيض، ولم يعترض ترامب الذي يسلم السلطة للرئيس المنتخب جو بايدن، في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، على بنود مشروع القانون قبل طرحه للتصويت في الكونغرس مساء الإثنين.
فيما يشكو ترامب منذ ذلك الحين من أن مشروع القانون يخصص مبالغ مالية ضخمة لمصالح خاصة ومشاريع ثقافية ومساعدات أجنبية، في حين أن الإعانة التي تقدم مرة واحدة لملايين الأمريكيين المتضررين وقدرها 600 دولار للفرد ضئيلة جداً، وطالب برفعها إلى ألفي دولار.
حيث كتب في تغريدة على تويتر في يوم عيد الميلاد الذي قضى معظمه في منتجعه مار الاجو في وست بالم بيتش بولاية فلوريدا "لماذا لا يريد الساسة منح الناس ألفي دولار بدلاً من 600 فقط؟… وفّروا لشعبنا المال!".
موافقة الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري
التقرير أشار إلى أن اتفاق المساعدات الأولى الذي وافق عليه الحزبان اعتُبِر صفقة محسومة، حيث حصل على موافقة كاسحة في مجلسي النواب والشيوخ، بعد تأكيد البيت الأبيض لقادة الحزب الجمهوري أن ترامب يدعمه.
لكن في المقابل، وفي حال رفض ترامب دعم التوقيع على الصفقة المُرفَقَة بمشروع قانون تمويل حكومي بقيمة 1.4 تريليون دولار، فسيدفع الإدارة الفيدرالية إلى حالة إغلاق، بالإضافة إلى تأخير شيكات المساعدات، ووقف إعانات البطالة والحماية من الطرد في خضم المرحلة الأكثر خطورة من الجائحة.
فيما قال مصدر مطلع إن اعتراض ترامب على مشروع القانون فاجأ العديد من المسؤولين في البيت الأبيض. ونظراً لأن استراتيجية الرئيس إزاء مشروع القانون غير واضحة، فإنه لم يستخدم حق الفيتو لمنعه ولا يزال يوجد متسع للتوقيع عليه في الأيام المقبلة.
تصرف عدائي ضد الجمهوريين
التقرير أشار إلى أن ذلك كان تصرفاً عدائياً واضحاً تجاه الجمهوريين في الكونغرس من الرئيس ترامب، الغاضب بسبب خسارته في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أمام الرئيس المُنتَخَب جو بايدن، وذلك محاولة للخروج بمخططات جديدة مشينة بهدف قلب نتائج الانتخابات التي جاءت لصالح الديمقراطيين.
لكن في هذه الأثناء، تُواصل الولايات المتحدة مواجهة أزمة مالية كبيرة، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، مع تسجيل أرقام قياسية من الإصابات والحالات الخطرة المودعة في المستشفيات، وأكثر من 327 وفاة حتى الآن.
في المقابل تحاول رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، نانسي بيلوسي، وكذلك وزير الخزانة ستيفن منوشين، العمل بكل جدية على إنقاذ تشريع نهاية العام لمحاولة منع الإغلاق الحكومي الذي سيتسبب في كارثة اقتصادية للبلاد.
لذلك سوف يعمل الديمقراطيون على استدعاء مُشرِّعي مجلس النواب إلى واشنطن للتصويت يوم الإثنين، 28 ديسمبر/كانون الأول 2020، على اقتراح ترامب بمساعدات قيمتها 2000 دولار، على الرغم من أنَّ الاقتراح قد يشهد نهايته في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري.
بالإضافة إلى ذلك يفكر الديمقراطيون كذلك في إجراء تصويت على إجراء مؤقت لتجنب الإغلاق الفيدرالي على الأقل، والحفاظ على استمرار عمل الإدارة حتى تنصيب بايدن في 20 يناير/كانون الثاني.
في المقابل يتفق العديد من خبراء الاقتصاد مع فكرة أن الإعانة التي يوفرها مشروع القانون ضئيلة للغاية، لكنهم يرون أن تقديم الدعم فوراً لا يزال ضرورة ومحل ترحيب.
بالإضافة إلى شيكات الإغاثة المرتقبة، فإنَّ المشروع المقدم والخاص بـ"كوفيد" الأوّلي، الذي يحظى بموافقة كل من الديمقراطيون والجمهوريون يمنح إعانة أخرى مؤقتة للعاطلين عن العمل بقيمة 300 دولار في الأسبوع، ويوفر حزمة من المساعدات في الوقت الحالي كالإعانات للمطاعم والمسارح وكذلك الشركات، والمساعدة في الرعاية الصحية والمدارس والمساعدة في تقديم لقاح كورونا للمواطنين.