قالت صحيفة The Guardian البريطانية، إن اثنين من كبار الموالين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مجلس الشيوخ الأمريكي، وهما السيناتور تيد كروز، والسيناتور ليندسي غراهام، يحثانه على إجهاض محاولة العودة للاتفاق النووي.
حيث حضَّ كروز وغراهام، ترامب على طرح الاتفاق النووي الإيراني، واتفاقية باريس للمناخ أمام مجلس الشيوخ للتصويت عليهما، وذلك في إحدى محاولات اللحظة الأخيرة التي تقصد إلى إفشال خطط الديمقراطيين لإعادة أمريكا إلى تلك الاتفاقات.
ويحتفظ الجمهوريون بالسيطرة على مجلس الشيوخ.
وفي الرسالة التي حصل عليها موقع RealClearPolitics، أخذ السيناتور تيد كروز يحث كلاً من ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو، على زرع بذور مواجهة نهائية بشأن الاتفاقيتين الدوليتين الحاسمتين في الأيام الأولى لإدارة بايدن.
و"طرح الاتفاقيات أمام مجلس الشيوخ يمكّن ترامب من تمهيد الطريق للتصويت الذي قد يفشل في تحقيق نسبة الثلثين المطلوبة للتصديق على الاتفاقات، ومن ثم قطع الطريق أمام مساعي بايدن لإعادة الولايات المتحدة إلى الانسجام مع حلفائها الدوليين المؤيدين لتلك الاتفاقيات"، وبحسب رسالة كروز.
حيلة تيد كروز
وتبدأ حيلة كروز بالإشادة بقرار ترامب الخاص بسحب أمريكا من كل من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي يقضي بتقييد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، واتفاقات باريس للمناخ لعام 2016 المتعلقة بالحد من الانبعاثات العالمية للتلوث المسؤول عن أزمة المناخ.
وكتب كروز: "إنني أحثكم الآن على معالجة الضرر الذي لحِق بميزان القوى، من خلال طرح اتفاق إيران النووي واتفاقية باريس أمام مجلس الشيوخ للتصويت عليهما بوصفهما معاهدتين. وفقط من خلال ذلك، سيكون بإمكان مجلس الشيوخ أن يلبي دوره الدستوري لتقديم التوصية أو الموافقة في حال سعت أي إدارة مستقبلية لإعادة إحياء هذه الاتفاقيات الخطيرة".
وكان بايدن قد تعهد بإعادة الانضمام إلى اتفاق باريس في اليوم الأول من رئاسته، فضلاً عن أنه سيعيد إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي اعتبره هدفاً رئيسياً لسياسته الخارجية، وفي كلتا الحالتين سيتم ذلك باستخدام سلطاته التنفيذية بدلاً من الاعتماد على الكونغرس.
في المقابل، يأمل كروز أن تتغلب خطته على نوايا بايدن عن طريق طرح تلك الاتفاقات لتصبح من الاتفاقيات الخارجية التي تتطلب المصادقةُ عليها تأييد نسبة الثلثين في مجلس الشيوخ؛ ومن ثم فإن العجز عن تحقيق هذه الأغلبية- وتحقيقها مستحيل في المجلس المقسَّم بين الحزبين بفوارق ضيقة- من شأنه أن يقوّض أي تحرك أحادي من جانب بايدن.
وعلى النحو ذاته، كان السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام قد بدأ في تعبيد الطريق أمام الهدف نفسه، ففي سلسلة تغريدات نشرها الأسبوع الماضي، على موقع "تويتر"، قال إنه كان يعمل بجد "لتأمين تصويت في مجلس الشيوخ الأمريكي على أي قرار محتمل لإعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني".
ومجلس الشيوخ يجب عليه أن يسجل رأيه سواء بالتأييد أو المعارضة لهذا القرار، وفقاً لغراهام الذي لم يطرح هذا الأمر إلا قبل أيام من تولي بايدن رئاسة البيت الأبيض.
يُذكر أن ترامب انسحب في مايو/أيار 2018، من الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع إيران في عهد سلفه باراك أوباما. وأعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، تستهدف قطاعي النفط والمال.
لكن بايدن وعد بأنه سيعطي أولوية لإعادة بلاده إلى الاتفاقية والنظر في رفع العقوبات، لكنه سيطلب من إيران الامتثال أولاً لبنود الاتفاق.
وفي الوقت الذي تتمسك فيه طهران بالاتفاقية النووية القديمة، رافضةً الحديث عن اتفاق جديد، تريد الأطراف المختلفة إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، يلمّح الغرب بأنه يريد مزيداً من الإضافات وتوسيع الصيغة القديمة.